بعد صراع مرير مع مرض السرطان، ودعت المغنية الفرنسية فرنسواز هاردي، أيقونة ستينات القرن العشرين وصاحبة النجومية العالمية، الحياة، عن عمر ناهز 80 عام،.
وأعلن نجلها، توما دوترون، خبر وفاتها، مساء الثلاثاء، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر صورة تجمعهما عندما كان طفلاً، وأرقفها بتعليق “لقد رحلت أمي”.
وشُخّصت إصابة النجمة الفرنسية عام 2004 بالسرطان الذي حوّل حياتها إلى كابوس، ولعل حديثها مع مجلة “باري ماتش” عام 2023، دليل واضح على معاناتها الكبيرة مع هذا المرض العضال، إذ قالت إنّها تتمنّى “الموت سريعاً، من دون مواجهة تحديات كثيرة كالصعوبة في التنفّس”.
وفي مقابلة سابقة أخرى مع وكالة الأنباء الفرنسية، تطرقت الراحلة بصراحة عن إصابتها بالسرطان، واحتمال وفاتها جراء الإصابة به، وقالت إنّ “الموت هو فقط للجسد الذي هو ذو جوهر مادي. بالموت، يحرر الجسد الروح التي هي ذات جوهر روحاني. لكن الحقيقة تظل أن موت الجسد هو اختبار كبير وأنا أخاف منه بقدر ما يخشاه الجميع”.
سيبقى صوت هاردي الرقيق راسخا في آذان محبيها، سيما في أغنية “تو لي غارسون إيه لي فيّ”، كما سيتذكر جمهورها قصة زواجها من جاك دوترون الذي أنجبت منه ابنها توما الذي أصبح مغنياً أيضاً كوالديه.
بدأت هاردي مسيرتها الفنية عام 1962 وهي في 18 من عمرها، بإصدار أغنية “تو لي غارسون إيه لي فيّ” التي لاقت نجاحاً كبيراً، إذ بيع أكثر من مليوني نسخة منها. وتولّت هاردي كتابة هذه الأغنية وتلحينها، وهو ما كان نادراً في تلك المرحلة.
وبالفعل، نجحت في حجز مكان لها على الساحة الفنية في فترة كانت تشهد رواجاً لموجة في موسيقى البوب عُرفت بالـ”يي يي”، إذ سرعان ما ظهرت على الصفحات الأولى للمجلات، في صور التقطها في فرنسا حبيبها آنذاك جان ماري بيرييه، وعلى المستوى العالمي وليام كلاين الشهير.
وعلى المستوى الشخصي، كانت تجمعها دوترون الذي كان مغنياً ناجحاً أيضاً (من أبرز أغانيه “إيه موا، إيه موا، إيه موا” سنة 1966) . قصة حبها الكبيرة، تُوجت بإنجاب توما الذي أصبح بنفسه مغنياً، إلا أن علاقتهما لم تكن مستقرة، خصوصاً بعد خيانة دوترون لها. وقبل انفصالهما (من دون طلاق)، كانا يعيشان في طبقتين منفصلتين داخل مبنى في باريس.
وبرزت حياتها الزوجية بحلوها ومرّها في مختلف أعمالها، بدءا من “ميساج بيرسونيل” التي حققت نجاحا كبيرا عام 1973، وصولاً إلى “بيرسون دوتر”، عنوان أحدث ألبوم أصدرته عام 2018.
ومن بين أعمال فرنسواز هاردي نجد”ميساج بيرسونيل”، “مونامي لا روز” (1964) و”كومان تو دير أديو” (1968)، بالإضافة إلى ألبوم “لا كيستيون” مع البرازيلية توكا، “لو تان دو لامور”، و”بيرسون دوتر”، وهوعنوان لأحدث ألبوم أصدرته الراحلة عام 2018.
لقد كانت فرنسواز هاردي، بالإضافة إلى سطوع نجمها في عالم الموسيقى، سفيرة للأناقة الفرنسية و”مثالا أنثويا” لميك جاغر، وشخصية خيالية لبوب ديلان وديفيد بووي.