لاقت النسخة الأولى للمنتدى المغربي للصناعات الثقافية والإبداعية نجاحا يعكس الأهمية المتنامية لقطاع الثقافة بالمغرب، واستقطبت أكثر من 2300 مشارك بأمكنة ذات رمزية لعاصمة الثقافة.
فانطلاقا من سينما النهضة إلى قصر العدالة السابق ومرورا بسينما الفن السابع ومقهى لاسين، وهيبة-لاب، وفندق أونومو، عاشت المدينة على وقع نقاشات حوارية قيمة ومثمرة، ودورات تكوينية غنية، تتوخى النهوض بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعزيز مساهمة المقاولين في تجديد ديناميته.
وعرفت هذه التظاهرة، التي نظمت بدعم من الاتحاد الأوروبي والمعهد الفرنسي بالمغرب، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، مشاركة نوعية لعدة شخصيات، حيث عرف حفل الافتتاح حضور أزيد من 350 شخصا.
وقاربت الورشات، التي استقطبت باهتمام أزيد من 600 مشارك منخرط، عددا من القضايا، التي تمحورت حول الرهانات والآفاق الواعدة للقطاع، وانصبت الورشات الموضوعاتية، التي استأثرت باهتمام 255 مشاركا، على تطارح ومناقشة توجهات وآفاق هذا المجال الثقافي الحيوي، فيما شكلت الورشات التطبيقية ، التي استقطبت 251 مشاركا، من جانبها، لحظات قيمة للاطلاع وتبادل وتقاسم التجارب في سياق التحديات اليومية واحتياجات المقاولين.
وشكل سوق المقاولين مكان تلاق جمع بين مظاهر الابتكار والإلهام، حيث زار أكثر من 800 شخص مختلف الأروقة، مكتشفين إبداعات ومنتوجات وخدمات يقدمها المقاولون في القطاع، الذين يتم دعمهم في إطار “حاضنة كواليس” التي تشرف عليها مؤسسة هبة.
وتميز حفل الاختتام، الذي شارك فيه عدد من الشخصيات الرفيعة والشركاء والمقاولين المبتكرين، والفنانين الموهوبين وفاعلين ثقافيين مؤثرين وجمهور شغوف، بتوزيع شواهد المشاركة في البرنامج.
ونشير إلى أن برنامج النسخة الأولى من المنتدى تضمن حلقات نقاش ومجموعات دراسة مختلف القطاعات المعنية الموجهة لمهنيي القطاع والجمعيات والمقاولين والمهتمين بالقطاع، حيث تمت مناقشة مواضيع متنوعة تتعلق بالصناعات الثقافية والإبداعية، والتي شهدت مشاركة الفاعلين الرئيسيين في القطاع.
وقامت مجموعات العمل، بدورها، بجمع مختلف المحترفين في الصناعات الثقافية والإبداعية لمناقشة تحديات القطاع، فيما اقترح برنامج “كواليس” مجموعة أدوات عمل سيتم تلقينها للمشاركين عبر ورشات عمل مختلفة موجهة للمقاولين وحاملي المشاريع في مجال الفن والثقافة.
ويهدف المنتدى، الذي يندرج في إطار بناء “رؤية 2030” لهيكلة الصناعات الثقافية والإبداعية وإضفاء الطابع المهني عليها وتطويرها بالمغرب، إلى الجمع بين المهنيين الثقافيين، والجمعيات، والطلبة، ورجال الأعمال، وأيضا الأشخاص الراغبين في معرفة المزيد عن الصناعات الثقافية والإبداعية.