سيدتي الوزيرة هذا المساء لقد أسعدت ثلاثة ملايين صانعة تقليدية، وأرضيت الناشطات من أجل الحقوق الاقتصادية للحرفيات المغربيات.
إذا تحدثنا عن ثلاثة ملايين، فإننا لا نبالغ بأي حال من الأحوال في عدد النساء المغربيات اللواتي يعملن أو لديهن معرفة في حرف الصناعة التقليدية. لأن ما سيطبق على فن التطريز سيطبق بالتأكيد على قطاعات أخرى: كالنسيج والزرابي والفخار والسلاسل والمجوهرات… وغيرها، لقد جعلتموهن سعيدات، لأننا لأول مرة نسمع وزيرًا يتعامل مع قضية هؤلاء النساء الرائعات المجتهدات والمبدعات بنهج مقاربة اقتصادية أكثر منها تراثية حيث يتم استخدام معرفتهن في حرف التطريز اليدوي والحرف الأخرى لتوفير بدائل اقتصادية جديدة وتوفير دخل لائق لهن، ويعزز مكانتهن في المجتمع.
في النهج الحالي للوزارة، يعتبر التعريف بعمل النساء المتخصصات في التطريز طريقة جديدة لإبراز هذا الفن كمصدر للتمكين الاقتصادي وقيادة المرأة، كما أنه يعد استجابة فعالة للحفاظ على هذا الموروث الرائع ومنع اندثاره مع اختفاء آخر حاملي هذه المعرفة. ولا شك أن التطريز كان ولا يزال وسيلة تعبيرية للنساء على مدى الأجيال، فهو يعكس هوياتهن وقيمهن ورغباتهن وعواطفهن. وهنا يأتي دور مهم، فالوسيلة الوحيدة الممكنة والطريقة المتاحة للحفاظ على هذا التراث ونقله، هي ضمان دخل اقتصادي محترم يساهم في الحفاض على كرامة العيش لهؤلاء السيدات المثابرات.
في الواقع، وعلى مدى سنوات، تم التعامل مع الحرف اليدوية التي هي بحوزة الآلاف من الحرفيات المغربيات، بنهج الارث تراثي، وفي بعض الأحيان بنهج فلكلوري. لم يتم الاعتراف بدور الصانعة التقليدية الاحادية، ولم يهتم أي هيكل بالصانع الحرفي الاحادي. والأكثر من ذلك، أن الجمعيات التي اختارت العمل على بناء قدرات الحرفيات نادراً ما تلقت الدعم، فلذلك فالحرفيات وعلى الرغم من عملهن الرائع والإبداعات الجميلة التي يبدعنها، ليس لهن صوت، ولا حقوق اقتصادية، ولديهن القليل من الرؤية ويبقين تحت رحمة الوسطاء الذين يستفيدون من عملهن.
أي إجراء يهدف في البداية إلى تعزيز الوضع الاجتماعي والاقتصادي للنساء أصحاب المشاريع الفردية والصغيرة، وخاصة الصانعات التقليديات، ومكافحة الهشاشة، قد وصل حاليا إلى مرحلة النضج لتحمل قضية الحقوق الاقتصادية لهذه الشريحة لأكثر من ثلاثة مليون امرأة في المغرب.
أنواع الطرز المغربي كثيرة ومتنوعة منها الفاسي، والسلاوي، والشفشاوني، وطرز الغرزة، نورويغو، والتنجيرة لنساء تطوان، والمسلول، والمحبوك، والملون، وأحادي اللون، والنغمة على نغمة، وبالتأكيد أنواع أخرى.
يظهر ثراء هذا التراث الذي يجب ضرورة صونه وصيانته والحفاظ عليه ونقله إلى الأجيال القادمة من البديهيات. لهؤلاء النساء كنز في أيديهن، كنز لا يحتاج إلا الى خيط وإبر لإنجاز منتوج مترف بالإبداع. فهن يحتجن فقط إلى الدعم والإشراف لبلوغ منافذ بيع لمنتجاتهن.
إن ربط تطريز المرأة المغربية بتطريز البلدان الأخرى يمكن أن يخلق أوجه تآزر وتكامل ويفتح آفاق أخرى لآلاف النساء الحرفيات.
ولقد ترأست الحفل الختامي للمعرض الذي نظم بالرباط ما بين 2 و 8 ماي في فضاء مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير تحت شعار ” النساء والتطريز من المعرفة المتوارثة إلى التمكين ” السيدة عواطف حيار، وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة. بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة لدولة قطر مريم بنت علي بن ناصر المسند والعديد من السفراء المعتمدين بالرباط وبالتعاون مع “التعاون الوطني” و”وكالة التنمية الاجتماعية” و”شبكة الحرفيات المغربيات دار المعلمة”.