تمكن المنتخب الإنجليزي من التأهل إلى نهائي كأس الأمم الأوربية لأول مرة في تاريخه، عقب فوزه اليوم الأربعاء بهدفين لهدف على الدانمارك، في المباراة التي جرت أطوارها على أرضية ملعب ويمبلي، في نصف نهائي البطولة.
وشهدت الجولة الأولى تبادل السيطرة بين المنتخبين، مع ارتفاع منسوب الحذر خوفا من تلقي هدف مبكر، قد يبعثر أوراق المدربين اللذين يريدان الوصول إلى النهائي، بعد غياب طويل لمنتخبيهما على المباريات الختامية للبطولات الكبرى، حيث بدأت الكرة تتنقل بين أرجل لاعبي الدانمارك وإنجلترا، بحثا عن نصف فرصة للدخول إلى الشباك.
وكان المنتخب الإنجليزي سباقا للهجوم، حيث كاد أن يفتتح التهديف عن طريق سترلينغ وهاري كين، لولا التسرع الذي سيطر عليهما في اللمسة الأخيرة، إلى جانب تألق الحارس الدانماركي شمايكل، الذي كان صدا منيعا لكل المحاولات الإنجليزية، فيما اختارت الدانمارك الاعتماد على الهجمات المرتدة في الوهلة الأولى، بحثا عن مباغثة دفاع إنجلترا، لكن سرعان ما تحولت السيطرة من عند رفقاء كين إلى رفقاء إريكسن، الذين تحصلوا على ضربة خطأ مباشرة في الدقيقة الثلاثين، ترجمها اللاعب ميكيل دامسغارد إلى هدف، ليكن بذلك أول لاعب يسجل هدفا من ضربة خطأ في البطولة.
وحاولت إنجلترا إدراك التعادل قبل نهاية الجولة الأولى، حيث كانت قريبة من ذلك عن طريق سترلينغ، لولا التدخل الجيد لشمايكل الذي أبعد الكرة إلى بر الأمان، فيما ظلت الدانمارك تناور بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لها الفرصة، بغية تسجيل الهدف الثاني والاقتراب أكثر من بلوغ نهائي طال انتظاره، إلا أن مدافعها سيمون كايير كان له رأي آخر في الدقيقة 39، بعدما حول تمريرة كين إلى الشباك بالخطأ في مرماه، مانحا بذلك تعادلا للإنجليز كانوا يبحثون عنه قبل نهاية الشوط الأول، باقي دقائق هذا الأخير لم تعرف أي جديد، لينتهي بالتعادل الإيجابي بين المنتخبين.
وبعكس الجولة الأولى، بدأت الدانمارك الشوط الثاني ضاغطة على الدفاع الإنجليزي منذ صافرة الحكم داني ماكيلي، حيث كادت أن تضيف الهدف الثاني، إلا أن تألق الحارس بيكفورد حال دون الوصول إلى المبتغى، فيما وجد المنتخب الإنجليزي نفسه مدافعا عن مرماه خوفا من مفاجأة أخرى من خصمه هو في غنى عنها، في ظل بحثه عن التأهل إلى نهائي كأس الأمم الأوربية لأول مرة في تاريخه.
وعادت السيطرة بعد مرور 15 دقيقة الأولى من الجولة الثانية، إلى الانتقال من منتخب إلى آخر، بحثا من الطرفين عن الحل الذي بإمكانه فك شفرة دفاعيهما لزيارة الشباك للمرة الثانية، وبالتالي حسم النتيجة والتأهل إلى النهائي، في مباراة كان فيها ييكفورد وشمايكل في يومهما، ما جعل مهاجمي المنتخبين يضيعان مجموعة من الفرص السانحة للتهديف.
وضغط المنتخب الإنجليزي بكل إمكانياته في العشر دقائق الأخيرة من المباراة لتسجيل الهدف الثاني، إلا أنه فشل في ذلك رغم الفرص التي أتيحت له، تارة بسبب غياب النجاعة الهجومية، وتارة لتألق شمايكل الذي حافظ على مستواه الذي بدأ به اللقاء، فيما تراجعت الدانمارك إلى الوراء لحماية عرينها من تلقي هدف من إنجلترا، مع الاعتماد على سرعة لاعبيها في الهجمات المرتدة، لكنها هي الأخرى فشلت في بلوغ مبتغاها، لتنتهي المواجهة في وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بينهما، انتقلا على إثرها إلى الأشواط الإضافية، لعلها تحسم في هوية المنتخب المتأهل إلى نهائي ويمبلي لمواجهة إيطاليا.
وبدأت إنجلترا الشوط الإضافي الأول كما أنهت الجولة الثانية، ضاغطة بكل ثقلها على الدانمارك التي كان حارسها شمايكل صدا منيعا لكل المحاولات الإنجليزية، بعدما أبعد كل الكرات التي اتجهت نحوه، فيما ظل المنتخب الدانماركي يعتمد على الهجمات المرتدة، لعلها تعطي أكلها مع مرور الدقائق لحسم النتيجة بتسجيل هدف ضد مجريات اللعب، إلا أنه هو الآخر لم يستطع الوصول إلى شباك بيكفورد، وفي الوقت الذي كانت الجولة الإضافية الثانية تتجه إلى النهاية، تحصل رفقاء سترلينغ على ضربة جزاء صدها شمايكل، إلا أن هاري كين سدد الكرة نحو الشباك بعد ارتدادها، معلنا عن تقدم إنجلترا بهدفين لهدف، نتيجة انتهى على إثرها النصف الإضافي الأول.
وفشل المنتخب الدانماركي في إدراك التعادل في الشوط الإضافي الثاني، رغم الفرص التي أتيحت له على أقليتها، مع سيطرة مطلقة له لم تكلل بالنجاح، فيما اضطرت إنجلترا إلى العودة للوراء حفاظا على تقدمها، حيث سير الإنجليز 15 دقيقة الأخيرة من اللقاء في أشواطه الأصلية والإضافية، بخبرة لاعبيه الطويلة في مثل هذه المناسبات، لتنتهي المباراة بفوزه بهدفين لهدف على حساب رفقاء إريكسن، وبالتالي تأهله إلى نهائي ويمبلي لمواجهة إيطاليا يوم الأحد المقبل، بداية من الساعة الثامنة مساء، بحثا عن لقبه الأول في المسابقة.