بعد إضراب دام 118 يوماً، أعلنت نقابة الممثلين “ساغ- أفترا” أن الممثلين في هوليوود، صادقوا أخيرا، على اتفاق سبق أن توصّل إليه مفاوضوهم مع الاستوديوهات، بعد إضراب شلّ القطاعين السينمائي والتلفزيوني لأشهر.
وأكدت نقابة الممثلين إلى أن 78 في المئة من أعضائها الذين صوّتوا، صادقوا على الاتفاق الجديد الصالح لسنوات عدّة، و 38 في المئة من أعضائها البالغ عددهم 160 ألفاً أدلوا بأصواتهم، في نسبة تشكّل غالبية بسيطة كانت تتطلّبها المصادقة على الاتفاق.
واعتبر المحامي المتخصص في القطاع الترفيهي جوناثن هاندل أنّ تصويتاً لصالح المصادقة بنسبة تتراوح بين 75 و 85 في المئة يمثّل “تصوّراً واقعياً”.
وقضى الاتفاق، الذي تم التوصّل إليه، بزيادة كبيرة في الحد الأدنى للرواتب مع نظام مكافآت للممثلين الذين يؤدّون أدواراً في أفلام أو مسلسلات تلقى نجاحاً عبر إحدى منصات البث التدفقي. ويشير الاتفاق أيضاً إلى مكافآت وأرباح للممثلين تزيد عن مليار دولار.
في هذا السياق، قالت رئيسة النقابة فران دريشر، في بيان، “إنّه عصر ذهبي لساغ أفترا. نقابتنا لم تكن يوماً بهذه القوّة”.
بينما قال المفاوض عن نقابة “ساغ-أفترا” دنكان كرابتري-أيرلند “إنّ الاتفاق الذي تبلغ قيمته مليار دولار، يتضّمن عدداً كبيراً من التطوّرات المهمة جداً في مجالات كالذكاء الاصطناعي والحد الأدنى للأجور والمبالغ المحصّلة من إعادة بث الأعمال عبر منصات البث التدفقي”، مضيفاً “أنا فخور جداً بهذا الاتفاق”.
ورحّب تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية (AMPTP) الذي يمثّل “نتفليكس” و”وولت ديزني” وشركات إنتاج أخرى، بالمصادقة على الاتفاق، حيث قال في بيان “مع هذه المصادقة، سيتمكن القطاع ومختلف العاملين فيه من استئناف العمل بزخم”.
ومع أنّ المصادقة على الاتفاق تُعدّ إجراءً شكلياً، ساد توتّر في القطاع لأنّ عدداً من الممثلين يعارضون بوضوح شروط الاتفاق الجديد، إذ يعتبرون أنّها لا توفّر لهم الحماية الكافية من تقنية الذكاء الاصطناعي.
ورأى مايكل فاكارو، وهو من بين عشرات الممثلين الذين أعربوا علناً عن معارضتهم المصادقة على الاتفاق، أن هذا العقد تافه، على حد قوله.
وأشار الممثل في حديث إلى وكالة فرانس برس، إلى أنه صوت ضدّ الاتفاق وهو على استعداد تام لاستئناف الإضراب مرة أخرى، مضيفا “لن نكسب شيئاً في حال وقّعناه، لكننا سنربح الكثير في حال عاودنا الإضراب”.
من جهة أخرى، نص الاتفاق أيضاً على تحديد ضمانات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي لم تُعتَمَد من قبل، إذ يخشى فنانو الأداء أن يُستَبدَلوا بممثلين رقميين يتم ابتكارهم من خلال برامج للذكاء الاصطناعي، نتيجة تجميع أقسام من أجسام أشخاص كثر بالاستناد إلى أرشيف الأفلام.
ولا يمنع الاتفاق الاستوديوهات من استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنّه يتضمّن بنداً يفرض عليها إعلام النقابة كلّما رغبت في اللجوء إلى هذه التكنولوجيا.
وسيكون لنقابة الممثلين”ساغ أفترا” الحق في التفاوض بشأن المكافآت نيابة عن الممثلين المعنيين، مع أنّ الانتقادات تؤكّد أنّه سيكون من الصعب معرفة ما إذا تم اعتماد الذكاء الاصطناعي أم لا.
ويؤكد معارضو المصادقة أنّ نسبة المشاهدة المطلوبة لجعل الاستوديوهات تدفع للممثلين لقاء شعبية العمل المعروض عبر إحدى منصات البث التدفقي مرتفعة جداً، وهو ما لن يحمل فائدة إلّا لعدد محدود من الممثلين.