“بنات ألفة” الممثل الوحيد للسينما العربية في “الأوسكار”
عبر الشريط الوثائقي “بنات الألفة” لمخرجتها لتونسية كوثر بن هنية، إلى المرحلة النهائية المختصرة لترشيحات جوائز الأوسكار العالمية في دورتها ال96ضمن فئتي أفضل فيلم دولي وأفضل فيلم وثائقي.
ويتناول هذا الفيلم الوثائقي والروائي، الذي يعتبر الممثل الوحيد للسينما العربية في سباق هذه التظاهرة الفنية العالمية، قصة حقيقية لامرأة تونسية تدعى ألفة لديها 4 بنات، تنخرط اثنتان منهن في تنظيم «داعش» الإرهابي بليبيا، وتكافح الأم لإعادتهما إلى تونس مرة أخرى في محاولة لإنقاذهما من مصير غامض.
وخلال إخراجها للفيلم، استعانت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بالأم الحقيقية وابنتيها الأصغر سناً، ليشاركا في بطولة الفيلم؛ بينما تؤدي الفنانة هند صبري مشاهد روائية للأم.
وفي هذا السياق، أشار الناقد السينمائي المغربي، خالد الدامون، إلى أنّ الجميل في هذا الفيلم هو كيف تفوقت المخرجة في التحكم في الانتقال من الواقعي إلى التخييلي، حيث أكدت أن الخيال يمكن أن يتفوق على الواقع في تسليط الضوء على القصة وعلى فهمها والسقوط في مخالبها؛ ذلك أن الواقع واحد والخيال متعدد، خصوصا أن الممثلات في الفيلم حاولن إيصال الرسالة عبر لغة شعبية بسيطة أضفت على الفيلم حيوية قل نظيرها.
ويؤكد فيلم “بنات ألفة”، وفق الدامون، نظرة كوثر بن هنية إلى المرأة في علاقتها بالرجل، الذي لا يرى في المرأة إلا ما يشبع رغباته؛ وبالتالي نجد ممثلا واحدا في الفيلم يقوم بأداء جميع الأدوار: الزوج، الشرطي،… دلالة على أن الرجل هو الرجل..”.
وأكد المتحدث نفسه أن فيلم “بنات ألفة” قريب من الحياة التونسية إبان فترة نهاية زين العابدين بن علي. لذلك اضطرت المخرجة كوثر بن هنية إلى توظيف وثائق سمعية بصرية لتحديد البيئة الاجتماعية والسياسية التي لفظت أمثال ومثيلات بنات ألفة.
هذا، ولقي شريط “بنات ألفة” إشادات واسعة من النقاد السينمائيين والمهتمين بالفن السابع منذ انطلاق عرضه العالمي الأول خلال الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي، حيث حصد فيها جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي بالاشتراك مع فيلم “كذب أبيض” لأسماء المدير.
كما عرض هذا الفيلم في مهرجانات دولية عديدة؛ أبرزها مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.