تجويد التعليم العمومي في المغرب أصبح أولوية الأولويات، والمشاورات الوطنية التي جرت حول خارطة تجويد المدرسة العمومية تميزت بمساهمة أزيد من 100 ألف مشاركة فعلي على مدى عشرة أسابيع من النقاشات البناءة مع الفاعلين التربويين ومساهمة شركاء المدرسة المغربية، حول الإجراءات العملية والملموسة لتنزيل خارطة الطريق لتجويد المدرسة المغربية، ووفق منهجية تشاركية موسعة.
وسيتم خلال شهر شتنبر المقبل تقديم التقارير التركيبية على صعيد كل الجهات بالاعتماد على الكفاءات والخبرة الوطنية ووفق منهجية علمية سيعلن عنها في حينه.
وبهذه المناسبة، نوهت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمشاركة الواسعة للأطر التربوية والإدارية وجميع الفاعلين من داخل منظومة التربية والتكوين في مختلف أطوار هذه المشاورات التي أطلقتها، من 5 ماي إلى 6 يوليوز الجاري، تحت شعار “من أجل تعليم ذي جودة للجميع”، والتي عرفت مشاركة 21 ألف و837 أستاذة وأستاذا في إطار 1761 مجموعة تركيز.
وبحسب المصدر ذاته فقد عرفت هذه المشاورات الرامية إلى إغناء خارطة الطريق وتنزيل الأوراش ذات الأولوية خلال الخمس سنوات المقبلة، من أجل تعليم ذي جودة ينتصر لقيم الإنصاف وتكافؤ الفرص ويخدم المصلحة الفضلى للناشئة التربوية، تنظيم 360 ورشة مفتوحة مع أطر الإدارة التربوية و360 مجموعة تركيز مع هيأة المراقبة والتأطير التربوي.
وأشادت الوزارة أيضا بالانخراط الجاد للفاعلين على المستوى الترابي من سلطات وجماعات ترابية وممثلي المصالح الخارجية للقطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية وشركاء اجتماعيين وهيئات وجمعيات أولياء الأمور وخبراء، حيث تم عقد 83 لقاء ترابيا و249 ورشة تشاورية.
وأبرزت أن هذه اللقاءات تميزت بالمشاركة المسؤولة لحوالي 4500 فاعل إقليمي ومحلي وانخراط 20 ألف و666 مشاركا من أمهات وآباء وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ في 1756 مجموعة تركيز، بالإضافة إلى اجتماعات لجن التشاور.
وأشادت بالمشاركة المواطنة لمختلف الشركاء الذين أسهموا في تيسير عمل هذه المشاورات والتعريف بالإجراءات التي جاءت بها خارطة الطريق والمساهمة في دعوة المواطنين إلى إغنائها وتقديم مقترحات ستساهم في تجويدها من خلال رصد الممارسات الفضلى، والتجارب المبتكرة والأفكار المبدعة والمقترحات العملية.
وقد تميزت هذه المشاورات، بالخصوص، يضيف البلاغ، بمشاركة متميزة للمتعلمات والمتعلمين في مختلف المستويات الدراسية، حيث أبانوا عن وعي كبير برهانات مدرسة الجودة وبرهنوا عن حس نقدي كبير يسائل واقع المدرسة اليوم ويرسم معالم مدرسة المستقبل. حيث تم تنظيم 6270 ورشة عمل عرفت مشاركة ما يفوق 33 ألف تلميذة وتلميذ بمختلف الأسلاك التعليمية، وتوزعت المشاركات بين ورشات الخيال الإبداعي ومجموعات التركيز، أشرف على تأطيرها حوالي 3163 منشطة ومنشطا من داخل منظومة التربية والتكوين، في احترام للمعايير المنصوص عليها في إشراك الأطفال.
ولأن تجويد المدرسة المغربية شأن يهم الجميع، وحرصا منها على توسيع دائرة المشاركة أمام جميع المواطنين داخل المغرب وخارجه، أطلقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة منصة مدرستنا www.madrastna.ma، والتي عرفت تجاوبا كبيرا، حيث بلغت عدد الزيارات 277 ألف زيارة من داخل المغرب وخارجه بولوج للمنصة من 77 دولة.
وقد شكلت الاستمارات، بحسب الوزارة، محور اهتمام أغلب هذه الزيارات، حيث تم الاطلاع على استبيان المواطن حوالي 112 ألف مرة وتمت تعبئة 22 ألف و190 استمارة عبر هذه المنصة. كما تم تلقي ما يزيد عن 700 مساهمة حرة تخص إغناء الإجراءات المتضمنة في خارطة الطريق لتجويد المدرسة العمومية.
ويذكر أن خارطة الطريق، التي بلورتها الوزارة بعد مشاورات داخلية على مستوى بنياتها المركزية والترابية، تتضمن إجراءات عملية وملموسة تهم ثلاث غايات كبرى، وهي تمكين التلميذ من اكتساب المهارات الأساس وإتمام فترة التعليم الإجباري، تحفيز الأستاذ والحرص على تكوينه وضمان التزامه في مسار نجاح التلميذ، وتحديث فضاءات التعلم بالمدرسة وضمان جاذبيتها وانفتاحها على محيطها مع تعزيز قدرات فريقها التدبيري والتربوي.
تجويد التعليم العمومي