يواجه وزير الخارجية اليوناني جورج يرابتريتيس انتقادات لاذعة بعدما قرر سحب عمل فني من معرض في قنصلية اليونان في نيويورك، يرمز إلى العلم اليوناني ويتطرق إلى العنف الأسري وجرائم قتل النساء.
ويتألف العمل الفني من ملاءات أسرّة تبرّعت بها نساء يعشن في اليونان، ويرمز إلى العلم اليوناني بخطوط وردية وحمراء بدلاً من اللونين الأزرق والأبيض التقليديين.
وفي هذا السياق، أكدت الفنانة اليونانية الأميركية، جورجيا لالي،في منشور عبر موقعها الإلكتروني، أن عملها تعرض للرقابة من وزارة الخارجية اليونانية”، مشيرة إلى أن هذا العمل يتطرق إلى جرائم قتل النساء وقضايا العنف الأسري.
وأضافت “أنا سعيدة لأن المفوضية الثقافية والقنصلية اليونانية قدمتا لي منصة لفني ودعمتاني (…)، المسؤولية تقع على عاتق جورج يرابتريتيس الذي فرض رقابة على عملي لإرضاء اليمين المتطرف”.
من جهته، قال وزير الهجرة ديميتريس كيريديس “نحن بحاجة إلى فهم حرية التعبير الفني”، مؤكدا تأييده لأي شكل من أشكال حرية التعبير، ولو أن الرسالة ضد العنف الممارس على أساس النوع الاجتماعي، إلا أن القنصلية من واجبها ضمان الحياد.
كما رأت وزيرة الثقافة لينا ميندوني “بصفتها الشخصية” أن العمل الفني “لا ينبغي أن يخضع للرقابة”.
بدوره، أوضح رئيس الدبلوماسية اليونانية أن العمل لم يُعرض في متحف أو معرض بل في القنصلية اليونانية، النواة الصلبة للدولة، التي يجب أن تحافظ على “حياد الفضاء وجميع الرموز الوطنية.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، أثار سحب “العلم” موجة عارمة من الانتقادات، لا سيما من الحركات النسوية، ولكن أيضاً داخل الحكومة المحافظة، حيث اتهم مركز “ديوتيما” النسوي الحكومة بممارسة “الرقابة”، مؤكداً أن العمل “استهدفه اليمين المتطرف”.
وفي المقابل، اعترض اليمين المتطرف على عمل جورجيا لالي في البرلمان الأحد، حينما أعرب زعيم حزب “نيكي” (النصر) القومي اليوناني، ديميتريس ناتسيوس، عن أسفه لأن العلم اليوناني أصبح “قطعة قماش” في هذا العمل.
وأطاح الجدل بمعرض الفنانة الذي ألغي بالكامل بعد بضعة أيام على افتتاحه في 15 من دجنبر، والذي تضمن أيضاً لوحة ثانية هي “قماشة تجسّد 22 منزلاً ارتُكبت فيها جرائم قتل للنساء فيها في اليونان عام 2022”.
وقد تعرّضت اليونان لانتقادات متكررة بشأن قضايا حرية التعبير من منظمات حقوق الإنسان الأوروبية.
ووفق آخر تقرير رسمي، سُجّل ما مجموعه 24 حالة قتل للنساء في عام 2022 في اليونان، حيث جرى التداول إعلامياً بعدد كبير من هذه الحالات على نطاق واسع في الأشهر الأخيرة، في ارتفاع بأربعة أضعاف مقارنة مع العدد المسجل عام 2012.