الخلافات والجدل والكثير من الحجج لا بد أن تحدث في أي علاقة، إلا أنه أثناء النقاشات الحادة يمكن أن يتحول الوفاق بسرعة إلى انفجار، ويمكن للناس أن يقولوا أشياء قد يندمون عليها. ويمكن أن ينتهي الأمر بإعادة فتح الجروح القديمة، والأسوأ من ذلك، يمكن أن ينتهي بالعنف الجسدي.
هناك العديد من العبارات الصحية التي تمنع الاستمرار في الجدل والخلاف في العلاقة. ويمكن أن تساعد هذه العبارات في تحويل الحجة إلى تواصل بنّاء ومنعها من أن تصبح شجارا.
تقدم الكاتبة راشيل بيس، بعض تلك العبارات في مقال لها على موقع “ماريج” (Marriage):
دعونا نحضر بعض القهوة أولا
قد تبدو القهوة الساخنة مقترحا سيئا أثناء النقاش الحاد، لكن الكثير من الناس يهدؤون معها بالفعل. ليس بالضرورة أن تكون قهوة، قد يكون أي مشروب آخر متوفر أو حتى كوب ماء بارد قد يفي بالغرض.
هذه الاستراحة القصيرة ستؤدي غالبا لتصفية ذهنك وإعادة الأمور إلى نصابها. ويمكن أن تنزع أيضا فتيل المعركة ومنعها من أن تصبح قضية كبرى.
دعونا نضع الأمور في نصابها
تبدأ الكثير من المعارك من أشياء صغيرة ليست ذات أهمية كبيرة مقارنة بشكل العلاقة وثقلها. اسأل نفسك هل يستحق الأمر خوض معركة كبيرة مع شريكك أو صديقك؟
مع الوقت، وكلما كبرنا وعرفنا الحياة، نتعلم كيفية التعايش مع بعض الاختلافات الصغيرة الناجمة عن العادات السيئة والتي تأخذ وقتا طويلا لإصلاحها، لذا لا داعي لخوض عراك كبير من أجل أمر صغير.
لنعقد صفقة
النزاع يعني أن شخصا منزعجا من شيء ما قرر مواجهة الطرف الآخر بذلك لإيجاد حل. واحدة من العبارات الصحية لمنع الخلافات في العلاقة هي إظهار أنك على استعداد لتقديم تنازلات، ثم عليك البحث عن أرضية مشتركة ومناقشة المشكلة بعقلانية.
من الصعب تقديم نصيحة معينة ولكن البدء بعبارة “دعونا نعقد اتفاقا” سيهدئ شريكك ويجعله يفكر في أنك على استعداد للاستماع وتفهم وجهة نظره ومن الممكن تقديم التنازلات. اعلان
ماذا تقترح؟
بعد أن تظهر للطرف الآخر عدم ممانعتك تقديم تنازلات اسأله ماذا يقترح لحل المشكلة، إذ قد يؤدي الاستماع لاقتراح الطرف الآخر إلى نقد بنّاء وتحسين علاقتك به بشكل عام. ولا تقلق من الرد بهدوء على اقتراحاته إن لم تكن تناسبك، فمجرد إبداء استعدادك لسماع ما يريده الطرف الآخر قد يهدئه.
دعونا نناقش هذا في مكان آخر
يمكن أن يبدأ الجدل والنقاش في أماكن أو أوقات غير مناسبة، وهذا مما يزيد الأمر تعقيدا.
لذا فإن السير لمسافة قصيرة إلى مقهى أو إلى غرفة أخرى يؤدي إلى تخفيف حدة الأمر والحفاظ على خصوصية المحادثة.
يجب أيضا تجنب وجود طرف ثالث غير مرغوب فيه أثناء مناقشة المشكلة، إذ يعتبر تدخل الطرف الثالث أمرا مزعجا ويصبح من السهل أن تتحول حجة بسيطة إلى معركة كبيرة، لذا ينصح بالحفاظ على خصوصية المحادثة.
أنا آسف
لا يمكننا سرد قائمة من العبارات الصحية لمنع الخلافات دون عبارة “أنا آسف”، فهناك أوقات يكون فيها الاعتذار -حتى لو لم يكن خطأك- حلا أخيرا لإنهاء العراك بشكل صحيح.
أما إن كنت قد أخطأت بالفعل، فقول “أنا آسف” أمر ضروري.
ويمكنك أيضا أن تستخدم عبارة “أنا آسف، ولكن …” لتهدئة الأمور ولمنح الطرف الآخر حق الرد الهادئ عليك، وعند ذلك يصبح الموقف عادلا لمواصلة النقاش.
لنتحدث عما يجب فعله
تستخدم هذه العبارة عادة عندما تلجأ أنت وشريكك إلى لعبة اللوم بدلا من إيجاد حلول للمشكلة. وتذكر أنه بغض النظر عن من هو المخطئ، فإنه يجب إيجاد طريقة للخروج من المأزق الحالي.
دعنا ننتظر ما سيحدث
عندما يفشل كل شيء لتهدئة الموقف، فقد يكون من الضروري التنحي والاستراحة، ففي بعض الأحيان تحل المشكلة نفسها بشكل طبيعي، وهذا يحدث كثيرا بين الأزواج. وأحيانا يكون وقف الجدال قبل أن يزداد سوءا هو المسار الوحيد المتبقي للإبقاء على العلاقات.
أنا أشعر..
إن استخدام عبارات “أنا أشعر” مهمة في أي مناقشة، حيث يمكنك التعبير عن مشاعرك وآرائك بشكل غير مباشر، كذلك لن يشعر الشخص الآخر بأنك تهاجمه، فبدلا من قول “هذه فكرة سيئة”، يمكنك قول “أشعر أن هذا قد لا يكون هو الأفضل” ثم حدد أسبابك، وبهذا تضمن أن النقاش سيكون تبادلا مفتوحا للأفكار والآراء.
ربما تكون على صواب
تميل المناقشات إلى التحول إلى عراك عندما يكون شخص ما عنيدا للغاية بحيث لا يمكنه التنازل عن وجهة نظره، وهذا أمر محبط.
لذا ينصح باستخدام عبارة “ربما تكون على صواب”، لأن هذه العبارة توضح أنك على استعداد للاستماع إلى ما سيقوله الشخص الآخر ويمكنك بسهولة نزع فتيل الموقف الذي تتزايد فيه الخلافات.
وحتى إذا كنت لا تزال تعتقد أنك على حق، فإن التنازل والاستماع إلى ما يقوله الشخص الآخر، سيسهّل عليك جعله يستمع إليك.
كيف يمكنني معالجة هذه المشكلة؟
إذا جاءك شخص ما -وخاصة شريك حياتك- بمشكلة، فمن المرجح أنه يريدك أن تسمعه. وحتى إذا لم يكن بإمكانك حل المشكلة على الفور، يمكنك الاستماع إليه فقط، فبعض الناس يحتاجون فقط لمن يستمع إليهم.
لنوقف هذه المناقشة مؤقتا
من المهم أن تعرف متى تسخن الأمور ومتى يكون الخلاف على وشك التحول إلى جدال كامل، فاقتراح استراحة سيمنح الشخصين وقتا للتهدئة وإعادة التفكير، ولكن تأكد من العودة مرة أخرى إلى النقاش المطروح.