خدعة فرد الشعر بالكيراتين.. لماذا عليك التوقف عن استخدامه قبل فوات الأوان؟
شعر ناعم ولامع بدون عقد أو تشابكات حلم الكثيرات، لا سيما من تزعجهن زيارة صالونات التجميل مرة على الأقل أسبوعيا وإضاعة ساعات طويلة في تصفيف الشعر، ورغم أن الشعر المموج والمجعد أصبح موضة مقبولة يدعمها الكثيرون؛ إلا أن ملايين النساء حول العالم يلجأن لطرق فرد الشعر المعروفة، والتي يطلق عليها عادة “معالجة الشعر” بـ”الكيراتين” (Keratin) والبروتين.
الكيراتين هو منتج تجميلي يستخدم لفرد الشعر، ويسمى أيضا علاج الكيراتين البرازيلي أو “الشعر البرازيلي”.
تزعم الإعلانات عن منتجات معالجة الشعر بالكيراتين أنها ستجعل الشعر المجعد أو المموج بشكل طبيعي أكثر استقامة وسلاسة، وأن المنتجات تزيل تجعد الشعر وتحسن لونه وتألقه، وتجعل الشعر يبدو أكثر صحة.
والحقيقة أن مصطلح “علاج الكيراتين” يشمل مجموعة من المركبات والمواد الكيميائية بنسب غير آمنة، بعض “علاجات الكيراتين”، على سبيل المثال تشبع الشعر بمحلول الفورمالديهايد، وقبل أن يجف الشعر تستخدم الحرارة المرتفعة المباشرة من خلال (مكواة الشعر) لتثبيته حتى يظل ناعما.
تسمية مضللة
“العلاج بالكيراتين” تسمية مضللة إذ إن الكيراتين بروتين طبيعي ينتجه الجسم في الأظافر والبشرة والشعر؛ إلا أن مواد فرد الشعر تحتوي مركبات ثيوجليكولات الأمونيوم وهيدروكسيد الصوديوم. البعض الآخر يحتوي على الميثيلين غلايكول والفورمالين والميثينال والميثانيديول، وتساعد الحرارة المباشرة على امتصاص الشعر لتلك المركبات السامة، والتي تساهم بقوة في تساقط وتكسير الشعر لاحقا.
وتتطلب بعض طرق فرد الشعر فترة انتظار قبل غسله، على الرغم من أن العلاجات التي تحتوي على تركيزات أقوى من الفورمالديهايد يمكن أن تسمح بالغسيل الفوري، وهو ما يشكل خطورة في الحالتين.
كشفت دراسة أجريت عام 2012 على ماركات الكيراتين، التي تم تسويقها في جنوب أفريقيا أن 6 من أصل 7 منتجات تحتوي على 0.96% إلى 1.4% من مستويات الفورمالديهايد. وهذه النسبة أعلى 5 مرات من المستوى الآمن الموصى به وهو 0.2%، علما بأن 5 شركات أكدت في البيانات التجارية الملصقة على العبوة أن المنتج خال من الفورمالديهايد.
الفورمالديهايد مادة موجودة بجرعات منخفضة في المنظفات المنزلية والأقمشة الصناعية والسجاد ودخان التبغ، وعلى الرغم من ذلك؛ إلا أن لمسها ليس العامل الأكثر خطورة. إنما استنشاقها يوما بعد يوم ولفترات تدوم شهورا وأعواما أحيانا في حالة أن انتظمت المرأة على استخدام هذه طرق بصورة منتظمة.
ترتبط مادة الفورمالديهايد بسرطان الأنف والمخ وربما سرطان الدم، وفقا للمعهد الوطني للسرطان.
إذا كان هدفك هو تقليل تجعيد الشعر، فمن المحتمل أن تكون طرق فرد الشعر، التي تغطيه بطبقة لامعة تساهم في تنعيمه لفترة مؤقتة، أقل خطورة من المنتجات التي يروج لها أنها تفرد الشعر لشهور؛ ذلك لأن تغيير نسيج الشعر يحتاج إلى مادة كيميائية قوية لإحداث هذا التغيير الكلي في طبيعة الشعر.
أضرار محتملة
إلى جانب الأضرار المحتملة من استخدام الطرق الكيميائية لفرد الشعر؛ إلا أن مادة الفورمالديهايد تتسبب أيضا في ظهور أعراض تحسسية، وضيق التنفس والسعال، وحكة في الجلد وطفح جلدي، وتهيج الأنف والحنجرة والتهاب شديد في فروة الرأس قد يصل إلى درجة الحروق، إلى جانب الغثيان وتلف الشعر وتساقطه.
المكواة أم مصفف الشعر الساخن؟
استخدام مكواة الشعر يوميا أسوأ شيء يمكنك القيام به، وفي حين أن الحرارة المرتفعة (450 درجة) المستخدمة في المكواة المعروفة باسم “بيبي ليس” (BaByliss) ليست الأفضل لفرد الشعر؛ إلا أنها ما تزال أقل خطورة من استخدام مصفف الشعر بالحرارة “سيشوار” يوما بعد يوم.
مواد تدمر مركبات فرد الشعر
إذا كنت قد استخدمت بالفعل الكيراتين والبروتين لفرد الشعر، فينبغي العلم أن كلوريد الصوديوم (الملح) والكلور من أشد المواد، التي تساهم في تكسير المركبات المستخدمة في طرق فرد الشعر، وهو ما يعني أن الغطس في البحار أو خوض السباحة يساهم في تلاشي تلك المواد من شعرك.
وينبغي أيضا استخدام مواد منتجات العناية بالشعر مثل الشامبو الخالي من السلفات، والكثير من المنتجات المرطبة للشعر؛ لتجنب تساقطه بغزارة بعد استخدام الكيراتين.
بدائل صحية لفرد الشعر
عادة ما يكون الشعر المجعد والمموج أكثر جفافا من أنواع الشعر الأخرى. لذلك تجنبي غسل الشعر أكثر من مرة كل يومين، فالكثير من الشامبو يمكن أن يزيل زيوت الشعر الطبيعية، التي تؤدي إلى الجفاف، ومن ثم تكسر الشعر وتساقطه.
كما يؤدي استخدام المكواة المسطحة إلى فرد الشعر مؤقتا، ويمكنك الحصول على التأثير نفسه عن طريق تجفيف الشعر باستخدام فرشاة كبيرة ذات شعيرات مستديرة.
واحرصي على ترطيب الشعر بانتظام للمساعدة في جعل الشعر الجاف أكثر نعومة ولمعانا وقوة. كما يمكن أن تساعد منتجات الترطيب الطبيعية في الحفاظ على صحة شعرك وفروة رأسك، مثل زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، وزبدة الشيا، وزيت الأرغان.