لا يتوقف العلماء عن طرح فرضيات حول إصابة كبار السن بمرض ألزهايمر، لكن علماء من جامعة نورث ويسترن بولاية الينوي الأمريكية، اكتشفوا سببا جديدا وراء موت الخلايا العصبية في أدمغة الأشخاص المصابين بألزهايمر.
ففي دراسة جديدة، توصل العلماء إلى أن الإصابة بمرض ألزهايمر ترجع إلى وجود سلاسل سامة من الحمض النووى الريبوزي “إر إن إي” (RNA)، تتسبب في الإصابة بموت الخلايا العصبية في دماغ الإنسان مع التقدم في العمر.
وكشفت هذه الدراسة، التي نُشِرت معطياتها أمس الخميس، أن السلاسل القصيرة لهذا الحمض النووي السام تلعب دورا رئيسيا في الإصابة بمرض الزهايمر، حيث تؤدي إلى موت سلاسل الحمض النووي الوقائي والمعروف بـ (أ دي إن)، ومن ثم إلى التلف العصبي والإصابة بألزهايمر، الذي من المتوقع أن يصل عدد المصابين به حوالي 6,7 مليون مريض في الولايات المتحدة خلال عام 2023.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص المسنين، الذين تتجاوز أعمارهم الـ 80 عاما بالتحديد، لديهم قدرات ذهنية فائقة، لذلك يتكون في أدمغتهم السلاسل القصيرة السامة “ار ان ايه” أكثر من الحمض النووي الوقائي أثناء فترة الشيخوخة بالمقارنة بغيرهم مما تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما.
وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور الأمريكي، ماركوس بيتر، أستاذ علم الأيض السرطاني في كلية طب جامعة نورث ويسترن، أنه مع تقدم الإنسان في العمر “اكتشفنا أن خلايا الدماغ تحول التوازن بين الحمض النووي السام والوقائي في خلايا الدماغ ليتفوق الحمض النووي السام وتتعرض خلايا الدماغ للتلف، ثم يبدأ المرض تدريجيا في الظهور مع التقدم في العمر”.
وأبرز البروفيسور أن هذه النتائج الجديدة تشير إلى وجود وسيلة جديدة لعلاج مرض الزهايمر وغيره من الأمراض العصبية الأخرى.، موضحا أن الاستثمار الهائل في الكشف عن أدوية لعلاج مرض الزهايمر يركز على آليتين؛ تقليل حمل البلاك الأميلويدي في الدماغ، والتي تعتبر علامة تشخيص مرض الزهايمر بنسبة 70 إلى 80 % بالإضافة إلى منع تجاعيد تسمى “تاو” من التطور فى الدماغ.
وأكد بيتر أن هذه النتائج ستؤدي إلى تبنى نهج جديد في الأخير أو تثبيت سلسلة الأحماض الوقائية، وأن هذه الأدوية موجودة بالفعل ولكنها ستحتاج إلى إجراء المزيد من الاختبارات على نماذج للحيوانات وتطوير النتائج الخاصة بها.
وفي الأخير، تجدر الإشارة إلى أن آلزهايمر هو مرض دماغي متطور يدمر خلايا المخ؛ مما يؤدي إلى مشكلات في الذاكرة والتفكير والسلوك، ويؤثر بشدة في عمل وحياة الشخص المصاب ونمط حياته الاجتماعي، فيتدهور وضع المريض المصاب بمرور الوقت، و غالبًا يؤدي إلى الوفاة. ويصنف مرض الزهايمر اليوم بكونه السبب الرئيس السادس للوفاة عالميًّا، كما يعد السبب الأكثر شيوعا للخرف.
وسُمي هذا المرض بألزهايمر تيمنا باسم الطبيب الألماني “ألوسي ألزهايمر”؛ الذي كان أول من وصف المرض عام 1906م، واستطاع بعده العلماء في القرن الماضي أن يتوصلوا إلى كثير من الحقائق المهمة حول هذا المرض العضال.