يعد سكري الحمل نوعا من أمراض السكري الذي يتم اكتشافه أثناء الحمل حيث تكون مستويات الجلوكوز في الدم أعلى من المتوسط، وهو أكثر مضاعفات الحمل الطبية شيوعا على مستوى العالم، حيث يؤثر على واحدة من كل 7 حالات حمل.
وفي هذا الشأن، أجرى باحثون من جامعة ماكجيل في مونتريال الكندية، دراسة حديثة، أفادت من خلالها أن هناك علاقة وثيقة بين سكري الحمل وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني على المدى الطويل.
وسلطت هذه الدراسة، التي نشرت في موقع “مديكال إكسبريس”، الضوء على أهمية مراقبة مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
وخلال إنجاز الدراسة، قارن الباحثون مجموعة من النساء الحوامل اللائي أصبن بمرض السكري خلال فترة الحمل بمجموعة أخرى من النساء السليمات، وتوصلوا إلى أن النساء اللواتي أصبن بمرض السكري خلال الحمل الأول كن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالنساء السليمات، وأن هذا الخطر يزداد بشكل كبير مع تكرار الإصابة بمرض السكري خلال الحمل الثاني.
واستند الباحثون في هذه الدراسة على بيانات أكثر من 431 ألف ولادة، ووجدوا أن أن خطر الإصابة بمرض السكري يتضاعف بـ 4.35 أضعاف مع سكري الحمل في الحمل الأول، و7.68 أضعاف مع الإصابة بسكر الحمل في الحمل الثاني.
وأكدت نتائج الدراسة ما كان يشك فيه الباحثون من قبل، وهي العلاقة الوثيقة بين سكر الحمل ومرض السكري من النوع الثاني، حيث بلغ تضاعف خطر الإصابة بالسكري 15.8 ضعفا مع الإصابة بسكر الحمل في الحملين.
ومن خلال معطيات الدراسة، تبين للباحثين أن سكر الحمل يمكن اعتباره بمثابة جرس إنذار مبكر لظهور مرض السكري في المستقبل.
ودعت الدراسة النساء الحوامل، سيما أولئك اللواتي لديهن تاريخ عائلي بمرض السكري، إلى ضرورة إجراء فحوصات منتظمة لمستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل، واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام للوقاية من مضاعفات هذا المرض
وجدير بالذكر أن معايير التشخيص الحالية لمنظمة الصحة العالمية توصي مريضات سكري الحمل بالفحص في الفترة ما بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل بدون فحص مسبق.
ومع ذلك، أشارت الأدلة الحديثة إلى أن سكري الحمل يمكن أن يكون موجودا في وقت مبكر من الحمل. بشكل عام، يمكن الكشف عن 30-70% من سكري الحمل في وقت مبكر باستخدام اختبار تحمل الجلوكوز الفموي ويشمل أولئك الأكثر عرضة للعلاج بالأنسولين وتجربة مضاعفات الحمل.
كما أظهرت الدراسات الحديثة، أنه، مِن بين النساء المصابات بسكري الحمل المبكر، فإن التعرف على المرض وعلاجه قبل 20 أسبوعا من الحمل (مقارنة بـ24-28 أسبوعا) لم يقلل فقط من مضاعفات الحمل ومضاعفات ما بعد الولادة، بما في ذلك ضيق التنفس لدى المواليد وفترة الإقامة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، بل أيضا حسّن من جودة الحياة في منتصف فترة الحمل وزاد من بدء الرضاعة الطبيعية، مما يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني وغيرها من الحالات طويلة الأمد.