لاعبة المنتخب المغربي لكرة السلة على الكراسي المتحركة، دعاء أوخنتجي، عاشت ملحمة إنسانية مكتملة بدءا من إنقاذها بعد إصابتها في حادث انحراف قطار عن سكته وهي في السابعة عشرة من عمرها، مرورا بصمودها في وجه الأزمة، ثم تقبلها لصدمة أنها أصبحت عاجزة أو شبه مشلولة، ثم الملحمة الأكبر في التدريب والعودة مرة أخرى إلى طبيعتها بقدر الإمكان بعد تحفيز ذاتها بأقصى قدراتها.
ولم تتخيل دعاء البالغة 23 عاما، أن الحياة التي منحتها الكثير من الأشياء الجميلة ستخذلها هذه المرة وسترغمها على أن تعود إلى نقطة البداية، والانطلاق مجددا بأحلام وأمنيات قدر لها أن تتوقف لمدة سنة كاملة، بعدها كان الحادث السبب في تغيير مجرى حياتها للأبد، وفقدت على أثره القدرة على المشي.
لكنها، وبفضل عزيمتها وإرادتها وإيمانها، استطاعت أن تحول الآلام إلى آمال، وأن تصبح مقبلة ومتفائلة ومحبة للحياة.
وفي هذا الصدد، تقول دعاء ابنة مدينة السمارة “في عمر السابعة عشرة كانت أحلامي وطموحاتي في بدايدتها، وكنت في أوج عطائي، لكن سرعان ما وجدت نفسي أمام واقع آخر لم يخطر لي على بال، بعد وقوع الحادث في ذات يوم من أكتوبر 2018 ، استفقت على إثره وأنا ممدة على سرير في مستشفى حبيسة بين جدرانه لمدة طويلة، حيث لم تعد لي أي صلة بالعالم الخارجي”.
وتضيف دعاء” تابعت دراستي بكل مراحلها بمدينة السمارة ومارست بها رياضتي الكاراتيه وكرة اليد، التي كنت أعشقها، إلى أن حصلت على الباكالوريا وانتقلت إلى الرباط حيث التحقت بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة”.
وتتابع، دعاء التي تتابع دراستها حاليا في سلك الماستر، “لم يكن أمامي سوى خيارين اثنين لا ثالث لهما، فإما أستسلم لليأس والأفكار السلبية والدخول في دوامة الاكتئاب القاتل، أو أستجمع قواي وأبدأ حياتي من جديد وأنسى دعاء ما قبل الحادث.
وتؤكد الرياضية الشابة أنها سرعان ما تقبلت أن هناك أشياء ستتغير في حياتها وأن عليها إعادة حياتها من الصفر، حيث قررت في البداية متابعة الدراسة، قبل أن تندمج من جديد في المجتمع ولم يكن هناك سبيل سوى العودة إلى ممارسة الرياضة، لكن هذه المرة ضمن فئة لم تألفها من قبل وعلى كرسي متحرك وهو أيضا من نوع خاص.
وأوضحت دعاء، في هذا السياق، أنها بدأت ممارسة كرة السلة على الكراسي المتحركة سنة 2019، لكن قبل ذلك وبعد تواصلها مع الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة ووجهتها إلى نادي “التحدي” بالرباط حيث بدأت بممارسة ألعاب القوى، إذ أن النادي كان متعدد التخصصات، ثم تمت المناداة عليها للالتحاق بفريق كرة السلة.
وفي سياق ذلك، تقول دعاء إنها استدعيت للمنتخب الوطني النسوي لكرة السلة على الكراسي المتحركة، الذي خاضت معه ثلاثة تربصات إعدادية قبل المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية الإفريقية بغانا، وبعد شهر فقط من الاستعداد تمكنت مع الفريق الوطني من احتلال المركز الرابع.
وتختتم دعاء حديثها بالإشارة إلى أن الرياضة ساعدتها في الاندماج من جديد في المجتمع، مضيفة أنه في هذا المجال “نلتقي بالعديد من الأشخاص في وضعية إعاقة، البعض منهم حالتهم أسوأ مني وآخرين في وضع أفضل . عندما ترى أشخاص في وضع أصعب ترضى بحالتك وتحمد الله “.