نيويورك-أخيرا حصلت عملة دووج الرقمية على يوم يسمى باسمها.
فبعد أن أعلن عشاق العملات المشفرة أن يوم 20 أبريل/نيسان الماضي كان يوم “دووج داي” (Doge Day)، أخفقت عملة دووج كوين في الاقتراب من قيمة دولار واحد، التي كانت هدفًا يأمل المؤيدون بلوغه.
وقد يبدو هذا الهدف وكأنه قليل، لا سيما عند مقارنته بقيمة 50 ألف دولار أو 60 ألف دولار التي بلغتها عملة البتكوين، لكن دووج كوين حققت بالفعل صعودًا مذهلًا من نصف سنت تقريبًا، وهي القيمة التي كانت عليها في بداية العام.
فقفزت دووج كوين إلى ما يقارب 33 سنتًا، وهي تقترب من تحقيق مكاسب بنسبة 7 آلاف% في 2021 حتى الآن. وهذه النسبة تزيد بوجه هائل عن عائد 10% التقريبي للاستثمار في سوق الأسهم الأميركية التي تُوجّه لها الانتقادات بسبب ارتفاعها الكبير. وبشكل جماعي، تبلغ القيمة السوقية الإجمالية لعملة دووج كوين نحو 42 مليار دولار، وفقًا لموقع “كوين ديسك” (CoinDesk)، وهذا يضعها في المستوى نفسه مع محل “شيبوتلي” للوجبات المكسيكية السريعة (Chipotle Mexican Grill) ومنصة “إي باي” (eBay).
ويحاول أنصار دووج كوين مساعدتها على التخلص من صورتها كونها عملة مشفرة بدأت كمزحة سخيفة، بإبرازها الآن وسيلة لإجراء معاملات سريعة وسهلة، على الرغم من أن العملة لا تزال محدودة الشعبية بين تجار التجزئة في أميركا حتى الآن.
والعملة تجذب المستثمرين الذين يريدون الدخول في استثمارات “الصور المركبة” أو “الميمز” بعد مشاهدتهم سهم شركة “غيم ستوب” (GameStop) يرتفع بشكل جنوني إلى أكثر من 1600% في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان الدافع وراء هذه الزيادة مجموعة من المستثمرين الصغار الذين يتواصلون مع بعضهم بعضا عبر الإنترنت، وذلك أدى إلى تغيير أرباح غيرت حياة من قاموا بضبط توقيت استثماراتهم بشكل صحيح. ويستخدم مشترو دووج كوين الآن بعض الشعارات نفسها، ويعدون برفع سعرها “إلى القمر”.
وعلى الرغم من ذلك، فإن النقاد يقولون إن الصعود غير المعقول لدووج كوين هو مثال آخر على حمى شراء في موجة الاهتياج المقبلة التي ترفع الأسعار عبر الاستثمارات، وإن الأشخاص الذين يشترون الآن قد يكونون يجهزون أنفسهم للألم. فحتى العملات المشفرة المقبولة على نطاق واسع، والتي يُنظر إليها على أنها جادة تعدّ متقلبة بشكل ملحوظ، مع تفاوتات عالية صعودًا وهبوطًا.
وقال نايجل غرين، الرئيس التنفيذي لشركة “ديفير غروب” (deVere Group)، التي تقدم نصائح وخططًا مالية، “يمكننا أن نتوقع من كثير من المستثمرين المبتدئين، الذين قد لا يتمتعون بالمرونة المالية اللازمة، أن يحترقوا في جنون الدووج كوين، كما حدث مع غيم ستوب”.
وكان سهم غيم ستوب قد لامس 483 دولارًا في وقت ما أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن ينخفض إلى 90 دولارًا في أقل من أسبوع. ومنذ ذلك الحين، ارتد صعودًا وهبوطًا، في حين كان يتم تداوله أخيرًا بما يزيد قليلًا على 158 دولارًا، ولا يزال هذا أعلى بكثير مما كان عليه قبل هوس يناير/كانون الثاني.
وتشارك بعض الشركات الكبيرة في دووج كوين إذ قالت شركة “نيوإيغ” (Newegg) لبيع الأجهزة الإلكترونية عبر الإنترنت، إنها تحتفل بيوم “دووج داي” وتقبل عملة دووج كوين للشراء من خلال “بيت باي” (BitPay) وهو مزود خدمة الدفع عبر العملات المشفرة.
وقال أندرو تشوي، مدير العلامة التجارية في نيوإيغ إن “هذه ليست خطوة قصيرة المدى من جانبنا”. وتابع “نعتزم تقديم دووج كوين وسيلة للدفع ما دمنا نشعر بأن طلب العملاء يضمن استمرارها”.
ومع ذلك، فقد تباطأ صعود دووج كوين في يوم “دووج داي” نفسه. فبعد ارتفاعه فوق 42 سنتًا أثناء ساعات الليل، تراجع مع تقدم الصباح، ثم تسارع الانخفاض أكثر مع الوقت، وانخفضت قيمتها بنسبة 10% في غضون 30 دقيقة في وقت الظهيرة بالتوقيت الشرقي، وحتى قبل هذا الانخفاض، كان بعض المشترين يشعرون بالخوف أثناء استثمارهم في ذلك اليوم.
إذ قال مستخدم في موقع “ريديت” (Reddit)، يحمل الاسم المستعار: hazardousmeme، في مناقشة عن دووج كوين، إن”الأمان أبعد ما يكون عن هذا الشيء”.
وقال مستخدم آخر على ريديت “دعونا نأمل أن ترتفع العملة”، بعد أن قال إنه اشترى ما قيمته 500 دولار من دووج كوين. وقال “هو استثمار أفضل من وضعها في (ماكينة للقمار)”.
المصدر : أسوشيتد برس