سالي عازر
يتساوى في اللاهوت المسيحي الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، استنادًا إلى تعاليم يسوع في المساواة بين الجنسين، ولعل من أبرز مظاهر تكريم ورفع شأن المرأة هو التكريم الخاص لمريم العذراء، لدى أغلب كنائس وطوائف العالم المسيحي.
وفي أجزاء كثيرة من العالم المسيحي، لم تعد رؤية قيادات نسائية في الكنائس أمرا غير مألوف. لكن حتى الآن، لم تشهد الأراضي المقدسة – حيث جرت الأحداث الواردة في الكتاب المقدس – قسيسة امرأة من المنطقة.
لكن اليوم، أصبحت سالي عازر ذات الستة والعشرين ربيعا، وهي فلسطينية من القدس، أول امرأة تُرسّم قسيسة في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية بالأردن والأراضي المقدسة، بعد أن جرى ترسيمها من قبل والدها الأسقف “سني عازر”، خلال حفل أقيم في البلدة القديمة حضره مئات المهنئين الدوليين.
وجرت المراسم على بعد أمتار عدة من كنيسة القيامة التي تعتبر أكثر المواقع قداسة في الدين المسيحي وحيث يعتقد أن المسيح صلب ودفن وقام من بين الأموات.
وبصفتها قسيسة، ستضطلع “سالي” بواجبات مختلفة؛ بما في ذلك قيادة القداس ودراسات الكتاب المقدس في القدس وبيت ساحور في الضفة الغربية المحتلة، للمجموعات الناطقة باللغة الإنجليزية.
وعبّرت “سالي عازر” عن سعادتها بهذه الخطوة غير المسبوقة في المنطقة، قائلة: “إنه شعور لا يوصف أن تتخذ هذه الخطوة بدعم من الكنيسة.. شعرت بسعادة أكبر لرؤية الحماس الكبير من جانب الحضور”.
وأضافت القسيسة التي تم ترسيمها في يناير المنصرم “هذا شيئ غير عادي … كانت لحظة خاصة، أقدر الدعم الكبير الذي حظيت به من الجميع في أنحاء العالم”.
تفخر عازر بنشأتها في القدس وتلقيها تعليمها في مدرسة ألمانية للإناث المسيحيات والمسلمات، وذكرت في مناسبات عدة أنها لا تريد أن تكون الوحيدة أو الأولى والأخيرة التي تم ترسيمها. وأعربت عن أملها في أن تدرس نساء أخريات علم اللاهوت ويتم ترسيمهن”. سالي عازر
خارج أبواب الكنيسة تقول عازر إنها تسعى إلى إلهام النساء على مستوى العالم وحثهن على الوصول إلى مناصب عليا داخل الأحزاب السياسية وفي الحكومات. وتبدو عازر فخورة بترسيمها ليس فقط لكونها سيدة وإنما لأنها شابة أيضا. وفي هذا الاتجاه، تقول “أعتقد أن الأمر لا يتعلق فقط بكوني امرأة بل بكوني شابة أيضا، أريد جلب أصوات الشباب وتشجيعهم”.
وتؤمن الشابة الفلسطينية بأن الرجال والنساء جميعا متساوون بطريقة ما، الأمر يتعلق باختلاف وجهات النظر، وشددت على أنها “يمكننها أن تفعل كل شيء، كل شيء مثل أي قس آخر”.
ورغم مواجهة خطوة ترسيمها لمعارضة البعض، تعهدت القسيسة عازر بإظهار “أهميتها” ليس على مستوى الدين المسيحي فقط وإنما لدى المسلمين واليهود أيضا.