سعيد علوش مدارس الأدب المقارن سعيد علوش
بعد مشروعه التأسيسي الأول في مجال الآداب المقارنة والمعجميات، أصدر الباحث والبروفيسور المغربي سعيد علوش، مؤخرا، مشروعا نقديا يتكون من ثلاثة كتب حول الآداب والجماليات، تحمل على التوالي عناوين “جمالية القبح”، و”جمهورية الآداب الموازية”، و”ما بعد الآداب الكبرى”. ويتجاوز حجم الكتب الثلاثة الألف صفحة.
وتلتقي هذه المؤلفات الثلاث ضمن البحث في الآداب الموازية، وجمالية القبح الذي يتأطر ضمن تصور جمالي ونقدي وثقافي وتجربة باحث يبحث عن فهم حياة المعاني في عبورها السفلي والمتلاشي والضائع، من خلال نصوص على مساحة تاريخ الأدب، بما حملته وما تحمله في سياقات مختلفة.
ويندرج كتاب “جمالية القبح” ضمن الآداب الموازية بوصفه مقاربة ما استقبح عبر العصور، بالاعتماد على مدونة كبيرة ومتنوعة من أمهات الأعمال في تاريخ الأدب العربي للحفر فيها في سبعة فصول، تغنيها خمسة ملاحق من النصوص والصور، ثم لائحة مرجعية بالمصادر والمراجع.
أما كتابه الثاني المعنون ب “جمهورية الآداب الموازية” فيأتي استكمالا للتصور العام الذي ابتدأه سعيد علوش في الكتاب الأول عن القبح أو الآداب الهامشية، حيث يواصل النقاش والتنظير والبحث، في ثلاثة أجزاء مفصلة، للآداب الموازية والتي باتت تزاحم الآداب المعتمدة إن لم تتفوق عليها باستعادة ما استبعدته طوال قرون سيطرت فيها البلاغة الكلاسيكية لجمالية المؤسسة.
وفي شرحه للكتاب يعلق سعيد علوش قائلا: “لقد صاغ الفرنسي بيير بايل خلال القرن 17 عبارة (جمهورية الآداب) مدشنا الإشارة إلى شبكة ثقافية لتبادل الأفكار، وما لبثت التسمية أن سُرقت، لتطبق على موسوعة (ديدرو/ فولتير/ ج.ل. دلمير) خلال القرن 18، فلا غرابة أن تستلهم كازانوفا هذا الإرث الفرنسي في (الجمهورية العالمية للآداب) ولولا أنها جعلت من باريس عاصمة أوروبية لمركزية هذه العالمية التي لم يشكك في جدواها، لكونها كانت وراء زخم من المؤلفات والاستلهامات، خاصة بعد ترجمة كتابها وصدوره عن جامعة هارفارد (2004) وهو ما سيعتمده م.ج. الموسوي في جمهورية الآداب في العصر الوسيط العربي، كترسيم للمفهوم في العالم العربي… وعلى خلاف كل هؤلاء، يأتي عملنا عن (جمهورية الآداب الموازية” (2022) ليستلهم عملا نعتبره أساسيا لفيليب فيسيست وميشال ستريلنك عن (نظرية الهامش) التي تسعى إلى نيل اعتراف لمنح الكتاب مساحة في الجمهورية المتخيلة، وتحصيل شرعية وترسيم لنيل إجازة المركزيات الأدبية والمؤسسات الأكاديمية كما لو كانت خط (غرينيتش) الاعتراف للأدبي، بما ظل في عالمنا (حواشي/ شروح/ مجاميع / فصاحة/ نبويات/ عواميات/ جوامعيات/ مراسلات/ شفويات/ تدوينات) لتنال اهتمام م.ج. الموسوي في (جمهورية الآداب في العصر الإسلامي الوسيط) (2020) وما نعارضه بعملنا، عن موازيها في (جمهورية الآداب الموازية) (2022). من هذا المنظور، نقارب جمهورية الآداب الموازية التي ظلت خلفية خفية في كل تجليات الآداب المعتمدة، وليست مقاربتنا رغبة أهواء عابرة بقدر ماهي (فوائد اللافوائد) في کتاب (2014) (l’utilité de l’unitilite) إذ يخرج علينا بقراءات التراث اللامادي كنماذج لما لا يلاقي الاعتراف في مدونات مؤرخي الآداب الوضعية والسلطانية … “
أما في كتابه الثالث “ما بعد الآداب الكبرى”، فينطلق علوش من الخلاصات التي نهضت في الكتابين السابقين، ويتحول نحو سؤال كبير يهزم الأجوبة الجاهزة، حول ما بعد الآداب الكبرى، مسائلا الأفكار والكتب الجديدة والقديمة في محاورة عمودية وأفقية للفكر والإبداع، للتيماتي وللمنهجي، فيجعل من القصائد الشعرية لشعراء كبار من المغرب والعالم العربي، حول الموت والحداد والجنائزية والحياة، مدخلا ترتقه نصوص وقضايا من الفكر والنقد.
مشروع نقدي جديد لسعيد علوش، يفتح من خلاله بابا فسيحا حول مساءلة الآداب وتاريخها وموقعها ومواضيعها.
ونشير إلى أن الأديب والبروفيسور المغربي سعيد علوش حصل على إجازة في الأدب العربي من جامعة محمد الخامس سنة 1970، ثم على دكتواره السلك الثالث من جامعة السوربون بفرنسا في عام 1973، ثم على دكتواره الدولة من نفس الجامعة سنة 1982. وقد عمل أستاذا محاضرا بالتعليم العالي، ورئيسا لقسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة محمد الخامس بالرباط، وكذلك أستاذا معارا لجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان، وأستاذ للأدب المقارن في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط.
وصدرت لعلوش في الرواية نصوص كان آخرها “لقالق آل الزفوط للبيع أو الكراء”؛ وله في النقد الأدبي مؤلفات كثيرة آخرها “معجم مصطلحات النقد الأدبي المعاصر”.
مدارس الأدب المقارن سعيد علوش pdf