“عيون ذابلة” تكشف واقع إدمان الشباب على المخدرات

- Advertisement -

 آسية بنكبور- (صحفية متدربة)

 لا يمكن حصر الحديث عن الفنانة التطوانية الملتزمة سلوى الشودري في مجال الغناء والإبداع الموسيقي، على اعتبار أنها سخرت فنها واسمها لدعم ورعاية المعوزين وجعلت إبداعها الغني، شكلا ومضمونا، في خدمة القضايا الإنسانية والاجتماعية العادلة. ولا يمكن الحديث أيضا مع سلوى الشودري دون ملامسة حقلين تعتبرهما الفنانة التطوانية “متلازمين” وهما الحقل الجمعوي الخيري والإنساني وفن الطرب والغناء الملتزم الذين أبدعت فيهما معا ومنحتهما كل وقتها وانشغالها، وتؤكد نفسها أن ذلك يأتي عن قناعة راسخة لديها في كون “الفن الحقيقي يجب أن يكون أداة ووسيلة لخدمة قضايا المجتمع وتهذيب ذوقه وتوظيف جمالية الموسيقى في الخير ونصرة الطبقات الاجتماعية المحتاجة.

لحب سبيلنا” وهي من ألحانها وأدائها، وكلمات نبيل مشبال وتوزيع كل من إلياس الحسيني  ومحمد بن لعلاوي

وقد أصدرت الفنانة الملتزمة سلوى الشودري مؤخرا، بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، أغنية من ألبومها الأخير الذي هو بعنوان “الحب سبيلنا” وهي من ألحانها وأدائها، وكلمات نبيل مشبال وتوزيع كل من إلياس الحسيني  ومحمد بن لعلاوي. 

وتتمحور الأغنية الجديدة حول آفة الإدمان في المؤسسات التعليمية، والتي تعتبر آفة تهدد شبابنا  وأطفالنا. وقد عرفت الفنانة سلوى الشودري بهذه النوعية من الأغاني الملتزمة بقضايا المجتمع، و تقول في تصريح لها “إن الفن يجب أن يضع يده على مكامن الضعف والقضايا التي تعيق التطور والنجاح في مجتمعنا”.

وتعرف سلوى الشودري، ذات الصوت الطروب والشجي، ليس فقط كمغنية ومبدعة أصدرت العديد من الألبومات الغنائية وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، بل أيضا كرئيسة فرع تطوان للمنظمة العلوية للمكفوفين وإطار جمعوي لرعاية اليتامى وذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة والأعمال الخيرية وأعمال البر والإحسان ومصاحَبة ودعم المصابين بالأمراض المزمنة.

ومن أجل توفير الإمكانيات والدعم المادي واللوجستيكي  لجمعية ترعى التلاميذ اليتامى، وجمعية أخرى لرعاية المكفوفين، وجمعية القلب الرحيم لمرضى القلب والشرايين، أصدرت سلوى الشودري ألبومات غنائية لقيت نجاحا لافتاً في مختلف المحافل الوطنية والعربية، وخصصت ربحها ومداخيلها لخدمة القضايا النبيلة التي تتبناها الشودري مؤمنة بأن “المواهب التي حبانا الله بها لا يمكن أن تكون إلا وسيلة لتحسيس المجتمع ودعم المحتاجين، وإلا سيكون الغناء، من بين المواهب الكثيرة، فنا لا يؤدي أي رسالة اجتماعية”.

وترى الشودري، التي سبق وأن حازت على جائزة “خميسة” في الميدان الاجتماعي سنة 2006، أن ما تقوم به من أجل رعاية ودعم الأشخاص الذين يعانون من الهشاشة والإقصاء الاجتماعي هو “واجب اجتماعي وسلوك حضاري آمنتْ به قولا وفعلا العديدُ من نساء تطوان، ونساء المغرب عامة، اللواتي يفنين ذواتهن لإسعاد الفئات المحرومة، وهن يشتغلن في صمت ونكران ذات، همهن الأول والأخير المساهمة في بناء الوطن والقيام بما يمليه الضمير الحي استنادا إلى تعاليم الدين الإسلامي والقيم المغربية الأصيلة.

وعن الجانب الفني، تقول الشودري إن طموحاتها الإبداعية “لا تفتر” بعد أن أصدرت أربعة ألبومات، وغنت لكبار شعراء الصوفية والشعراء المغاربة المعاصرين، من أمثال أبي الحسن الشاذلي وأبي الحسن السشتري ورابعة العدوية والشيخ محمد الحراق والمبدع الطاهر الكنيزي وحسن مرصو وعبد السلام البقالي. وذلك في عناوين عديدة ومختلفة مثل “في رحاب الله والرسول”، و”أطفال المحبة”، و”سيدة الحزن الجميل”، و”النائمة في الشارع”، و”بلاد العرب أحزاني”، وجميعها عناوين يجمع بينها عامة قوة الكلمة وعمق الموضوع والتزامها بقضايا المجتمع واللحن الجميل.

وتعتبر الشودري أن موقعها في الساحة الفنية ليس بالقوي لكنه يحمل بصمة خاصة، رغم إبداعها الغزير، وذلك لأسباب كثيرة ترتبط أساسا بغياب منتجين مغاربة قادرين على الاهتمام بكل التلوينات الغنائية والتجاوب مع كل الأذواق، واقتصار اهتمام بعض منابر الإعلام بأنواع موسيقية بعينها، فضلا عن قلة المهرجانات التي تهتم بالموسيقى الملتزمة. وتشدّد على أن الإعلام المرئي والمسموع يجب أن يفتح المجال للجميع ومنح الفرص لكل الفنانين على اختلاف اهتماماتهم الإبداعية.

وتعرب الشودري، التي سبق وشاركت في مهرجانات في مصر وقطر وتونس وفرنسا، عن يقينها بأنه لا يمكن للفن أن يصرفها عن العمل الاجتماعي الخيري مهما كانت الظروف، كما لا يمكن للعمل الاجتماعي أن يعطلها عن ممارسة الغناء، باعتبارهما معا “جزءان لنظارة واحدة يمكنان الشودري من النظر إلى المجتمع بنظرة واقعية والإحساس بنبضات كل المغاربة بالحب كأرقى أنواع الخطابات”.