Site icon مجلة فرح

سلوى الشودري: لا فائدة من تدريس مادة الموسيقى ما لم نتوفر على معاهد عليا

جعلت ممن يسمع صوتها يحس بنوع من الإبداع والتميز في أدائها، سيما وأنها جمعت بين الطرب والتلحين والبحث الموسيقي، ولا تنتقي من المقاطع الشعرية إلا ما يعالج قضايا المجتمع والأمة العربية

أجرى الحوار: علاء البكري

تعجُّ الساحة الفنية المغربية بعدد كبير من المطربين في مختلف الألوان الغنائية، وتتنوع هذه الألوان الغنائية حسب الألحان والكلمات والأداء، ولكل فنان أو مطرب أسلوبه وطريقته الخاصة في الغناء تمكنه من جذب الجمهور والمتتبعين.

لكن دائما ما يكون هناك  فنان محبوب ذو صوت رخيم يشكل استثناء في المجال الفني. هذا الصوت يمتلك خامة عالية تجعله يبدع في أداء جل المقاطع الصعبة والناجحة خاصة إذا تعلق الأمر بالطرب العربي الأصيل الذي يحتاج إلى ضبط قواعد المقامات والإلمام بكل ما يتعلق بها. وخلال السنوات الماضية برزت بمغربنا الحبيب فنانة قديرة ذات صوت شجي استطاعت أن توصل صوتها فوق سماء الأغنية الطربية الأصيلة عبر أدائها لعدة مقاطع شعرية لشعراء قدامى ومحدثين كالمتنبي وابن الرومي وكعب بن زهير وابن الرومي وبادر شاكر السياب ونازك الملائكة وإيمان طنانة وغيرهم.

كل هذه المواصفات جعلت ممن يسمع صوتها يحس بنوع من الإبداع والتميز في أدائها، سيما وأنها جمعت بين الطرب والتلحين والبحث الموسيقي، ولا تنتقي من المقاطع الشعرية إلا ما يعالج قضايا المجتمع والأمة العربية. إنها ابنة مدينة الحمامة البيضاء تطوان ذات الأصول الأندلسية الموريسكية عاشقة الشعر والأدب والفن، الفنانة المغربية سلوى الشودري، التي زهدت في الشهرة من أجل القيم والمبادئ، فغنت للمرأة ومن أجلها، وللطفولة المغتصبة وحرمانها، وغنت من أجل القضايا الوطنية والقومية الكبرى في وطننا العربي. لها أعمال متميزة كثيرة، وشاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، وتألقت على مسارح كبيرة كدار الأوبرا المصرية، ومعهد العالم العربي بباريس، وبالموازاة مع كونها فنانة ومطربة وباحثة  وأستاذة في المعهد الموسيقي بتطوان، فإن سلوى الشودري تعتبر أيضا ناشطة في المجتمع المدني وهي رئيسة الجمعية المغربية للتنمية الثقافية والاجتماعية..

بعد هذا التقديم البسيط سنحاول أن يكون لنا لقاء مع الفنانة سلوى الشودري لتقريب المتلقي أكثر حول حياة الفنانة ومشوارها الفني من خلال هذا الحوار :

 تفضلي بتقديم نبذة تعريفية حول حياتك الشخصية ؟

سلوى الشودري من مواليد مدينة تطوان حاصلة على الماستر في الأدب العربي، خريجة المعهد الموسيقي من معهدي الرباط وتطوان في مادة الموشحات والصولفيج، وأستاذة بالمعهد الموسبقي، وملحنة ومطربة، ورئيسة الجمعية المغربية للتنمية الثقافية والاجتماعية. كما أنني أم لطفلين.

 كيف كانت أول تجربة لك في عالم الغناء الطربي ؟

أحببت الغناء منذ صغري وكنت دائما أعشق الغناء العربي الكلاسيكي إلى أن بدأت أشارك في الحفلات والمهرجانات وكانتأول تجربتي في حفل خيري غنيت فيه ثلاث أغاني لكبار المغنين كسلو قلبي لسيدة الطرب العربي أم كلثوم وياطيور لاسمهان وأعطني الناي وغني لفيروز ..

لاحظنا خلال مشوارك الفني أنك تشتغلين على أدا كثيرٍ من المقاطع الشعرية لعدد من الشعراء. كيف جاءتك الفكرة ؟  

بما أني خريجة كلية الاداب فعشقي للغة العربية هو الذي دفعني لذلك بالتاكيد وأيضا لأن للشعر العربي دلالات عميقة.

هل حبك للشعر والأدب هو ما دفعك لاختيار هذا اللون الغنائي، أم أن لحبك للطرب الأصيل يد في ذلك ؟

هما الاثنين معا وأيضا الموضوع يهمني أكثر لان الفن بالنسبة لي رسالة تهدف إلى تنمية الشعوب ورقيها .وقد غنيت لمواضيع مختلفة تهم المرأة والطفل والوطن ولفلسطين والدفاع عن نبينا الكريم بعد أن أحلو الرسومات الكاريكاتورية وغنيت أيضا للحب والسلام .

هل كانت أصولك الأندلسية الموريسكية، ونشأتك التطوانية، سبباً في اختيارك وميلك لأداء الموشحات والقصائد العربية ؟

أكيد التربية والنشأة لها دور فعال في توجيه ميولات الإنسان وتاثري ببيئتي التي كانت مولعة بالموسيقى الاندلسية والعربية وأيضا الغربية الكلاسيكية جعلني اختارهذا النوع من الألحان والغناء.

نلمس في جل أعمالك رسالة تحمل بين طيات كلماتها علاجا لقضايا اجتماعية معينة، هل لك أن تحدثينا عنها قليلا ؟

للفن تأثير سحري على الانسان وإذا وظفناه في التربية وغرس الاخلاق والمبادئ السامية في اطفالنا وشبابنا نكون حققنا المتعة والرقي وهذا ما احاول جاهدة تحقيقه من خلال مشواري الفني واختياراتي الغنائية

شاركت وتألقت في عدة مسابقات ومهرجانات غنائية كان أبرزها مهرجان دار الأوبرا المصرية ومعهد العالم العربي بباريس. كيف كانت التجربة ؟

كانت تجربة رائعة عرفتني على جمهور آخر وايضا حققت لي شهرة اوسع…

برأيك، هل مازال هناك إقبال من طرف شبابنا على مثل هذا اللون الغنائي في خضم ما نسمعه حاليا؟

الفن ليس له شكل واحد، الفن هو متعدد ومختلف، وفي كل مرحلة عمرية يكون الانسان مهووسا بنوعية معينة، لذلك كن واثقا أن مايسمعه شبابنا اليوم سيتحول بعد سنوات إلى الغناء الطربي الاصيل، وهذا ستلاحظه في كل المسابقات فاغلب الشباب يختار الأغاني القديمة الطربية …

 وكيف تبدو لك الساحة الفنية الغنائية المغربية اليوم؟

تبدوا في تغير مستمر أحيانا نحو التحسن وأحيانا أخرى نحو الاسوأ، وتبقى رهينة بالفنان وإمكانياته ويغلب عليها اللون التجاري كما هو سائد في كل العالم .

كيف تنظرين إلى وضعية التربية الموسيقية بالمعاهد الموسيقية المغربية؟

تحتاج الى إعادة النظر في المناهج والمقررات وأن يتم إنشاء معهد عالي للموسيقى في أقرب الآجال..

إذا كان هذا ينطبق على المعاهد الموسيقية، فماذا عن المدارس والإعداديات والثانويات، ألا يجب إدراج الموسيقى والفنون بصفة عامة في أسلاكنا التعليمية ؟

هي فعلا مدرجة ولكن ما فائدتها إذا لم تكن لدينا معاهد عليا لإنهاء الدراسة الموسيقية؟

هل يساهم الإعلام المغربي في التعريف بأعمال الفنانين المغاربة وتشجيعهم على الاستمرار والإبداع وطرح الجديد ؟

نعم للإعلام دور مهم في نشر الأعمال الفنية للفنانين ولكن للأسف وخاصة الإعلام البصري لا يشجع إلا ما يحبه معد البرنامج وكم من المشاهدات للفنان في اليوتوب بغض النظر عن القيمة الفنية للعمل ..

هل لديك أعمال فنية جديدة لسنة 2022؟ وماذا عن الإصدارات المقبلة ؟

 أكيد لدي أعمال كثيرة لا اريد أن أتكلم عنها إلا في حينها ، وهي في مواضيع مختلفة وبألحان جديدة إن شاء الله.

موازاة مع المجال الفني الذي حققت فيه نجاحا باهرا. هل لديك مواهب أخرى؟

لدي موهبة الأعمال الخيرية والاجتماعية هي الأقرب إلى نفسي وهي التي أعطتني الرغبة في اقتحام عالم الفن لأننيأجدهما قريبان فكانت أغلب حفلاتي هي هدية مني إلى الجمعيات التي تساعد المرضى والمحتاجين

Exit mobile version