تميزت سنة 2021 بتنظيم مجموعة من التظاهرات الثقافية والفنية التي تهدف إلى النهوض بالثقافة والفن بكل أشكاله وتعابيره، حيث شكلت مناسبة للالتقاء بين المبدعين والجمهور، وانتصارا على حالة القلق التي عمت بسبب وباء (كوفيد-19).
وعلى الرغم من أن الوباء واصل التأثير على المشهدين الثقافي والفني، غير أنه لم يحرم المبدعين من التفاعل مع جماهيرهم، فقد فتح تنظيم عدد من اللقاءات والمهرجانات نوافذ للتعبير والتواصل بينهم سواء بشكل حضوري أو افتراضي.
غير أن الأوضاع الصحية الحالية أجبرت مختلف الفاعلين الثقافيين على ابتكار طرق جديدة للعمل تتلاءم مع هذه الوضعية، وفي التزام تام بالتدابير الوقائية ضد جائحة كورونا، كما جعلتهم يفكرون في صيغ جديدة لتقديم أعمالهم وإبداعاتهم، ولتقوية الروابط مع الجمهور.
وهكذا كان الجمهور على موعد مع مجموعة من المهرجانات الفنية من بينها، على الخصوص، مهرجان “فيزا فور ميوزك”، الذي انعقدت دورته من 17 إلى 26 نونبر الماضي، وجمعت بين الحضوري والرقمي، حيث واصل المهرجان مهمته التي تتمثل في الاستمرار في تسليط الضوء على الفنانين الموهوبين وإسعاد عشاق الموسيقى.
مهرجان آخر تميز بمشاركة وازنة لألمع الموسيقيين هو المهرجان الدولي للعود بتطوان في دورته ال22 التي نظمت في شهر يوليوز الماضي، حيث شكلت فرصة لعشاق آلة العود للاستمتاع بمعزوفات بمشاركة فنانين من المغرب ومن دول أخرى.
كما تجدد اللقاء مع المتتبع للشأن السينمائي من خلال مواعيد متميزة من قبيل تنظيم الدورة السادسة لمهرجان تطوان الدولي لمدارس السينما، الذي منح نافذة شاسعة للجمهور للاستمتاع بإنتاجات خاصة من الفن السابع.
إضافة إلى تنظيم الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا من 8 إلى 13 نونبر، الذي واصل دعم قضية المرأة وجعلها في قلب الفعل السينمائي، بالنظر إلى ما أبانت عنه في شتى ميادين الحياة، وفي قطاعات الفن والسينما سواء كموضوع للإبداع أو ضمن مختلف محطات الصناعة السينمائية.
وكان الجمهور، كذلك، على موعد مع فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء في نسخته ال33، وهو حدث ثقافي وفني يتوخى النهوض بقيم المشاركة والتلاقح الثقافي، والانفتاح على تجارب مسرحية غنية من شتى بقاع المعمور.
من جهة أخرى، تم تنظيم الدورة الثانية والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدوليين 29 أكتوبر و18 نونبر، والتي تضمنت ندوات وفقرات وورشات متميزة، وعرفت حضورا مهما لعدة فعاليات سياسية وأكاديمية وعلمية وأدبية، وعددا من الإعلاميين الذين حضروا من مختلف جهات العالم.
كما تميز المشهد الفني، خلال هذه السنة، بتنظيم معارض للفنون التشكيلية قدمت أعمالا لفنانين من مختلف الأجيال، وأخذت الجمهور إلى العوالم الخاصة لهؤلاء المبدعين.
فقد سطرت المؤسسة الوطنية للمتاحف برمجة غنية على مستوى مختلف متاحفها، اقترحت فيها على الزوار مجموعة من المعارض في ظل الاحترام التام للتدابير الصحية، وذلك ضمن مساهمتها في خدمة الثقافة.
وساهمت هذه المواعيد الثقافية والفنية في إعطاء نفس جديد للمشهد الثقافي والفني بعد سنتين صعبتين جراء الجائحة، وأبت إلا أن تحافظ على موعدها السنوي مع جماهيرها، مخترقة أسوار القلق والخوف التي فرضها الوباء.
كوثر كريفي (ومع)
تعليق واحد