هناك الكثير من الدوافع للكذب عند الأطفال، وتقف الأم حينها حائرة عن السبب وكيفية التعامل معه في تلك الحالة، وبحسب وفاء الحمادي الأخصائية الاجتماعية التربوية، فإن الطفل من الممكن أن يكذب لأسباب عدة، منها محاولة الدفاع عن نفسه للتهرب من النتائج غير السارة للسلوك الذي قام به، أو خوفاً من عدم استحسان الوالدين أو عقابهما، ولتجنب الذكريات المؤلمة وكذلك المشاعر والخيالات، كما يحاول محاكاة سلوك الراشدين عندما يرى الآخرين يكذبون، ومن الممكن أيضاً أن يكذب لكي يتفاخر ويتباهى ليحصل على الإعجاب والاهتمام، أو الحصول على مكاسب شخصية، فضلاً عن أن أهم دوافع الكذب تكمن في الأهل، حيث يكون قد قيل للطفل مراراً إنه كاذب حتى أصبح مقتنعاً بذلك، أو عدم ثقة الوالدين بالطفل وعدم تصديقه عندما يخبرهما الحقيقة وبالتالي يفضل أن يكذب.
وفاء الحمادي
الوقاية من الكذب:
هناك العديد من طرق الوقاية لتجنب حدوث المشكلة قبل وقوعها، ومن هذه الطرق ألا تطلب من الأطفال أن يشهدوا على أنفسهم، بل على الآباء جمع الحقائق والبراهين من مصادر أخرى، واتخاذ القرار بناء عليها. تؤكد الحمادي أن على الآباء الالتزام بمعايير الصدق التي يضعونها، وتشرح: «يستطيع الآباء عقد مناقشات عائلية، لتبيان لماذا يعتبر الكذب والسرقة والغش من الأعمال السيئة؟ ويمكن جعل هذه المناقشات شيقة وتثقيفية للطفل، ويفضل تجنب استخدام العقاب الشديد أو المتكرر الذي يؤدي إلى تنمية الكذب كوسيلة للدفاع عن النفس، بل يجب القيام بممارسات يكون فيها الآباء صادقين ولا يحاولون المراوغة في المواقف غير السارة، مثل القول للطفل إن (إبرة الطبيب لن تؤلمه)، حيث إن الصدق في قول الحقيقة هو سلوك متعلم يكتسبه الأطفال بشكل أفضل من خلال تقليدهم للنموذج الأبوي».
طرق العلاج:
تشير الحمادي إلى أنه لا توجد مشكلة من دون حل، وتسدي بعض النصائح والمقترحات لمعالجة مشكلة الكذب، وتقول: «يجب البحث عن الأسباب الكامنة وراء الكذب، حتى نستطيع منع ظهوره في المستقبل، أيضاً من المهم استخدم الجزاءات حيث يجب أن يعاقب الطفل على سلوك الكذب وعلى التصرف السيئ الذي استوجب الكذب، وعلمه أن الكذب لن يؤدي إلا إلى المزيد من العقوبة، أما قول الحقيقة فسيقلل من العقوبة التي يتلقاها على سوء تصرفه، وعلى الآباء تعليم أطفالهم القيم الأخلاقية، فالصدق بكل أشكاله هو أمر أخلاقي وبناء للشخص نفسة وللآخرين، إضافة إلى تنمية الوعي الذاتي، أي عندما يكذب الطفل بإنكاره أنه فعل شيئاً سيئاً، يجب مساعدته على التعرف إلى دوره في هذا الموقف، وذلك من خلال جعله يتحدث عن كل مرحلة من مراحل الموقف، ويجب مساعدته في التركيز على تورطه بطرح أسئلة محددة، حول ما ذكر كي توضح له شكك في بعض الأجزاء التي ذكرها، وأنها غير دقيقة أو لا تصدق، مما يجعله يراجع نفسه فقد يرى أنه بالغ في وصف الواقع».