رائدات

عربيات ومسلمات تقدّمن الصفوف دعما لقضايا النساء في عام الجائحة

خلّفت سنة 2020 العديد من البطولات الملحمية لتخطي المحن العصيبة التي أصابت العالم فيها، سواء من خلال الجائحة نفسها والصراع من أجل السيطرة على تفشي الوباء، أو القدرة على الاستمرار في العطاء رغم التحديات التي فرضتها الجائحة.

وشكلت النساء والمتطوعات والناشطات حائط صدّ ضد الجوع، والتسرب من التعليم، والحماية من التحرش وغيرها من القضايا الإنسانية الحرجة والضرورية التي لا غنى عنها حتى في ظل وجود جائحة تفتك بالعالم، الأمر الذي صنع العديد من البطلات اللاتي حاربن في الصفوف الأولى سواء ضد كورونا أو ضد أي عدو للإنسانية في هذه السنة الصعبة.

ورغم كونهن كثيرات لكننا سنذكر 4 نساء سطّرن بطولات استثنائية عام 2020.

عائشة يوسفو

ولدت عائشة بولاية كانو في نيجيريا عام 1974، وتزوجت عام 1996 وأنجبت طفلين. أصبحت ناشطة سياسية واجتماعية في بلادها، وشاركت في تنظيم (حركة سمية.. إعادة فتياتنا)، وهي مجموعة مناصرة للمرأة حيث تركز جهودها على لفت الانتباه إلى اختطاف أكثر من 200 فتاة من مدرسة ثانوية في شيبوك بنيجيريا في 14 أبريل/نيسان 2014 على يد مسلحي جماعة بوكو حرام.

وكانت عائشة من بين المتظاهرات في الجمعية الوطنية النيجيرية بالعاصمة أبوجا، التي كانت تندد بعملية الاختطاف، كما تصدرت عائشة الحركات الداعمة لإنهاء تجاوزات وحدة شرطة في القوات النيجيرية التي تسمى الفرقة الخاصة لمكافحة السرقة.

وصرحت عائشة في مقابلة للصحافة المحلية “يقول بعض الناس إنه لا ينبغي سماع صوت المرأة، خاصة المرأة المسلمة. ولكن مع مرور الوقت في التاريخ، كانت هناك نساء استثنائيات، برزن في العالم الإسلامي وحققن الكثير من الإنجازات. لدينا نساء مثل عائشة، زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيدافعن عن العدالة ولن يتسامحن مع أي شكل من أشكال الظلم”.

ريما سلطانة

تبلغ ريما سلطانة من العمر 18 عاما، وحسب تعريف الأمم المتحدة لها، فهي ناشطة سلام وجزء من شبكة الشابات من أجل القيادة في كوكس بازار ببنغلاديش، وهو برنامج ضمن الشبكة العالمية لبناء السلام يتكون من النساء، مدعوم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وتدير سلطانة حلقات عمل عن مشاركة المرأة والشباب في بناء السلام، وتثقف الشابات بحقوقهن عن طريق استخدام برامج تعليمية مسرحية وإذاعية. وتحدثت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع ريما بمناسبة الذكرى الـ20 لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، الذي يواصل تشكيل جدول أعمال المرأة والسلام والأمن.

وقالت سلطانة في منشور الأمم المتحدة “عندما أتأمل حولي، أرى أنه يُنظر إلى النساء والفتيات في مجتمع الروهينغا على أنهن أقل من الرجال، ولا يمنحن الحقوق والفرص نفسها، فثقافتهن تقليدية جدا وقد تحمّلن الصراع والعنف والتشريد”.

وتابعت “حينما لا تعامل الفتيات والنساء على أسس المساواة، لا يمكن أن تكون هناك فرصة حقيقية لتحقيق مجتمع قوي وسلمي. الفتيات في المخيمات يواجهن يوميا مشكلات كثيرة مثل زواج الأطفال، والتحرش في الشوارع، والعنف الجنسي. أشعر أن من واجبي أن أفعل شيئا في محاولة لجعل الحياة أسهل للنساء والفتيات اللاجئات، وأحاول خلق مجتمع أكثر سلاما ومساواة”

عُباه علي

تخرجت في مدرسة أبارسو 2015، وفي كلية الآنسة هول عام 2016، وحصلت على الإجازة في السياسة وحقوق الإنسان من الجامعة الأميركية في بيروت. وفي سن الـ18 أنشأت عباه علي منظمتها الخاصة عام 2015 المسماة “راجو: الأمل في مجتمع أرض الصومال”، حيث تقوم بتعليم الأيتام والطلاب الصوماليين المحرومين من التعليم، وأصبحت عُباه معلمة في مركز هرجيسا للأيتام.

ألهم تفانيها الأيتام وحثّهم على التعلم على الرغم من المشكلات اليومية التي يواجهونها، حتى إن بعض الأيتام الذين علّمتهم يدرسون الآن في مدارس بالولايات المتحدة الأميركية.

وبعد تخرجها في الجامعة التزمت العودة إلى وطنها وإعادة بناء بلدها، وكانت عُباه وفريقها من بين أبرز الفائزين بجائزة مؤسسة ماستركارد عام 2018-2019، إذ كان هدفهم القضاء على كل أشكال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) في جميع المجتمعات المحلية في أرض الصومال، وقد نجحت إلى حد كبير في نشر الوعي بوقف ختان الإناث عن طريق التعليم وتمكين المرأة.

نسرين علوان

تعمل نسرين علوان أستاذة مشاركة في مجال الصحة العامة بجامعة ساوثهامبتون، ومستشارة فخرية في الصحة العامة في مستشفى جامعة ساوث هامبتون التابع لمنظمة الصحة القومية بالمملكة المتحدة، ولها اهتمام خاص بمجال صحة الأم والطفل، وحاولت التطرق في أبحاثها لكيفية تحسين صحة المرأة قبل وأثناء الحمل، وعلاقة ذلك بصحة المواليد على المدى البعيد.

وأسهمت نسرين خلال جائحة “كوفيد-19” في الاستنفار الطبي بالمملكة المتحدة عن طريق تنسيق وقيادة العديد من المجموعات وكبار الأكاديميين في مجال الصحة العامة بالمملكة المتحدة، وحاولت جاهدة التوعية بالمرض.

درست علوان الطب بجامعة ليدز بالمملكة المتحدة، وحصلت على العضوية الملكية للأطباء، وتابعت مسيرتها الطبية من خلال الأبحاث كما حصلت على درجة الماجستير في إحصائيات علم الأوبئة ودرجة الدكتوراه في علوم التغذية المتعلقة بالأوبئة.

خلّفت سنة 2020 العديد من الخسائر الإنسانية بسبب الجائحة، لكنها خلّفت أيضا جنودا وبطولات ملحمية في كيفية استكمال سبل العيش رغم الجائحة، فنشأت أجيال أكثر صلابة ونساء قادرات على إحداث الفارق، ولم تمنع الجائحة والظروف القاسية من بروز مزيد من القصص الملهمة في حياة المجتمعات، ولا سيما العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى