جميلة السيوري
محامية ورئيسة جمعية “عدالة”
سألتها يوما كيف لقلبك أن يسع كل هذا الحب ولا تملين؟ فأجابتني بهدوء العظماء: انظري الى عيونهم وستفهمبن.
استشعري استنجادهم، ولن تملي. لأنك ستحبينهم وكنز حبهم هو ما ستغنمين. وترحلين. لكنك سوف تعيشين. لأنهم لن يتوقفوا لحظة عن حبك. عندما سأرحل ذات يوم ستفهمين.
……….
أيتها الغالية لم توقف بك المسير نحو الأمل ففضلت الغياب…
لم اشعلت شموعا في عيون الكسير ثم اغلقت الباب؟
ثم غمرتني قوة ولما تململت لأسير بجنبك تركتني وعبرت السحاب.
ماذا اقول لعيون تتسلل كل صباح تتخطى القضبان تنتظر الاتية التي لن تاتي؟…
ماذا أقول لايادي ستخضبها سلاسل الصفد بالدم وهي تستجدي طيفك العاتي فلا ياتي؟…
كبف أوقف طوفان الدموع؟ كيف أوقف نار الاسى؟ كيف ألملم جروح صغارك و انا أعرف انك لن تاتي؟…
ماذا اقول؟…
لعادل للزوهرة لمجمد لياسين، واللائحة طويلة… الاف من الافواه تناديك ماما اسية وانت انت،،، قهرا لن تاتي.
يا صديقتي ورفيقتي هل عساي اقدر على تحمل هذا الوزر؟
صوتك عبر الهاتف عشية دخولك الى غرفة الانعاش احسست فيه استجداء اخيرا وانت توصين بمعتقلي مول البركي “جميلة دابا انا غادي نموت واش نعول عليك ما تخليش دوك الدراري اصحبتي واش نعطي تيلفونك…..” لكنني كذبت نفسي وقلت لك “ما زال تعيشي ولكن عطي تيلفوني يلا بغيتي……”
اتعرفين كلمني هذا الصباح توفيق من عكاشة لم يكن يريد ترحيلا ولا تقديم شكاية ولا عفوا كان يريد ان اساعده على الخروج غدا من السجن فقط ليقبل جبينك الطاهر ويقول لك وداعا ماما اسية ويعود الى زنزانته
هل تكفيني فيك الكلمات هل يخفف جرحي دمعا هطيلا هل ساقدر على صون ابتسامتك الحنون ونظرتك الدافئة يامن كنت املي واليوم انت وجعي هل أقدر على النسيان؟…
عزاؤنا فيك واحد وفجيعتنا واحدة وحصاد الأحباب يقض ياتنا ولا يمكن أن نوقف منجل االقدر تتلفت يمينا ،شمالا فياترى على من الدور…. ارتعش لمجرد التفكير.