احتضنت مؤسسة المدى -فيلا الفنون بالرباط حفل تقديم كتاب “فاطمة المرنيسي، الخيط الخفي للنسوية” لمؤلفه أحمد فريد لمريني، بمشاركة الكاتبة نزهة كسوس والأكاديمي المكي الزواوي.
ويعد هذا الكتاب الذي يقع في 87 صفحة (من الحجم المتوسط) مقاربة تحليلية نفسية وغوصا في العالم الأكاديمي والميداني لأيقونة نسوية معروفة شكلت موضع إشادة دولية نظير انخراطها لفائدة حقوق المرأة.
وقال فريد لمريني، في تصريح صحفي بالمناسبة، إن ” لقائي مع فاطمة المرنيسي يعود إلى أكثر من 15 عاما، حيث جمعنا تعاون امتد لعشر سنوات”، موضحا أن مؤلفه يشكل وسيلة للتعرف بشكل أفضل على شخصية السيدة المرنيسي وتعقيد أعمالها.
وأضاف أن أعمالها عبارة عن كشكول، مشيرا إلى أن كتابه يحاول الربط بين جميع أجزاء الأعمال والدراسات التي أجريت خلال حياة السيدة المرنيسي، ولا سيما تلك التي تمت مع نساجات تازناخت.
وفيما يتعلق بموضوع تعقيد أعمال السيدة المرنيسي، أشار السيد ميريني إلى أن قضايا الحرية وتحرير الفرد والمرأة بشكل خاص، شكلت أساس فكر هذه المثقفة.
وأضاف الدكتور لمريني أنه حاول من خلال هذا المؤلف “استقراء النسيج الاجتماعي من خلال نموذج النسيج لدى نساجات تازناخت “، كما أن الكتاب يأتي بمثابة لقاء مع عالمة اجتماع كانت تولي اهتماما كبيرا بالتحليل النفسي، للموضوع ، وللاوعي وللفرد.
ومما ورد في مقدمة الكتاب أن “النسيج، ورغم اختلافه عن التطريز في ممارسته ورمزيته، يعيد فاطمة المرنيسي بالذاكرة إلى طفولتها التي أمضتها في “رياض الحريم” بين المطرزات، وهو ما تستحضره في كتابها (أحلام نساء) “Rêves de femmes”. فبين جدران “الرياض”، يصبح التطريز بالفعل تعبيرا عن تمرد ، ووسيلة لتحطيم التقاليد من أجل الهروب من الحبس و”حدود” (حواجز) النظام الأبوي”.
وبحسب نزهة كسوس، فإن مؤلف فؤاد لمريني يقدم جانبا من أعمال فاطمة المرنيسي، بعين رجل رافق امرأة من طينة السيدة المرنيسي، ولكن بعين محلل نفسي وابن طرازة قبل كل شيء.
وأكدت السيدة كسوس، في تصريح صحفي، أن السيدة المرنيسي المعروفة دوليا بكتاباتها الأكاديمية، استثمرت مجال الفقه والتفسير القرآني من منظور سياقي، مع مراعاة تطور المجتمعات الإسلامية.
وأكدت أن الأعمال الأكاديمية للسيدة المرنيسي تشكل جزءا من التراث الأكاديمي الذي يساءل في عدد الدوغماتيات.
من جهته، وصف الأكاديمي والناشط الثقافي المكي الزواوي مؤلف السيد لميريني بـ”كتاب تسهل قراءته ويقدم خيطا إرشاديا قويا للغاية يسمح بفك شفرة العمل المعقد لفاطمة المرنيسي”.
وأشار إلى أن كتاب “فاطمة المرنيسي، الخيط الخفي للنسوية” يربط بين كشكول وأحجية كافة أعمال السيدة المرنيسي كعالمة اجتماع، وكاتبة وناشطة نسوية، وهي بالفعل مهمة صعبة. وأضاف أن “فهم أعمالها صعب للغاية وعمل فريد يساهم في فهمه”.
وتابعت فاطمة المرنيسي، التي ولدت في فاس (1940-2015)، دراساتها بمدينة الرباط ثم في باريس (السوربون) وفي الولايات المتحدة حيث حصلت عام 1973 على الدكتوراه في العلوم الإنسانية. ومنذ الثمانينيات، اشتغلت كأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط. وفي عام 2003 حصلت على جائزة أستورياس في الأدب، فيما نالت في عام 2004 بهولندا جائزة إيراسموس عن موضوع “الدين والحداثة”.
والدكتور أحمد فريد لمريني طبيب ومحلل نفسي، وعضو مؤسس ورئيس جمعية أصدقاء مركز فاطمة المرنيسي للأنشطة الثقافية. كما أنه عضو مؤسس في كرسي فاطمة المرنيسي وعضو مؤسس ورئيس الجمعية المغربية للتحليل النفسي.