يعد تطبيق كلوب هاوس (Clubhouse) مزيجا من إذاعات الراديو ومؤتمرات التقنية الجيدة، حيث يتيح لك إعداد أو حضور محادثات عبر الإنترنت تضم مشاهير تعرفهم أو أصدقاءك، أو أي شخص بينهم.
ظهر كلوب هاوس منذ أقل من عام، ولفت الانتباه على الفور في وادي السيليكون، ونما بسرعة منذ ذلك الحين، لتتوسع قاعدة مستخدميه، وتشمل الجميع من الناطقين بالفرنسية إلى الناشطين السود.
لكن هناك نوعًا معينًا من مستخدمي كلوب هاوس متواجدا بكثرة في الوقت الحالي، وهو المستخدم المضارب؛ وهو الشخص الذي يريد أن يكون في كلوب هاوس لأنه يتأمل أن يكون صفقة كبيرة في المستقبل، ويريد الدخول قبل حدوث ذلك.
تقول لوريل توبي، التي نجحت في طفرة الإنترنت الأولى من خلال بناء شركة ميديا بسترو (MediaBistro)، وهي شركة للوظائف والأحداث، وبيعت في نهاية المطاف؛ إن ما تراه يحدث في كلوب هاوس الآن سيتحول إلى شيء آخر في المستقبل “أنت تنظر إلى الطين الذي يتم تشكيله الآن”.
وتقول توبي إنها جربت كلوب هاوس العام الماضي عندما كان المستثمرون الآخرون مفتونين بالخدمة لأول مرة، لم تتفاجأ من هذا الافتتان، لكنها لاحظت في النهاية ما يكفي من التلميحات إلى أنها قد تكون شبكة اجتماعية تتمتع بقوة مستقبلية.
لذلك تقول إنها قررت “البحث عن الفرص المتاحة” من خلال استثمار الوقت في استضافة غرف كلوب هاوس.
وتضيف توبي “أنا أعترف بذلك، لم أكن سباقة بما يكفي للدخول إلى تويتر (Twitter)، كما لم أكن في وقت مبكر بما يكفي للدخول إلى تيك توك (TikTok) أو منصات أخرى؛ لكن هذه فرصة للدخول مبكرًا هنا”.
مثل الشبكات الاجتماعية الأخرى، فإن كلوب هاوس ليس مجرد تطبيق اجتماعي بسيط كما يبدو الآن؛ فكلما زاد حجمه زادت الأشياء التي يمكن أن تصبح أو ستصبح عليه في المستقبل، وأعلنت الشركة مؤخرًا أن لديها الآن 10 ملايين مستخدم أسبوعيًا.
توفير الفرص
ولكن المدهش الآن أن نسمع ونرى عدد مستخدمي كلوب هاوس الذين يقضون وقتهم على البرنامج وهم يتحدثون عنه: ماذا سيكون كلوب هاوس؟ كيف سيصبح الأشخاص مستخدمين أقوياء في كلوب هاوس؟ ما الشركة أو الصناعة الحالية التي سيفجرها كلوب هاوس؟ اعلان
إنه نوع المناقشة الذي لم يكن من المحتمل أن تراه على الشبكات الاجتماعية الأخرى؛ ذلك لأن الأشخاص الذين انضموا إلى شبكات مثل يوتيوب (YouTube) أو تويتر أوفيسبوك (Facebook) في وقت مبكر لم يفكروا على الأرجح في كيفية تحويل وجودهم على المنصة إلى نفوذ أو أموال أو مهنة.
من الواضح أن هذا جزء من جاذبية كلوب هاوس، حيث يمكنك أن تصبح مشهورًا لمجرد ظهورك، يمكنك الظهور بفكرة واضحة جدًا حول ما تعتقد أنه يمكنك القيام به على نظام اجتماعي جديد.
يقوم كلوب هاوس بتوفير فرص كبيرة لمستخدمي التطبيق للتحدث إلى الرئيس التنفيذي باول دايفسون، الذي يقدم عرضًا تقديميًا أسبوعيًا مباشرًا للمستخدمين الجدد، حيث يرشدهم إلى ميزات كلوب هاوس وآداب السلوك على المنصة.
يستضيف دايفسون أيضًا اجتماعًا أسبوعيًا آخر مباشرًا لجميع مستخدمي كلوب هاوس، حيث يقوم بتزويدهم بالخطط المستقبلية حول المنتج، ويسمح لهم بالتعبير عن آرائهم (التي تتضمن بعض المخاوف الحقيقية للغاية بشأن الخصوصية).
الشباب أم كبار السن؟
بدأت تطبيقات تويتر وفيسبوك ويوتيوب بشكل مغلق، ومن دون بذل أي جهود لمساعدة المستخدمين على تطوير تواجدهم، وهم بالتأكيد لم يرسموا طريقة للمستخدمين الأوائل لكسب المال على منصاتهم، ولكن عندما كشف دافيسون عن تمويل بقيمة 100 مليون دولار لكلوب هاوس في يناير/كانون الثاني الماضي، فقد أوضح في عرضه الطرق التي يمكن للمستخدمين من خلالها جني الأموال في المستقبل، ربما سيبيعون التذاكر أو الاشتراكات في الغرف التي يستضيفونها، على سبيل المثال، وأعلن أن بعض الأموال التي جمعتها الشركة للتو ستذهب إلى “برنامج منحة المبدعين”، ليتم توزيعها على بعض المستخدمين المتميزين الذين يستضيفون غرفًا شهيرة.
لم يبدأ “برنامج منحة المبدعين” بعد، ولكن سيكون من المثير للاهتمام رؤية أنواع الأشخاص الذين يدعمهم كلوب هاوس رسميًا بأمواله.
هناك شيء واحد لن تجده كثيرا في كلوب هاوس، إنهم المستخدمون الشباب الذين توافدوا مبكرا على إنستغرام (Instagram) وسناب شات (Snapchat) وتيك توك.
من المحتمل أن يكون هذا نتيجة إستراتيجية نمو الشركة، التي تتطلب من المستخدمين الجدد -في الوقت الحالي- الحصول على دعوة من المستخدمين الحاليين، لكن ذلك قد يتغير في المستقبل، أو ربما سيبقى كلوب هاوس شبكة اجتماعية لكبار السن الذين يحبون التحدث والاستماع بدل الرسائل النصية والتمرير السريع.