بعد اتهامات كثيرة طالت عالم السينما الفرنسية بالآونة الأخيرة، صادق البرلمان الفرنسي، مؤخرا، على قرار تشكيل لجنة للتحقيق في العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في هذا المجال، كما في القطاعات الثقافية الأخرى بالبلاد.
وصوت أعضاء الجمعية الوطنية، أي مجلس النواب الفرنسية، المكون من 52 عضوا ممن حضروا عملية التصويت، بالإجماع على تشكيل اللجنة التي طلبتها النجمة السينمائية الفرنسية جوديث غودريش في وقت سابق.
وبناء على قرار اقتراح غودريش، قررت لجنة برلمانية معنية بالثقافة توسيع نطاق التحقيق ليشمل أيضاً قطاعات ثقافية أخرى.
وحُدِّدَت مهمة اللجنة فيضبط وتحديد الآليات وأوجه القصور التي تؤدي إلىوقوع هذه الانتهاكات وأعمال العنف المحتملة، وكذا “تحديد المسؤوليات” وتقديم توصيات وحلول في هذا الشأن.
وفي هذا السياق، أشارت النائبة عن حزب الخضر، فرانشيسكا باسكيني، أنً الوقت قد حان للتوقف عن فرش السجادة الحمراء لمرتكبي الانتهاكات.
وأبرزت باسكينيأن الدور المنوط باللجنة الجديدة يتمثل في “وضع القصّر بمختلف قطاعات السينما والتلفزيون والمسرح والأزياء والإعلان”، فضلا عن حالة البالغين العاملين فيها.
هذا، وأصبحت الممثلة والمخرجة غودريش،التي حضرت في الشرفة العامة بالمجلس أثناء التصويت، من أبرز شخصيات حركة “مي تو” في فرنسا منذ أن اتهمت المخرجين بونوا جاكو وجاك دوايون بالاعتداء عليها جنسياً عندما كانت مراهقة. في المقابل، لقيت هذه الاتهامات نفيا قاطعا من كِلاَ المخرجين.
ورفعت غودريش دعوى قضائية ضد المخرج الفرنسي، بونوا جاكو، بشأن انتهاك مفترض حصل خلال علاقة بدأت عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها وكان يكبرها بـ25 عاماً.
كما لم تخطئ سهامُ اتهاماتها المخرج جاك دوايون، الذي قدمت ضدهرسمياً شكوى قانونية بالاعتداء عليها حين كانت في سن الخامسة عشرة أثناء مشاركتها في فيلم من إخراجه.
وخلال فبراير الفائت، طالبت غودريش،في كلمة ألقتها أمام مجلس الشيوخ، بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية في قانون العمل في عالم السينما و”المخاطر المحدقة بالنساء والأطفال” في هذا المجال.
وشددت غودريش على ضرورة تكليف مشرفة مسؤولة عن مكافحة حالات التحرش لا تكون مرتبطة بالجهة المنتجة وذات عمل مستقل،في جميع الأفلام التي يشارك فيها شخص قاصر، مطالبة بوجود شخص ثالث في الغرفة التي يكون فيها شخص يجري اختبار أداء للممثلين، وجعل وجود منسّقي “العلاقات الحميمة” إلزامياً.
وحري بالذكر أن هذا التصويت البرلماني يأتي بعد إعلان الممثلة وصانعة الأفلام الفرنسية إيسيلد لو بيسكو، عنتعرضها أيضا “للاغتصاب” من طرف بونوا جاكو خلال علاقة بدأتها معه عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، حيث لم تكن قادرة على توجيه اتهامات بحقه.