صحة

فوائد تأخير بدء اليوم الدراسي إلى ما بعد الثامنة صباحا

هل تحتاج المدارس حقا للبدء في الثامنة صباحا؟.. تأخير الاستيقاظ لمدة ساعة بمثابة حلم للأمهات والأبناء على حد سواء، ولا سيما أن الأطفال والمراهقين في حاجة للحصول على قسط كاف من النوم قبل الذهاب إلى المدرسة. ووفقا لدراسة حديثة، فإن بداية اليوم الدراسي بين الساعة الثامنة والثامنة والنصف أمر غير ضروري، بل يؤثر بصورة سلبية على أداء الطلاب.

وكشفت العديد من الدراسات أن أوقات بدء الدراسة في وقت متأخر أكثر فائدة للصحة البدنية والعقلية للطلاب. والآن، هناك دراسة جديدة تدعم هذه النظرية بشكل أكبر.

نشر باحثو الدراسة، يوم الخميس الماضي، في “سليب جورنال” (Sleep Journal)، نتائج استطلاع رأي، تضمن حوالي 28 ألف طالب من الأطفال والمراهقين في مناطق تعليمية متنوعة بولاية كولورادو الأميركية، حول تأخير أوقات بدء الدراسة الصباحية. كان الغرض من استطلاع الرأي حول تأجيل وقت البدء هو منح الطلاب خصوصا المراهقين، الفرصة للحصول على مزيد من الراحة وبعد عامين من تطبيق التجربة، كانت النتائج إيجابية بصورة ملحوظة.

لم تتغير النسبة المئوية لطلاب المرحلة الابتدائية، رغم إبلاغهم عن حصولهم عن قدر كاف من النوم، وخلو ساعات الدراسة من الشعور بالنعاس، لكن النسبة المئوية لدى طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية كانت إيجابية إذ انخفض النعاس بصورة كبيرة في أثناء اليوم الدراسي، كما أبلغ الطلاب عن حصولهم على مدة نوم كافية بشكل ملحوظ.

ساعات نوم إضافية

كما وجدت الدراسة أن تأخير أوقات بدء المدرسة أدى إلى زيادة ساعات النوم بنحو 45 دقيقة للطلاب.

تقول ليزا ميلتزر، اختصاصية علم نفس الأطفال بولاية كولورادو لشبكة “سي إن إن” (CNN)، “إن تأخير مواعيد بدء الدراسة في المدارس الإعدادية والثانوية هو سياسة صحية يمكن أن تقلل بسرعة وفعالية من مشكلة الحرمان من النوم لدى المراهقين، غير أنها كانت ذات تأثير ضئيل على الطلاب الأصغر سنا”.

بحسب التجربة، نام طلاب المدرسة الإعدادية 37 دقيقة إضافية، أما بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية، فقد ناموا لمدة 45 – 60 دقيقة إضافية، وفي المتوسط حوالي 4 ساعات إضافية بالأسبوع.

بشكل عام، أكد برانت هاسلر، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة بيتسبرغ، أن هذا التأخير يتوافق بصورة أفضل مع الساعة البيولوجية الداخلية للمراهقين. وعندما لا يحصل الطالب على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يؤثر ذلك بصورة سلبية على قدرة الذاكرة على التعلم، والصحة العقلية والجسدية.

كما يحث مركز السيطرة على الأمراض الأميركي “سي دي سي” (CDC) على تأخير بدء اليوم الدراسي إلى ما بعد الثامنة والنصف صباحا، إذ يعتبر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرًا شائعًا بين طلاب المدارس الثانوية، ويرتبط بالعديد من المخاطر الصحية بما في ذلك زيادة الوزن وتدخين التبغ وتعاطي المخدرات، فضلا عن الأداء الأكاديمي الضعيف.

عدد ساعات النوم المثالي

يعتمد مقدار النوم الذي يحتاجه الشخص على عمره، وقد قدمت الأكاديمية الأميركية لطب النوم التوصيات التالية للأطفال والمراهقين.

الأطفال من سن 6-12 عاما يحتاجون إلى 9- 12 ساعة نوم يوميا، أما المراهقون 13- 18 عاما فيحتاجون من 8- 10 ساعات نوم يوميا.

وتُظهر البيانات المأخوذة من استقصاء أميركي حول سلوك الشباب لعام 2015، وهي دراسة تابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن غالبية طلاب المدارس الإعدادية والثانوية أفادوا بأنهم حصلوا على أقل من مقدار النوم الموصى به بالنسبة لأعمارهم.

وقد كشف استطلاع الرأي أن حوالي 6 من كل 10 طلاب (57.8%) لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم في أيام الدراسة.

كما أن المراهقين الذين يتعرضون لمزيد من الضوء (مثل إضاءة الغرفة أو من الأجهزة الإلكترونية) في المساء، هم أقل احتمالية للحصول على قسط كافٍ من النوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى