بعد حصدها للنجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ضمن فعاليات دورته العشرين، تواصل المخرجة المغربية الشابة أسماء المدير مشوار التألق الدولي بشريطها الوثائقي السينمائي “كذب أبيض” الذي يمثل المغرب ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث تشارك بفيلمها الوثائقي الجديد ضمن “المسابقة الرسمية”.
وكانت المخرجة المغربية قدمت أول أمس الأربعاء شريطها أمام الجمهور السعودي ولجنة تحكيم المهرجان بقاعة سينما “فوكس”، أياما قليلة بعد انتزاعها النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في إنجاز يعد الأول من نوعه للسينما المغربية.
وخلال هذا الفيلم الذي رُشِّحَ لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار، تغوص أسماء المدير، على مدار 93 دقيقة ، في عوالم طفولتها بمنزل والديها وذكرياتها. وتحكي عن رحلة عودتها إلى بيتها بمدينة الدار البيضاء لمساعدة والديها على الانتقال إلى منزل آخر، لتجد صورة أطفال يبتسمون في ساحة مدرسة وعلى حافة إطار الصورة تشدها فتاة صغيرة تجلس على مقعد تنظر إلى الكاميرا بخجل، فتستخدم المخرجة المغربية كاميرتها وتنتقل من هذه الصورة لتسلط الضوء على جراح مرتبطة بـ”انتفاضة الخبز” سنة 1981 وبسنوات الرصاص التي بصمت فترة مهمة من تاريخ المغرب.
وفي هذا السياق، صرحت المدير، أنها فكرت في إنجاز فيلم ليس للمشاركة في المهرجانات وإنما لسرد حكاية جاءت من داخلها ووصلت إلى قلوب الناس الذين لمست الفرحة في أعينهم في الوقت الذي بات فيه نادرا رؤية المغاربة في هذه الأجواء، لذلك تأثرت وكان إحساسها جميلا جدا.
ووجهت أسماء المدير شكرها لكل الناس الذين تركوا للمغاربة هامشا من الحرية؛ وعلى رأسهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي خلق المصالحة مع الماضي، قائلة إن “كل هذه الأشياء موجودة في الفيلم، وكمية الحب وصلت إلى قلوب المغاربة وأحسوا بها وتفاعلوا معها بشكل كبير”.
ولفتت إلى إلى أنها شاركت بفيلمها في أزيد من 35 مهرجانا وتوجت بـ17 جائزة؛ لكن العرض الأخير في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش شكل لها إحساسا فريدا، وأن جسدها “كان يسمع كل كلمة تنطق في القاعة وكل التفاعل”.