مع بزوغ شمس يوم الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022، أتم سكان كوكبنا الأرضي الـ 8 مليارات نسمة، أي؛ أصبحنا عددنا اليوم 8 مليار شخص حول العالم. 59٪ منهم يعيشون في القارة الآسيوية.
فخلال العام 1804 كان عدد سكان الأرض يبلغ مليار نسمة فقط، واستغرق الأمر 123 سنة، ليزداد عدد السكان من مليار إلى ملياري نسمة، أي؛ إلى حدود سنة 1927، ثم إلى 4 مليارات شخص سكنوا الكوكب في العام 1975. ليقفز النمو الديمغرافي من 6 إلى 7مليار بين 1999 و2011، وبعد إحدى عشرة سنة، انتقل العدد من 7 إلى 8 مليارات، أي؛ ما بين سنتي 2011 و2022.
وسيستمر المنحنى في الصعود خلال السنوات المقبلة، حيث إنه في العام 2050 سيتجاوز عدد السكان الـ 9 مليارات، ليبلغ العدد ذروته عند 10.4 مليار شخص، والتي من المفترض أن يتم الوصول إليها في أواخر 2080، و سيبدأ الانحدار حتى نهاية القرن21، وفقًا لآخر توقعات للأمم المتحدة، والتي صدرت في يوليو الأخير بعنوان “العالم وتوقعات السكان 2022 “.
والسؤال الذي يطرحه الجميع دائما؛ هل نسبة الذكور متساوية مع نسبة الاناث في كوكبنا؟ أم هناك تفاوت بين الجنسين من ناحية الكثافة السكانية؟
تقول مختلف الدراسات إنه بين سن 50 و 54، يعتبر الرجال والنساء متساوون في العدد، لكن السكان أصبحوا أكثر ذكورية منذ سنوات، وهذا راجع لأسباب ثقافية و اقتصادية واجتماعية. فالنقص في عدد النساء يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن الديمغرافي.
لأنه إذا كان هناك نفس عدد النساء تقريبًا مثل الرجال على وجه الأرض، فإن العدد الأخير يكون أكثر بقليل: 102 رجل مقابل 100 امرأة في عام 2020، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة. خاصة، وأن الفتيات يولدن اليوم أقل فأقل …
وكانت لجائحة كوفيد -19 تأثير ملحوظ على عدد المواليد، حيث أظهرت الأرقام في الصين وبريطانيا وفرنسا انخفاضًا كبيرًا في نسبة المواليد أثناء الوباء. عندما يشعر الناس بعدم الأمان بشأن المستقبل، فإنهم يرفضون إنجاب الأطفال. وقد قدرت مؤسسة Brooking عدد الأطفال الذين لم يولدوا بسبب Covid-19 ب 300000، ومن المحتمل جدًا أن يكون Covid-19 قد أبرز اتجاهًا دائمًا، وهو انخفاض معدلات الخصوبة.
من جهة أخرى قال داريل بريكو، الرئيس التنفيذي للشؤون العامة في إيبسوس: “يجب أن ندرك أنه إذا استمر عدد سكان العالم في النمو اليوم، فهذا ليس بسبب المواليد، ولكن لأن البشر لا يموتون بالسرعة التي اعتادوا عليها”.
إذا كانت هذه الأرقام تقلقنا أو تنبهنا أو تحذرنا فيلزم علينا أن نسأل أنفسنا الأسئلة الصحيحة. فإذا كان عدد السكان 8 مليارات نسمة، فهل هي 8 مليارات فرصة كما يوحي شعار صندوق الأمم المتحدة للسكان للمُضي بحياتنا الى الأفضل والسير بها إلى الأحسن؟ سؤال مطروح بإلحاح علينا ويبقى الجواب عليه بين أيادي البشرية.