مجموعة علي بابا الصينية تخطط لاستثمار مليار دولار في تركيا
لم يكن للملياردير الصيني جاك ما صاحب شركة “علي بابا” الصينية للتجارة الإلكترونية، وصاحب الموقع الإلكتروني التجاري “تاوباو”، أن يظن يوماً بأنه سيصل إلى ما وصل إليه اليوم من نجاحات مبهرة في عالم التكنولوجيا.
المليادير الصيني تمكن من تحقيق هذا النجاح المبهر بدافع عصاميته واجتهاده الشخصي في مواجهة ضيق الأحوال وقسوة الظروف، حيث كان جاك ما مدرسا بسيطا للغة الإنجليزية، وتحول في مدة قصيرة من مدرس براتب هزيل إلى أغنى رجل في الصين.
في العام 1995، أسس جاك ما شركة الصفحات الصفراء الصينية، التي إعتُبرت عالميا واحدة من أولى مواقع الانترنت الرائدة في الصين. ومنذ سنة 1998 إلى سنة 1999، ترأس جاك ما شركة تكنولوجيا المعلومات الذي أنشأه مركز الصين الدولي للتجارة الإلكترونية التابع لقسم وزارة التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي.لينشئ سنة 1999 موقع علي بابا دوت كوم (Alibaba.com) كأكبر موقع لمبيعات الإنترنت في العالم، يخدم حاليا أكثر من 79 مليون عضو من أكثر من 240 بلدا وإقليما.
«ما» شغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة علي بابا، الشركة القابضة لتسعة فروع رئيسية: موقع علي بابا، موقع آنت غروب، موقع تاوباو، موقع إتاو، موقع علي بابا للحوسبة السحابية، موقع تي مول، موقع جوهواسوان، موقع 1688 دوت كوم، ثم أخيراً موقع علي إكسبريس دوت كوم المتخصص في بيع البضائع بأسعار الجملة للأفراد والتجار في أبريل 2010، .وأعلن استقالته من منصب المدير العام للشركة في العاشر من شهر ماي عام 2013.
وبعد كل هذه النجاحات، يبدو أن الدائرة دارت على الملياردير الصيني، حيث قررت السلطات الصينية في العام 2021 تعليق عملية إدراج آنت غروب في البورصة، وهي الذراع المالية لمجموعة علي بابا، التي تعتبر الفاعل الأول في العالم في الأداء عبر الإنترنت، وهو التعليق الذي جعل جاك ما، يخسر مليارات الدولارات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل فُتِح تحقيق حول شبهة ممارسات احتكارية يستهدف “علي بابا”، علماً أنّ السلطات الصينية كانت أكدت على ضرورة تشديد الرقابة من أجل مكافحة الاحتكار والحيلولة دون “توسع الرأسمال”.
وعوقب جاك ما، البالغ من العمر 56 عاماً بعدما أدلى برأي يخالف ما درج عليه رجال الأعمال في بلده. فقد انتقد في نهاية أكتوبر 2021 النظام المصرفي الصيني، إذ اعتبر أنّه يقدم قروضاً مقابل رهون، ما يعيق الابتكار. وعبّر عن رأيه خلال قمة نظمت بشنغهاي، حضرتها نخبة الفاعلين في العالم، بالإضافة إلى محافظ البنك المركزي الصيني، ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، والمدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي، والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد جوزيف ستيغليتز.
وفرضت السلطات الصينية على مجموعة علي بابا دفع غرامة بقيمة 18.2 مليار يوان (2.78 مليار دولار) بسبب تجاوزات تتعلق بموقعها المهيمن. واتهم موقع علي بابا بفرض الحصرية على التجار الراغبين في بيع منتجاتهم على منصته وتفادي التعامل مع مواقع التجارة الإلكترونية المنافسة.
وبعيدا عن الصين هذه المرة، نقلت صحيفة تركية عن مايكل إيفانز رئيس علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية قوله إن المجموعة تخطط لإنشاء مركز لوجستي في مطار إسطنبول ومركز بيانات بالقرب من العاصمة التركية أنقرة باستثمار يتجاوز مليار دولار.
وفي مقابلة له مع أحد الصحف التركية أكد إيفانز أن الشركة تتطلع إلى الاستثمار في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأنها ترى تركيا قاعدة إنتاج قوية للغاية. مضيفا إنه “لدينا خطة استثمارية جادة في مطار إسطنبول. يمكننا تقييم خطط للصادرات الإلكترونية من هنا إلى أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة الشرق الأقصى. نخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار”.