في مقال تحليلي نشر على موقعه الإلكتروني، ذكر مركز التفكير الأمريكي “ذو ويلسون”، أن الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز مؤخرا أبان عن “روح التضامن والتنسيق الراسخ” لدى الشعب المغربي.
وأبرز المركز البحثي الكائن في واشنطن، أن ما كان لافتا للانتباه “هو روح التضامن والتنسيق الراسخ التي تجمع بين المغاربة في جميع أنحاء البلاد وفي الخارج”، مسجلا أن هذه الروح تعكس “بشكل جلي حس المواطنة” لدى المغاربة.
وكتبت المحللة ليلى حنفي، أستاذة القانون في جامعة جورج واشنطن، أن استجابة “المغاربة تبرهن عن حس قيادي” في أعقاب الزلزال، ملاحظة أن المغاربة “هم أكثر قدرة على الدفاع عن مصالح الساكنة المحلية”.
وعالجت الخبيرة في مقالها قضايا تدبير الأزمات وتوزيع المساعدات الدولية في حالة وقوع كارثة، مبرزة أن “التدفق المفاجئ للمساعدات من المجتمع الدولي يتطلب استعدادا” على عدة مستويات.
وأكدت المحللة أن التركيز على مبدأ سيادة الدول وعلى الدور الأساسي للدولة في توفير الإغاثة في حالات الطوارئ في صلب القانون الدولي والأحكام القانونية، وذلك في ما يتصل بحماية الأشخاص في حالة وقوع كارثة.
وفي ما يخص قدرة المغرب على تدبير أزمة معينة، أشار المركز البحثي إلى أن البلد يتميز عن نظرائه في المنطقة، مذكرا بأن المغرب سارع، خلال الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19، إلى اتخاذ التدابير الصحية بهدف احتواء الجائحة.
وأكد المصدر ذاته أن “السلطات والمتدخلين المحليين قاموا، ومنذ البداية، بالتنسيق الفوري على أرض الميدان لتقييم الوضع، ودعم عمليات البحث والإنقاذ وتقديم المساعدة للأشخاص المتضررين، قبل توجيه أي طلب للمساعدة الدولية”.
وعلى مدى الأيام الماضية، شكّل التضامن الشعبي للمغاربة مع ضحايا الزلزال أمرا لافتا، حيث تفاعل المواطنون مع المبادرات الشخصية والمدنية التي أطلقها أفراد ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال شراء كميات من المواد الغذائية والتموينية، وإرسالها إلى منكوبي الزلزال في المناطق النائية.
وشكلت هذه الأزمة الإنسانية فرصة لإظهار شتى أنواع التضامن والتكافل، التي وإن لم تحل المشكلة بشكل نهائي، فهي تخفف من هول ما حدث بعد هذه الكارثة المفجعة، وفك العزلة عن هؤلاء الضحايا الذين أفقدهم الزلزال أقاربهم وكل ممتلكاتهم.