احتفل مركز محمد السادس للبحث والابتكار، التابع لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، بانطلاقته الرسمية من خلال تنظيم أيامه العلمية الأولى خلال الفترة ما بين 12 و17 يونيو في الرباط.
ويهدف مركز محمد السادس للبحث والابتكار ، الذي يعد مشروعا تعاونيا متعدد التخصصات يركز على الابتكار والاحتضان، إلى تطوير المنتجات والخدمات في مجال التكنولوجيات الجديدة من خلال مقاربة مندمجة للبحث والتطوير، وكذا تسهيل إنشاء مشاريع بحثية متعددة التخصصات من أجل النهوض بالطب.
- بمناسبة إطلاقه، نظم مركز محمد السادس للأبحاث والابتكار أياما علمية. ما هي أبرز محاور هذه التظاهرة العلمية؟
بالفعل، نظم المركز ، بمناسبة إطلاقه، أسبوعا علميا في الفترة ما بين 12 و17 يونيو الجاري. وضم برنامج هاته التظاهرة حوالي عشرين ورشة عمل، على هامش ثلاثة أيام موضوعاتية، الأمر الذي أتاح فرصة مميزة للتعاون والتبادل بين الخبراء الوطنيين والدوليين.
وركزت ورشات العمل، التي أطّرتها شخصيات علمية بارزة، على التقنيات المتطورة في مجموعة واسعة من المجالات، انطلاقا من الابتكار وريادة الأعمال بالمغرب، مرورا بالبحث الطبي في التكنولوجيا الحيوية، ووصولا إلى أدوات المعلوميات الحيوية ومنهجية البحث ومجال علم المناعة.
وبخصوص الأيام الموضوعاتية الثلاث، فقد ركز الأول، الذي عقد الاثنين الماضي، على سبل إحداث منظومة وطنية للابتكار.
أما اليوم الموضوعاتي الثاني، الذي توج بإعلان وبلاغ صحافي، فشكل فرصة لإيضاح مدى حاجة المغرب حاليا إلى “مبادرة مغربية للطب الشخصي” حقيقية.
واختتم اليوم الموضوعاتي الثالث الأسبوع العلمي يوم السبت بحفل للاحتفاء بالبحث، لا سيما من خلال منح جائزة مركز محمد السادس للبحوث والابتكار الوطنية للتميز . وتروم هذه الجائزة مكافأة الباحثين والأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه الذين أسهموا في إشعاع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، والإشادة بهؤلاء الباحثين الذين لا يدخرون جهدا في تطوير إجابات لأسئلة علمية محددة.
- ما هي بالتحديد رؤية مركز محمد السادس للأبحاث والابتكار في مجال البحث العلمي؟
ترتكز رؤية المركز، بشكل أساسي، على ثلاثة محاور. يرتبط الأول بالابتكار. ومن هذا المنطلق، تم إطلاق نداء بشأن مشاريع ابتكارية على المستوى الوطني في مجال الصحة والتنمية الرقمية. كما تك إطلاق نداء آخر على المستوى الدولي. ويكمن الهدف من إطلاق هذه النداءات في اختيار ودعم المشاريع البحثية متعددة التخصصات من أجل النهوض بالطب، وكذا إطلاق شركات ناشئة قادرة على خلق القيمة. ولهذا الغرض، تم تخصيص فضاء تقدر مساحته بحوالي 1000 متر مربع داخل المركز لاحتضان وتسريع وتطوير هذه المشاريع، من خلال مختبر تصنيع “fablab” لدعم النماذج الأولية، وكذا إرساء منظومة تشرك مختلف الشركاء في القطاعين العام والخاص.
ويتعلق المحور الثاني، المرتبط بالفضاء المخصص لاحتضان المشاريع، والذي أطلق عليه اسم CM6-Ibtikar، بالمختبرات.
3 . إلى أي مدى تحتل المختبرات مكانة مهمة في رؤية مركز محمد السادس للبحث والابتكار؟
إنها ضرورية للتحقق من النماذج الأولية والمنتجات والأبحاث من أجل الانتقال إلى التطبيق العملي، حيث ستحاول هذه المختبرات الإجابة على هذه الأسئلة المتعلقة بالسيادة، والتي تعود دائما مع كل أزمة، سواء كانت صحية أو غذائية أو حتى طاقية.
والفكرة هي أن تكون قادرًا، على سبيل المثال، على اقتراح لقاحات و”ببتيدات” علاجية وبروتينات مؤتلفة، إلى جانب القدرة على تأمين مراقبة الأدوية. مثال آخر يرتبط بأزمة كوفيد، التي كشفت عن أهمية “علم البيانات الصحية “، وهي منظومة أساسية للتنبؤ بشأن الأوبئة وتطورها. وفي هذا الصدد، سيكون لدينا قطب مخصص بالكامل لهذا الموضوع بالمركز.
وهذه كلها مجموعة من الأسباب، التي تدعو مركز محمد السادس للبحث والابتكار إلى وضع التجهيزات الأساسية والأنظمة اللازمة، لاسيما عن طريق هياكل البحث المختلطة، بما في ذلك الجامعات ومراكز البحث، وكذا القطاع الخاص.
أما المحور الثالث، فيهم إسهام المركز في الإشعاع العلمي للمشاريع البحثية المغربية من خلال إنشاء دار نشر علمية، يطلق عليها “جامعة الصحافة المغربية”، والتي ستقوم بنشر صحف مفهرسة تستجيب للمعايير الدولية. والهدف هو تحسين تصنيف الجامعات والمعاهد، ومراكز البحث المغربية.
في الختام، أعتقد أن النهوض بالبحث والرد على أسئلة السيادة هذه، إلى جانب أسئلة مهمة أخرى، يظل أمرا حتميا، ليس فقط لفائدة المغرب، وإنما أيضًا لفائدة القارة الأفريقية، بما يتماشى مع الرؤية الملكية الخاصة بإفريقيا.