افتتح متحف بنك المغرب، يوم أمس الإثنين بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، معرض “أركيولوجيا الصور: الورقة البنكية المغربية ما بين التاريخ والفن”، وذلك في إطار فعاليات الاحتفال بالذكرى العشرين لإحداثه.
ويضم هذا المعرض صورا للورقة البنكية المغربية خلال الفترة الممتدة من 1910 إلى 1970، حيث تسلط الضوء على نقط التلاقي بين فناني الورقة البنكية، انطلاقا من الفنانين الاستشراقيين خلال الفترة الكولونيالية، مرورا بالفنانين الأوائل المغاربة، ووصولا إلى فناني الحداثة في فترة السبعينات.
كما يفسح المعرض المجال أمام الزائر المهتم بتاريخ الأوراق البنكية، للاطلاع على الحيثيات التاريخية لكل حقبة تنتمي لها الورقة البنكية، وخصوصا إلقاء نظرة على تاريخ الفن الاستشراقي في المغرب، والزخرفة والهندسة التي كانت تطبع الأوراق النقدية خلال فترة الحماية، والتغيير الذي شهدته هذه الأوراق في مغرب ما بعد الاستقلال، التي صارت تطبعها رؤية فنية مغربية وبكل تجلياتها الرمزية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أكدت نائبة مدير متحف بنك المغرب، السيدة حنان الحريزي، أن هذا المعرض يعد مناسبة بالنسبة لبنك المغرب، من أجل أن يتقاسم مع الجمهور ما يزخر به من مجموعات نقدية وفنية تعد تراثا يؤرخ لفترة تمتد من فترة الحماية إلى الآن.
وأضافت السيدة الحريزي أن احتضان متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لهذا المعرض يعكس قيمة الشراكة والتعاون التي تجمع بين متحف بنك المغرب والمؤسسة الوطنية للمتاحف، داعية الجمهور إلى زيارة المعرض للاطلاع على التاريخ النقدي والفني للمغرب.
ويدخل هذا المعرض ضمن باقة أربعة معارض مرتبطة بموضوع “الفن والنقد”، ينظمها متحف بنك المغرب بأربع مؤسسات ثقافية كبرى عبر المملكة، وهي معرض “فن الخط النقدي في المغرب” بقصر الباهية في مراكش، ومعرض “فن ورسوم النقود القديمة المغربية” برواق الفن المعاصر محمد الإدريسي بطنجة. إضافة إلى معرض “المهن الفنية لدار السكة” بالرباط.
يشار إلى أن متحف بنك المغرب، نظم في وقت سابق اليوم الإثنين بالرباط، لقاء خصص لتقديم برنامج فعاليات الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيسه والذي يتمحور حول موضوع ” الفن والنقود”، يتضمن عدة أنشطة تمتد من فاتح يوليوز إلى غاية 31 دجنبر المقبل.
وإلى جانب المعارض المذكورة، يتضمن البرنامج إصدار طابع بريدي تذكاري طبع لأول مرة من قبل دار السكة حيث يعد ثمرة شراكة موقعة بين بنك المغرب وبريد المغرب، وهو عبارة عن رسم بخط منمق وألوان زاهية، وديناميكية، ينقل صورة متحف منفتح وحديث ومواكب لعصره ليمثل بذلك جسرا بين الماضي والحاضر، وقبة ضخمة ثمانية الأضلاع من خشب الأرز الطبيعي منحوتة بضفائر هندسية الشكل شاهدا على الحضارة الإسلامية وتشكل علامة على صلابة ودقة المهارات لدى الأسلاف في المغرب.
كما سيتم في إطار هذه الفعاليات إصدار كتيب استعادي، يستعرض إنجازات متحف البنك، منذ إحداثه قبل عشرين سنة، إضافة إلى تنظيم ورشات تربوية وأيام الأبواب المفتوحة لفائدة العموم.