للمرة الثالثة على التوالي بعد نسختي 2010 و2014، تحتضن مراكش فعاليات الدورة السادسة من كأس محمد السادس الدولية للملاكمة، في الفترة الممتدة ما بين ثاني وعاشر فبراير القادم .
وأكد عبد الجواد بلحاج، رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، أن هذه النسخة استثنائية، خاصة لكونها تدخل في إطار جولة الملاكمة العالمية سلسلة الحزام الذهبي، التي ستعمل على إشعاع رياضة الملاكمة على الصعيدين الوطني والعالمي.
ومن المرتقب أن تشهد هذه الدورة مشاركة أزيد من 200 ملاكم وملاكمة، يمثلون القارات الخمس، وذلك في مختلف الأوزان: 13 وزناً للرجال، و12 وزناً للنساء.
وضمن الملاكمات المغربيات المشاركات في هذه النسخة السادسة من كأس محمد السادس الدولية للملاكمة الملاكِمة الشابة شيماء غدي، الملقبة بـ “موكوشا” والتي حصدت العديد من الألقاب المحلية والقارية، كما الدولية، ولما تتجاوز 25 سنة فقط.
مجلة (فرح) أجرت حوارا مع البطلة المغربية الشابة لتقربنا من مسارها الرياضي.
– أولا شيماء متى كانت بداياتك في ممارسة رياضة الملاكمة؟
بدأت مزاولة الملاكمة سنة 2012 كنوع من ممارسة رياضة من أجل جسم سليم، لكن ومنذ سنة 2014 وأنا أشارك في المنافسات والتظاهرات الرياضية، وتحولت الملاكمة بالنسبة لي من مجرد رياضة أبني بها جسما سليما، (تحولت) إلى شغف وطموح، وأصبحت محور حياتي وشغلي الشاغل.
– لماذا اختارت رياضة الملاكمة دون غيرها من الرياضات القتالية الأخرى؟
أولا لأنها رياضة جميلة وليست عنيفة كما يعتقد البعض، وخير مثال أنها تلقب بالفن النبيل…اختارتها لأنها تعلم الصبر والمثابرة، وتساعد النفسية على التحسن.
– ما هي أبرز الألقاب التي حققتها وتفتخرين بها؟
نلت العديد من الألقاب المحلية، حيث تمكنت من الظفر بلقب البطولة الوطنية في ست مناسبات، كما كأس العرش أيضا.
وعلى المستوى القاري، تمكنت من الظفر بفضية في بطولة إفريقيا بالموزمبيق، وفي سنة 2017 نلت نحاسية ببطولة إفريقيا أيضا بالكونغو برازافيل، كما حصدت ذهبية بالغابون. وفي سنة 2022 تمكنت من تحقيق فضية بألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران الجزائرية.
أما على المستوى الدولي فقد شاركت في مجموعة من الدوريات الدولية التي نظمت في إطار الاستعدادات للألعاب الأولمبية، حيث حصدت ميدالية نحاسية بكل من ألمانيا، والمكسيك، وبولونيا.
– ما هي الذكرى المميزة التي تظل راسخة بذهنك في المنافسات التي خضتها؟
أبرز ذكرى ظلت راسخة في ذهني هي حصدي لميدالية فضية في وهران، ولحظة عزف النشيد الوطني على البوديوم. حينها رددت النشيد بحب ووطنية وبشكل تلقائي، ما نال إعجاب الناس وانتشر مقطع الفيديو كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي.
– أين كنت تزاولين الملاكمة قبل انتقالك إلى الفتح الرباطي؟ وكيف جاء التحاقك بالفريق الرباطي؟
قبل التحاقي بالفتح الرياضي الرباطي كنت أتدرب بفاس بإحدى القاعات الرياضية، أما التحاقي بفريق الفتح الرباطي فجاء بعد منافسات ألعاب شباب المستقبل التي كانت تجرى أطوارها بمدينة بوزنيقة، حيث وقعت على أداء جيد في أول مباراة لي، ما أثار انتباه مسؤولي ورئيس الفريق الرباطي الذي تحدث مع مدربي، طالبا منه الانضمام إلى ناديهم، فتم الأمر.
– متى انضممت إلى المنتخب الوطني؟
كانت أول مشاركة لي مع المنتخب المغربي الوطني سنة 2014 وكانت أول تظاهرة أشارك بها بقميص المنتخب الوطني هي بألمانيا التي حصدت خلالها نحاسية.
– هل من إكراهات اعترضتك “موكوشا” خلال مسارك؟
صراحة أهم شيء هو دعم العائلة، حينما يكون الدعم من أقرب المقربين تبقى العوائق الأخرى هينة، الحمد لله أنني حظيت بدعم من طرف أبويا، وأنا محظوظة الحمد لله بهذا الدعم الذي جعلني أقوى، وأنا أتقدم لهما بجزيل الشكر لمساندتهم لي.
– من أين جاء لقب موكوشا وماذا يقصد به؟
(تضحك)… والدي هو الذي أطلق علي هذا اللقب، أثناء مشاهدتي لفيلم أمريكي برفقته، يدور حول ملاكِمة تسعى للحصول على لقب يمكنها من الظفر بمليون دولار، حيث قال لي والدي أن أسلوبها في اللعب يشبهني… و “موكوشا” تعني قرة العين.
– ما هي طموحاتك شيماء؟
أول طموحاتي هو إغناء خزانة ألقابي وجلب لقب بطولة العالم التي ستقام بالهند في مارس المقبل، كما أطمح إلى ضمان التأهل للألعاب الأولمبية بباريس 2024، وأسعى جاهدة إلى حصد لقب بملتقى محمد السادس الدولي للملاكمة الذي سينطلق بداية من شهر فبراير بمراكش.
– هل لشيماء غذي قدوة في الملاكمة؟
لطالما كنت من المعجبات بأسلوب الملاكم محمد علي كلاي، والملاكم المغربي نسيم حميد.
– كلمة أخيرة لشيماء؟
من هذا المنبر أود أن أقدم شكري وامتناني لمدربي الأستاذ هشام بوشويط الذي كان سببا في وصولي إلى ما أنا عليه الآن، وتحقيقي لألقابي، لحنكته وخبرته في الملاكمة.