وفاة “بّا إدريس” .. هرم القصة القصيرة بالمغرب

- Advertisement -

عـلاء الـبـكـري

رحل عن عالمنا  في الساعات المتأخرة من مساء يوم أمس الإثنين الكاتب والقاص والصحفي إدريس الخوري بمنزله بسلا عن عمر يناهز 83 عاما. ومن المنتظر أن يوارى الثرى بالعاصمة المغربية الرباط اليوم الثلاثاء.

وقال مقربون من الراحل إنه لم يكن يعاني من أي مشاكل أو عوارض صحية، بل كان يبدو في حال جيدة قبل أن يفارق عاشق الحياة الكبير هذه الحياة.

وبدوره ذكر اتحاد كتاب المغرب في بيان لمكتبه التنفيذي أنه تلقى “بأسى وحزن بالغين، نبأ وفاة الكاتب المغربي الكبير وعضو اتحاد كتاب المغرب”.

وأضاف البيان أنه “بوفاة الكاتب إدريس الخوري، يكون المغرب الإنساني والإبداعي والإعلامي، قد فقد إنسانا نادرا واستثنائيا، وكاتبا كبيرا، ومبدعا رفيعا وملتزما، وصديقا وفيا للشعب المغربي، بمختلف شرائحه الثقافية الاجتماعية، وأحد من خدموا الثقافة والصحافة والإبداع الأدبي المغربي، بشكل قل نظيره، على مدى عقود من الكتابة والإبداع والحضور والنضال والسفر والمغامرات وحب الحياة والنقاش والجدل والتضحيات”.

ولد إدريس الخوري أو ” بَّا ادريس” –  كما يحلو لمحبيه وأصدقائه  مناداته – بحي درب غلف بالدار البضاء سنة 1939، وهو أحد الأسماء البارزة التي  تركت بصماتها في الساحة الأدبية المغربية، إذ لا يمكننا الحديث عن فن القصة القصيرة في الأدب المغربي الحديث  دون استحضار اسمه. سيما وأنه شكل رفقة صديق عمره محمد زفزاف ومحمد شكري ثورة في فن القص بشكل خاص وفي الأدب بشكل عام داخل المغرب وفي الوطن العربي. وعلى عكس أغلب الكتاب العرب الذين يتخذون من كتابة القصة قنطرة الى المرور للرواية، فإن “بَّا ادريس” ظل وفيا لهذا الجنس الأدبي الذي راكم فيه مجموعة من الانتاجات القصصية المتميزة، والتي كان يعتبرها مجاله الخاص ومنفذه الوحيد إلى رصد تمظهرات المجتمع والعلاقات الانسانية والتحولات النفسية الكثيرة.

ومن أشهر إنتاجاته القصصية نذكر : حزن في الرأس والقلب» (1973) و«ظلال» (1977)، و«بدايات» (1980)، و«الأيام والليالي» (1982)، و«مدينة التراب» (1994)، ثم مجموعته القصصية «يوسف في بطن أمه» الصادرة عام 1994. لكن منذ ذلك التاريخ لم يصدر القاص إدريس الخوري أي مجموعة قصصية، وفي المقابل أصدر العديد من الكتابات الأدبية والفنية، كما انشغل بكتابة المقالة الصحافية لمجموعة من الصحف المغربية والعربية. وفضلا عن عطائه في مجال القصة، اشتغل الراحل بالصحافة، خاصة اليسارية المعارضة في سنوات الرصاص. وعمل صحفياً  بجريدة “المحرر” التي تحولت فيما بعد إلى “الاتحاد الاشتراكي”  إلى أن تقاعد، كما انظم أيضاً  إلى اتحاد كتاب المغرب في أكتوبر من سنة 1968.

هذا، وبدأ الخوري مشواره الأدبي شاعرا في مطلع الستينيات، لكن سرعان ما اتجه إلى كتابة الخاطرة والقصة والمقالة. وله كتابات في إطار السرد الأدبي والنقدي والفني حول السينما والمسرح والتشكيل والرحلة والموسيقى والسياسة.

لقد شكلت وفاة كاتب “الأيام والليالي” خسارة كبيرة للأدب وللصحافة في المغرب، لما كان يمثله الراحل من مكانة خاصة في الصحافة الأدبية، ولما تميزت به موهبته القصصية من جرأة وصدق وسخرية في تناول المواضيع المجتمعية.