يُعد البيض معجزة من معجزات الحياة، ومن أكثر الأطعمة تنوعا وفائدة على كوكب الأرض، كطعام مليء بالعناصر الغذائية، يشكل دعامة أساسية في جميع وجبات الإنسان.
والبيض هو أكثر مصادر البروتين شيوعا في بلد مثل أميركا، حيث يتناول المواطن الأميركي منه حوالي 290 بيضة في السنة، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية (USDA).
ولعل هذا يفسر زيادة الطلب على البيض بشكل غير مسبوق، حتى ارتفع بنسبة 100% في مدينة مانشستر، شمال إنجلترا، في الأسبوع الأول من الإغلاق جراء تفشي جائحة كورونا، نظرا لقضاء الناس معظم وقتهم في المنزل، واستهلاكهم المزيد منه في الطهي والخبز.
البيض قوة غذائية
يأتي البيض بعد لبن الأم من حيث فوائده لتغذية الإنسان، لاحتوائه على مزيج من الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم لبناء الأنسجة، وتكمن قوته الغذائية في:
- الفيتامينات والمعادن، فالبيض من المصادر الغذائية القليلة الغنية بفيتامين “د” (D) المهم لامتصاص الكالسيوم وبالفوسفور، وفيتامين “أ” (A) المفيدين لصحة العين والجلد ونمو الخلايا. وبفيتامين “ب 6″ (B6) و”ب 12” (B12) اللذين يحتاجهما الجسم لتحويل الطعام إلى طاقة، وفيتامين “ب 2” (B2) والزنك والحديد، وهي مصادر جيدة لتعزيز الرؤية الصحيحة، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية (USDA).
- مضادات الأكسدة، فالبيض غني بالسيلينيوم، أحد مضادات الأكسدة المهمة لوظيفة الغدة الدرقية وجهاز المناعة والصحة العقلية. وغني أيضا بالكولين (147 مليغراما في كل بيضة كبيرة تزن 50 غراما)، أحد المغذيات الأساسية لنقل الدهون والكوليسترول واستقلاب الطاقة. والمنتجة لمادة أستيل كولين الكيميائية في الدماغ، والتي تحمي من فقدان الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر.
- البروتين، فالبيض مصدر جيد للبروتين الكامل عالي الجودة (6 غرامات في كل بيضة كبيرة)، الذي يساعد في خفض ضغط الدم، وتحسين صحة العظام وزيادة كتلة العضلات.
- ويحتوي الصفار والبيض على الكمية نفسها من البروتين (3 غرامات لكل منهما)، ومن ثم لا يتمتع البياض بميزة على الصفار، ولكن الاختلاف الرئيسي بينهما يكمن في السعرات الحرارية.
فبينما يحتوي الصفار على 3 غرامات من البروتين مقابل 60 سعرا حراريا (من أصل 78 سعرا تحتويها البيضة الكبيرة)، فإن البياض يوفر 3 غرامات من البروتين مقابل 18 سعرا حراريا فقط.
لذا، فإن ترك صفار البيض يوفر فقط كمية متساوية من البروتين مقابل سعرات حرارية أقل، ولكن نظرا للمستويات العالية من المغذيات الدقيقة المفيدة في صفار البيض، يُنصح بتناوله أيضا.
- الدهون الصحية، حيث يوجد 5 غرامات من الدهون في كل بيضة كبيرة، منها حوالي 1.6 غرام دهون مشبعة، والبقية دهون متعددة غير مشبعة وأحادية، تُصنف كدهون “جيدة” مفيدة في خفض مستوى الكوليسترول الضار، وتعزيز صحة القلب.
وتتركز معظم الدهون في صفار البيض، فهو يوفر حوالي 55 سعرا حراريا من الدهون والبروتينات المركبة، ولا توجد دهون في بياض البيض تقريبا، لكن البياض يُعد مصدرا جيدا لليوسين، وهو حمض أميني قد يساعد في إنقاص الوزن.
- الكوليسترول الغذائي، من المدهش أن تناول البيض قد يساعد في خفض نسبة الكوليسترول في الدم، فقد أظهرت الأبحاث أن البيض لا يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب.
فالبيض غني بالكوليسترول الغذائي (186 مليغراما في بيضة كبيرة)، وقد أظهرت دراسة أن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول الغذائي، لا يؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بأمراض القلب، بل اتضح أن الرجال الذين تناولوا كمية أكبر من البيض كانوا أكثر نشاطا بدنيا، وأقل عرضة للتدخين والإصابة بمرض السكري.
معلومات مهمة عن البيض
- لا يوجد فرق في القيمة الغذائية بين البيض البني والأبيض، فلون القشرة يعتمد على سلالة الدجاجة التي وضعتها، ونوعية الغذاء الذي تتناوله.
- هناك أنواع من البيض لها سمات غذائية مختلفة، فبيضة البط بها 105 سعرات حرارية، 7.2 غرامات بروتين، 7.8 غرامات دهون، 119 مليغراما كولين، 499 مليغراما كوليسترول. وهو تكوين بيضة الأوز نفسه، ولكن البروتين فيها 7.8 غرامات، والدهون 7.5 غرامات، والكوليسترول 481 مليغراما. أما بيضة السمان فبها 79 سعرا حراريا، و6.5 غرامات بروتين، و5.5 غرامات دهون، و132 مليغراما كولين، و422 مليغراما كوليسترول.
- بعض البيض يأتي من الدجاج الذي تم تغذيته ببذور الكتان لرفع مستوى دهون “أوميغا 3” الصحية فيه، ليعطي قيمة غذائية أكبر، ويتوافر في بعض المتاجر تحت مسمى “بيض أوميغا 3”.
- الدجاج الذي يتغذى على الأطعمة الطبيعية، ينتج بيضا يحتوي على المزيد من دهون “أوميغا 3″، ويسمى “بيض المراعي”.
- يمكن حفظ البيض في الثلاجة عند 40 درجة فهرنهايت (حوالي 15 درجة مئوية) أو أكثر برودة، لمدة 3 أسابيع تقريبا من تاريخ الشراء. أما بعد سلقه فيُحفظ في الثلاجة لمدة تصل إلى أسبوع.
- يمكن تجميد البيض لمدة تصل إلى عام، إذا تمت إزالة القشرة وتعبئته في أوعية محكمة الغلق.
- لأن البيض النيء يمكن أن يحمل البكتيريا المسببة للأمراض، فيجب أن يحفظ مبردا ويطهى جيدا، حتى ينضج البياض تماما ويبدأ الصفار في التكاثف.
- تعد حساسية البيض من أكثر أنواع الحساسية شيوعا، خاصة عند الأطفال، وقد تشمل الأعراض طفحا جلديا خفيفا أو آلاما في المعدة.
- لا يوجد عدد محدد من البيض يمكن للشخص أن يأكله، فما دام لا يعاني من مشاكل صحية تثير القلق، يمكنه تناوله بكميات معتدلة.
- إلى جانب أن البيض يُعد غذاء مناسبا للنباتيين، فهو مفيد أيضا في أغراض التجميل. كما تستخدم قشرته كسماد ولمكافحة الآفات في الحديقة.
المصدر : مواقع إلكترونية