صلاح الوديع
حينما بكى الملك محمد السادس واختلطت دموعه بدموع اسية الوديع التي رفضت تقبيل يده غصبا عنها
منذ قرابة شهرين، قطعت على نفسي عهدا أن أحكي لك عنك قصصا من حياتك. كنت لحظتها حية ترزقين. كنت لحظتها بيننا كما تقول الأغنية التي تعشقين: “كانت شمس كَتسطع، كانت نور فْ عينينا، كانت نجمة كَتلمع، كانت مشموم فْ يدينا…”
لكن قلبك توقف عن الخفقان. فلكم أثقلته الأحزان، ولكم أرهقته المآسي. ليست أحزانك ومآسيك، بل أحزان البسطاء ومآسيهم. أولئك الذين لا صوت لهم ولا لسان، الذين ينطقون الحرف فلا يخرج من بين شفاههم إلا الصمت ويكتبون فلا ينز من أقلامهم إلا البياض على الورق البارد.
كنتُ ساعتها لا أدرك أنك راحلة بعد أسابيع.
كأنني كنت أرثيك وأنت بعدُ على قيد الحياة.
وأذكرُ كَمْ كنتِ تتمنينَ أن أفعل، ولم أكن أقبل حتى احتمال التفكير في الأمر، تماما كما يفعل باقي البشر المغفلين. ومع ذلك فعلتُ… وكمن يودع نفسه ودعتكِ على مسمعٍ منك…
أسقطت من يقيني حقيقة بالكاد نتذكرها في حمأة الحياة، لكن الراحلين يدركون… يدركون ساعة الوداع أن اللقاء لحظةٌ مؤجلةٌ، فقطْ لا غير…
سنفقد الأحباب تباعا حتى يفقدنا أحبابٌ آخرون ممن نعرف ولا نعرف، ونحن نحمل على أكتافنا أمانة عنوانها إنتاج المعنى… إلى آخر رمق، إلى آخر نفس.
- “صلاح. تعال الآن. أنا بانتظارك. هناك شيء يجب أن نستمع إليه معاً”.
أقفز من مكاني وأتوجه إلى بيتك. أكاد أصدم السيارات حولي في شوارع الدار البيضاء المكتظة وقد عقدت العزم أن أبقى إلى جوارك وقتا كافيا بعيداً عن الصخب.
- إذا كنتَ تنوي الذهاب بسرعة فلا تأت عندي…
أصعد السلالم جريا وأصل إلى غرفتك. أنت واقفة وسط الغرفة، والكتب والجرائد هنا وهناك. لا أرى شيئاً غير وجهك. تلفني نظرتك من رأسي إلى أخمص قدمي. المقدمة الموسيقية انطلقت قبل قليل، أعرفها منذ زمن بعيد لكنني لا أتذوقها كما يجب إلا في حضرتك. كان عليّ أن أعيش سنوات من عمري قبل أن أفهم أنني لا أستطيع الاستماع إلى أم كلثوم وحيدا. أنا متأكد من أنك أطلقت المقدمة قبل وصولي لتستقبلني. أم كلثوم تصدح: “هبوا املئوا كأس المنى قبل أن تملأ كاس العمر كف القدر…”.
ألستِ أنت من علمني أن أحب صوت أم كلثوم وأغانيها؟ ألم تكوني مواظبة على الاستماع إلى سهراتها في صباك الأول، خلسة في يوم الخميس من كل شهر على إذاعة صوت العرب؟
أنظر إليك وآخذك في حضني وأحسّ ذراعيك حولي تحضنني في صمت. نظل هكذا واقفين بلا سبب… “ليس في طبع الليالي الأمان”… دقات قلبك. قلبك الكبير. قلبك الرائع. وأفكر ببلادة في اليوم الذي قد أفتقدك فيه. أشعر بدمعتين تتدحرجان ببطء. لا تقولين أي شيء. أسمع دقات قلبك وصوت أم كلثوم. أفكر في نفسي: أكل هذا الفيض لي؟ يجيبني عمر الخيام: “غدٌ بظهر الغيب واليوم لي”. فأبتعدُ عنك قليلا كي أرى وجهك. وجهك الذي لا تفارقه الابتسامة أبدا حتى في غضبك… عيناك اللتان تشعان بالحياة تنظران إليَّ وفيهما بريقُ دمعة متوارية. تفهمين ما يعتمل في صدري و”القلب قد ضاق بما لا يقال”. فتردين على ضياعي: “اِطمئنْ يا صلاح…ؤأنت من سيرثيني ولست أنا من سأرثيك، وعلى كل حال فقلمك أجمل من قلمي… سأكون أنا الرابحة…”
“الملك سيحضر عندي غداً إلى سجن الأحداث. كم أنا سعيدة. سأخبرك بكل شيء بعد انتهاء الزيارة”.
أنتظر رنة هاتفك فيأتيني في بداية المساء. ضحكتك على الخط تلخص كل شيء. هل تأتي عندي مساء؟ طيب، سأكون عندك بالبيت بعد أن أنهي اجتماعا طارئا. أمكث في الاجتماع لحظات وأعتذر عن الاستمرار وأعود إليك. فتحكين لي كل شيء. حتى أبسط التفاصيل.
“وقع شيء غريب. شيء قد يبدو بسيطا لكنه في غاية الجمال والأهمية. كنتُ بصدد مرافقة الملك في مرافق السجن. عند دخولنا إلى إحدى الغرف المكتظة بالمعتقلين توقفنا للاستماع لنشيد وطني أعددته معهم وكلفتهم بأدائه احتفاء بقدومه… في لحظة ما، لم أشعر إلا وقد امتلأت عيناي بالدموع… المغرب عندي فوق كل شيء.. حاولت مداراة الأمر. نظرت إلى الأرض ثم باتجاه الملك ونظر إلي هو الآخر في نفس اللحظة، أتدري ماذا رأيت؟ رأيت نفس الدموع في عينيه. تصورْ. لم يلاحظ أحد شيئا. سألني عن أمر بسيط ثم استمرت الزيارة… الآن أعرف المعدن الحقيقي لهذا الملك… الآن أعرف”.
- – “اقتربْ ولا تخفْ…ما بك؟“
تخاطبين يافعا فيتقدم نحوكِ اليافع ذو الستة عشر عاما. هو لا يدري بعد من تكونين. هو يراك لأول مرة. وجه طفل لفحته الشمس وطلته محنٌ مبكرةٌ فتغضَّن قبل الأوان، يتقدم نحوك مترددا. فجأة تكتشفين سبب تعثر خطوته: لقد أكلت الحكّة ساقيه. تقيمين الدنيا فلا تقعدُ حتى يعالج الطفل اليافع. تطلعين على سبب وجوده خلف البوابة الكبيرة: فتعرفين التفاصيل: تصرف طائشٌ، لا نية إجرامية. فتقررين إعطاءه فرصة حياته: “اسمعْ يا رويحة. سأكلِّفكَ بصيانة بستان البوابة الكبرى الموجودة خارج السجن، شريطة ألا تغافلني فتهرب…!”
كيف أهرب منك يا آسية. أيتها الأم التي ما حلمت بها يوما… حتى عندما نسيني الحراس يوما في الشارع عدت إلى البوابة الكبرى ودققت الباب حتى فتحوها ثم التحقت بزنزانتي. كان أمامي خياران: أن أخلف وعدي وأهرب إلى ضياعي أو أعود إلى الحضن الذي أعطى معنى لحياتي. فاخترت المعنى الذي أعطيتِهِ إياها يا ماما آسية. هذا المعنى سأظل أحمله معي حتى النفس الأخير… من يستطيع أن يهرب منك بعد لقياك يا ماما آسية؟ من يستطيع أن يهرب منك إلا إليك؟
“تعال معي إلى سلا. سنقوم بزيارة للأحداث والنساء. سنتناول الإفطار مع النساء في سجنهن ثم نزور الأحداث بعد ذلك”.
أجلس إلى النزيلات وأنت تدورين عليهن كفَرَاشة في شكل باقة متوهجة الألوان. أراقبك وأملأ عيني بك، وأستمع إلى حكاياتهن. منذ فارقتنا ثريا وهي في ربيع العمر، أعلم كم قست الحياة علينا وكم تقسو. كل ثانية من حياتك لها دور ومعنى. كل دقيقة، بل كل رفة جفن.
نشرب القهوة، سوداء كما تحبينها. ثم تشرق ابتسامتك من جديد.
كنا بضع زائرات وزائرين نتبع خطاك. منذ الطفولة المبكرة وأنا أتبع خطاك. الساحة الداخلية لسجن الأحداث مربعة الشكل تفضي إليها ثلاث زنازين متقابلة، كبيرة نسبيا، هي غرف السجناء الأحداث. دخلنا الساحة. خطوُنا خفيفٌ مرحٌ، فنحن انتهينا قبل لحظة من إفطار مستحق. وجدناهم يقفون خلف الأبواب الحديدية ذات القضبان. كانوا منهمكين في شغبٍ. الضوضاء تتناهى إلى سمعنا من بعيد. طيفك يتقدم أمامنا. فجأة ينتبه بعضهم إلى وقع خطواتنا وفجأة يتصاعد صياحهم فيطلقون صرخة واحدة من عمق أعماقهم فتملأ الليل المحيط بنا. العشرات يرددون:” ماما آسية، ماما آسية…” بلا توقف. أتسمَّر في مكاني لأرى وأسمع… أنتِ بيننا نَيْزَكٌ وضعته برفقٍ كفٌّ إلهية. أنت روح ترفرف بين البشر وأنا لا أتمالك نفسي من حبك. وأشكر الله أن جعلك في كل منعطفات حياتي. دموعي تسبقني إليك وأداريها فلا أستطيع وأعلن استسلامي. أنظر إليك فأتيقن أن الخلود امتدادٌ عموديٌّ لا أفقي… الخلود أن نعيش لحظة وجودنا الإنساني إلى آخر نبض في العروق ونحن نعلم، ونحن ندري…
في لحظة ما تنظرين إليَّ وتدركين مرة أخرى أنني في وضع استسلام. وأنظر إليك فأقف على نفس الحقيقة: أنت كذلك في وضع استسلام لدفق إنساني فيك لا يقهر…
“ربيعة” تتعلم فك الحرف
حينما تعرَّفتِ عليها كانت فتاة مثل بقية الفتيات اللائي يشتغلن في البيوت. دخلت بيتك، أكلت من صحنك ونامت في مثل فراشك ولبست من نفس الدولاب. وكان لها الرأي والمشورة. ربيعة التي رافقتك عندما قررتِ أن تختاري مسار حياتك بنفسك، مهما كلفك الأمر، كانت إلى جانبك. وكنتُ دائما أتساءل عن سر هذه الرفقة القديمة المتجددة دوما. حتى رحلتِ ورأيتُ فجيعتها فيك، وحكت لي عن أيام خوالٍ – يوم كنا غائبين عزيز وأنا – حين اكتشفتْ من أول يوم مشتلا للمحبة فيك لا يحده إلا الأفق الأزرق في يوم صيفي رائق.
وأذكر يوم أقمت احتفالا في بيتك دعيت له كل صديقاتك وكل نساء العائلة حول كؤوس الشاي والحلوى. كنت من بين المحظوظين بذلك الحضور الباذخ. ولم تكن المناسبة سوى حصول ربيعة على شهادة محاربة الأمية.
أصبحت ربيعة تقرأ وتكتب وتحسن الحساب، فترسل ضحكتها على كل المقامات وهي ترى على وجوهنا علامات الاستحسان حين تنجح في فك الحروف، كأنها تشد بكلتا يديها على ألغاز الوجود. كم كان شعورها بالكرامة غامرا مرسوما كالبهجة على وجهها الضاحك…
تلك أنت يا آسية. لا ترين للمبادئ منفعة إلا في ارتباطها بالسلوك اليومي.
حينما بكى الملك محمد السادس واختلطت دموعه بدموع اسية الوديع التي رفضت تقبيل يده غصبا عنها
“صلاح. أريدك الآن… هذه الليلة، ولو أن الساعة متقدمة…”
سأكون عندك بعد قليل.
الساعة 12 ليلا في الدارالبيضاء. الناس تملأ الشوارع كلها في الفترة الفاصلة بين العشاء والسحور. أدخل إلي بيتك وأجد يدك على خدك.
- مالك يا آسية؟
لا تردين. بعد برهة أسمع صوتك:
- هُمْ يريدون مني أن أقبل يد الملك، غصبا عني…
هذه “الْهُمْ” تعني كل شيء. صمتتِ لحظة وصمتتُ. ثم توجهت إليك:
- تعلمين رأيي يا آسية. أفضِّل أن أحِبَّ الملك بطريقتي الخاصة. وأنتِ؟ ماذا ترين؟
أرسلت نظرتك باتجاهي. كانت نظرة قاطعة باترة. بادرْتك…
– تعرفين بلا شك سوقا يباع فيها “النعناع” بالجملة في الدار البيضاء؟ طيب إنه يوجد في حي مكافح بالبيضاء، في “درب الكبير”، ولا شك أن المرء يمكن أن يجد به عملا بسهولة…
– تقصد أن هناك مكانا مناسبا لي لو اقتضى الأمر؟
– ولي أيضا لو اقتضى الأمر…
تنظرين إليَّ وتبتسمين. أرد على ابتسامتك وأعود أدراجي إلى البيت لأنام. في الطريق الفاصلة بين بيتي وبيتك يتجول الناس في الشوارع في آخر الليل ويسرعون الخطى حتى لا يضيع منهم السحور على حين غرة…
وحين اللقاء صافحْتِ الملكَ، فلم تجدي منهُ إلا اللطف والمودة…
كذا تبقين وهكذا تعيشين إلى آخر يوم من حياتك.
هكذا ولدت وهكذا ترحلين.
عليك الرحمة إلى أبد الآبدين.
“آخويا البركة فْ راسك… راه ضاعت لينا جْميعْ…”
لا أعرف الرجل الذي يشير إلي بجُماع يديه وذراعيه. لا أعرف السائق خلف المقود داخل الهوندا. وأنا أخطو في برك الماء التي تركها المطر الأول المفاجئ. له لحية من أربعة أيام وعليه ثياب متسخة من فرط ما حمل من سلال الخضر. تقف آسية بيني وبينه وتقول لي هذا أخوك يعزيك فيّ. خذه في حضنك. أتقدم إلى الرجل في ثوان وأعانقه. فيبثني عزاءه الصادق. يبثني كل ما يمتلكه من رقراق المودة وزلال المواساة.
أعود إلى السيارة وأنطلق، فإذا بشرطيّ المرور يطلق صفارته. أخفّف من السرعة ثم أركن السيارة وأنتظر وصوله لتلقي العتاب. يقف الشرطي إلى جانب باب السيارة فيعتذر عن إيقافي بلا سبب، عدا رغبته في أن يقول كلاما جميلا في حقك ويمضي. هذا هو الكنز الذي تركت لنا أيتها الراحلة المقيمة. محبةٌ لا تعرف الفواصل والحدود: نحن إخوة في البشرية قبل كل شيء: قبل العِرق واللون واللغة والموقع والدين… انتماءٌ لا تبطله صفارة شرطي المرور المُربِكة ولا اتساخ ملابس سائق الهوندا من فرط حمل سلال الخضر تحت زخات المطر المفاجئ السخي.
ما أحوجنا إليك.
رشيد حارس السيارات
جرياً ينطلق الرجل من الطوار المقابل ولا يأبه بالسيارات المندفعة من كل صوب.
“سيدي، ضاعت ماما آسية. البركة ف راسك”.
أنظر إلى الرجل ولا أحير جوابا.
“أنا حارس السيارات. كم مرة حرست سيارتها يرحمها الله. كم كانت إنسانية ومتواضعة. بلغ العائلة كلها”.
لا زلت لا أحير جوابا. أستمع فقط. أستمع لشهادة الزمن بلا ميعاد ولا سابق اتفاق. كما وقع هذا الصباح تماما أمام بائعة الخبز. وقفت أنتظر دوري وتقدمت مني الشابة الأنيقة. ظننتها تريد مكاني في الصف لأنها مسرعة.
“لا لست مسرعة، قالت الشابة الأنيقة، فقط أريد أن أقول لك كم أنا حزينة معكم”. تقدمت مني وصافحتني: “أعزيكَ وأعزي نفسي”.
يتقدم الرجل مني – من بين صفوف المعزّين – بلحيته الطويلة وجلبابه الأنيق.
هناك لحى كإعلان حرب. وهناك لحى مشذَّبة مثل الخُدعة. وهناك لحى مرسلةٌ ذات مسحة إنسانية. مطَمئنة… هذه اللحية آدمية. لم أشاهد صاحبها إلا في الصور على الجريدة لكنني أعرفه. يتحدث إليَّ وفي نظرته انزياح للبعيد. نظرة من يصوِّب بصره إلى دواخله قبل أن يلامس الأشياء، فيقترب حينها البصر من البصيرة. نظرة ربما لا يحسنها إلا السجناء السابقون. وجه عرف السجن ولا شراسة فيه. وقبيلة السجناء يعرف أفرادها بعضهم البعض.
“جيت نعزيك فالأخت أنا والإخوان معايا. وقفات معانا الله يرحمها روح. امرأة نادرة ذات أفضال لا تقاس…”
“لو يعلم الناس يا آسية أن حياتك كانت أقرب إلى أقدس ما في أديان الأرض من آدمية. وأجمل ما في البشرية… لو يعلمون …”
هل حان الوقت لكي يكون همُّنا بناء الوطن فوق وقبل كل شيء وأن نترك لله وحده الحكم على ما في صدرنا من إيمان؟
هل حان الوقت أيها الرجل الأنيق، يا ذا اللحية المطمئنة؟
آسية تكتب وصيتها
– المشكل ماشي فْ اللي ما يفهمش، هذا حالو ساهلْ، المشكل فْ اللي كيعرقل، الحْمْل ثقيل آخويا…
– راه صعيب بالصح، لكن راه عمل غادي يبقى للتاريخ آ آسية، خاص تكتبيه باش يبقى للمستقبل..
– خلاص، ما عندي وقت…
– خسارة…
كنت أظن أنني أَعْرَفُ منك بالتدوين والشهادات، والمهم والأهم… والأكثر أهمية من كل شيء.
لم تخطي تجربتك على الورق إلا لماما. كنت تسابقين الزمن. كأنك تعلمين أن جناحيك أكثر شساعة مما يراودنا من أحلام… وحين ترجلتِ متعبة من كفاح طويل، رأى الجميع ما كتبته يداك فوق قلوب الناس. لم يكن انتصارك الأخير رأفة بالأحداث في سجونهم فقط، بل كان رسالة لنا جميعا، وقفنا نستمع إليها في صمت وأنت تبتعدين في زرقة البحر الذي كنت تعشقين.
“لا… السجن ليس مرآب الإنسانية المهمل. السجن عثرة بالإمكان تجاوزها. السجن لحظة العصفور من أجل معاودة الطيران. السجن لا يلغي إنسانية الناس. السجن فرصة للجميع، خلف الأسوار أو أمامها، أن نرسخ الإنسان فينا”.
أليس هذا انتصارا باللمسة الحانية لمبادئ أعطيتها كل حياتك…؟
عليك الرحمة مرة أخرى، إلى أبد الآبدين.
+ نعيد نشر هذا النص التأبيني بموافقة الأستاذ صلاح الوديع.