دام لكم الحب
ثلاثة أخبار لفتت انتباهي في الأسابيع الأخيرة، أولها تلك الظاهرة غير المفهومة بالنسبة لي لصحفيين أو فنانين يستغلون سمعتهم وشهرتهم للتنديد والبكاء أمام وسائل الاعلام التي تآزرهم على أحكام قضائية صدرت ضدهم. يتخذون من شهرتهم معيارا للتنديد بهاتة الأحكام الصادرة من محاكم المملكة والتي غالبًا ما بقيت لسنوات عديدة أمام المحاكم، ويتخذون من فنهم أو عملهم كصحفيين عملا وطنيا أسدى خدمات مهمة للوطن وهاذا كاف بالنسبة إليهم أن يكون لهم سدا منيعا من تطبيق أحكام صدرت ضدهم. بل المثير للغرابة هو أن يطالب بعضهم بتدخل ملك البلاد ناسيا أو متناسيا أن الأحكام تصدر باسم صاحب الجلالة وأن المواطنين سواسية أمام القانون، وأن هناك مناضلين أحقاء ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استقلالية القضاء. فبعملهم هذا يضربون بعرض الحائط هذا المبدئ الأساسي لبناء دولة الحق والقانون. وينسون أن سمعة الفنان والصحفي هما رأس ماله الحقيقي وأن سمعته تفرض عليه أن يكون قدوة، وكرامته هي أغلى من كل الشيء.
الخبر الثاني يتعلق بفيلم “أصحاب ولا أعز”، والذي تعرَّض أبطاله لهجوم لاذع من قِبل عدة دول عربية ، حيث اعتبروا الفيلم “مُخالفاً لقيم المجتمع”.
وتعرضت النسخة العربية لانتقادات كثيرة، بسبب جرأة الحوار التي لا تناسب طبيعة المجتمعات العربية التي تحكمها الأعراف والتقاليد، كما نالت الفنانة منى زكي قدرا كبيرا من السخرية والهجوم بسبب مشاركتها في الفيلم. والمدهش في الأمر هو أن النسخة الأصلية لهذا الفيلم تم عرضها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2016 في دورته رقم 38، كما عُرض الفيلم في عدة قاعات سنيمائية في دول عربية عدة ، ولم يثر أي تحفظ. فماذا جرى ياترى بين النسختين الأصلية والمقتبسة. فيلم يفضح نفاق المجتمعات العربية الإسلامية ويفضح العلاقات الزوجية السكيزوفرينية.
أما النقطة الثالثة فهي ظاهرة أصبحت شائعة على الأقل في الدار البيضاء، بتسمية المدارس الحرة بأسماء كتاب او مفكرين أغلبهم فرنسيون، ناسين أن للمغرب كتابا وكاتبات ومفكرين ومفكرات يُشهد لهم بكفاءتهم عالميا سأذكرعلى سبيل المثال لا الحصر؛ الاستاد محمد لحبابي وعالمة الاجتماع فاطمة المرنيسي والمفكر محمد عابد الجابري والكاتبة خناثة بنونة والمفكر عبد الفتاح كيليطو والبروفيسور سعيد علوش والأديبة ليلى أبو زيد.
وفي هذا العدد الثالث الذي ستصدره مجلتنا “فرح”، فلكِ منا سيدتي ملفا حول سيدة أسدت خدمات جليلة من أجل تحسين وضعية نزلاء السجون، إنها القاضية والمناضلة آسية الوديع أم السجناء، ونقدم لكم من خلال هذا العدد شابة ناضلت بطريقتها ضد الأعراف والتقاليد، وسارت بطلة سباق السيارات في بلد ظل لسنوات طوال يحرم على المرأة قيادة سيارتها، إنها البطلة السعودية ريما الجفالي. وللعلاقات الصحفية دور متزايد نقربكم من هاته المهنة الشيقة والتي ستأخذ أدوارا مهمة في الستنين القادمة.
ومن النضال سنمر للترف وهذه سنة الحياة، لكي نعرفكم بمبدع ورجل كريم أحب المغرب وساند المرأة الصانعة التقليدية في كفاحها. إنه إيريك تيبوش من الجيل الثالث من المبدعين الفرنسيين للموضة العالمية.
وبما أن شهر فبراير هو شهر الحب، فإننا نقدم لكم بهاتة المناسبة تشكيلة راقية من المجوهرات والحقائب من عند كرتي، وكرتي اختار لي هاد الشهر بالذات شعار الحب الأحمر.
فإلى أي مدى تذهب من أجل الحب ؟
قراءة ممتعة ودام لكم الحب.
فوزية طالوت المكناسي.
مديرة النشر