ريّان،،، ثَـكْـلُ الوطن

- Advertisement -

أبو رؤى

خمسة أيام… وخمسة أعوام…

ذاك كان قدرك ريان…

ولخمسة أيام ظلت قلوب المغاربة معلقة في ذاك الجبّ، قبل أن تلتحق بها قلوب الآلاف والملايين من غير المغاربة عبر الشاشات الفضائية،، يتابعون،،، ويتطلعون،،، ويغوصون في الجب بحثاً عن نظرتك البريئة، عن نفَس من أنفاس الحياة فيك،،، عن اللحظة المشرقة التي تعود فيها من ذاك العمق إلى ألعابك البسيطة.

انتظرنا أن تلبي دعوة الطفل الجزائري خليل للعب معه في أزقة بلعباس،،، انتظرنا أن تخرج من الجب لترى شساعة الحب في تلك الحشود التي توافدت من مدن عديدة لعلها تسهم في جهود انتشالك من وحدتك القاتلة،،، ولتسمع دعوات أمهات عديدات عبر ربوع هذا الوطن.

كل الأمهات توحدن في أمك، ريان.

وكل الأطفال في سنك باتوا يحملون ملامحك.

خمسة أيام وخمسة أعوام.

  ذاك كان قدرك.

ضقنا ذرعاً بالجرافات، فحفرنا بأيدينا العارية، وكدنا نفتت الصخر بأسناننا التي علاها الصدأ.

قدرُك ألا تعود إلى أحضان أمهاتك وآبائك وإخوانك، لكنّ قدرَك رسمَ لحظة إنسانية بامتياز، قلّما نشهد مثيلها.

كل القلوب ظلت معلقة بالجب يا يوسف، وجميعُها اليوم مكلومة.

هل كانت تبدو لك الكواكب ليلا في بئرك السحيق؟

هل كنت تسمع رجيف القلوب المعلقة في تلك الغَيابات؟

هل أحسست بأيدي العم علي الآتي من نبل جنوبه الشرقي وهي تحفر الأرض سعياً إليك؟

كانت لحظة إنسانية، وكنا عُصبة، لكنّ الله قدّر، وما شاء الله فعل.

وإذا كنا اليوم مكلومين بفَقد الطفل بعدما ظل لنحو مئة ساعة في وحدته القاتلة، فليس لهذا الثَّكْل أن يصرفنا عن الآبار العشوائية والمهجورة وغير الآمنة المنتشرة في مختلف المناطق.

يُردم منها ما يردم، ويُطمس ما يطمس، ويُؤمَّن ما يؤمَّن، وإنا لله وإنا إليه راجعون…