وفاة الكاتب والمفكر المصري المثير للجدل سيد محمد القمني عن سن يناهز 74 عاما

- Advertisement -

(فرح)

أكدت إيزيس القمني، نجلة المفكر الراحل أن والدها كان في حالة صحية جيدة قبل أن تباغثه وعكة مفاجئة أنهت حياته

توفي صباح يوم الأحد الماضي الكاتب والمفكر المصري المثير للجدل سيد محمد القمني عن سن يناهز 74 عاما، بعد مسيرة شهدت اتهامات له بانتقاده للإسلام.

وأكدت إيزيس القمني، نجلة المفكر الراحل أن والدها كان في حالة صحية جيدة قبل أن تباغثه وعكة مفاجئة أنهت حياته قبل نقله إلى المستشفى.

هذا وكان سيد القمني قد سجل قبل أيام قليلة من وفاته حلقة مع الإعلامي المصري إبراهيم عيسى كانت من المفترض أن تذاع يوم وفاته على شاشة قناة الحرة في برنامج “مُختلَف عليه” تحدث فيها عن كل ما تعرض له وواجهه من هجوم وتكفير خلال السنوات الفارطة.

ويعد القمني واحدا من الذين اثاروا الجدل في المجتمع المصري، حيث عرف بالكتابات والأفكار التي أثارت حفيظة ما يسمى بالتيار الإسلامي في العالم العربي، مما دفع مجموعة من  قيادات هذا التيار لوصفه بـ المرتد.

وسيد محمد القمني من مواليد 13 مارس 1947 بمدينة الواسطي في محافظة بني سويف في مصر، ولقب القمني نسبة إلى مسقط رأس العائلة، ونشأ القمني وترعرع في بيئة متدينة لأب أزهري يعمل بالتجارة.

بدأ اهتمامه بالفلسفة عند دراسته في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الفلسفة من جامعة عين شمس في عام 1969، وعمل مدرساً لمادة الفلسفة في المرحلة الثانوية لقنا في صعيد مصر، ومن ثم سافر للكويت للعمل، واستكمل مشواره العلمي للدراسات العليا في الجامعة اليسوعية في بيروت، درس خلالها العلوم الاجتماعية التي منحته الكثير من الجوائز، قدم الكثير من الأعمال الأكاديمية التي تخدم مجال التاريخ الإسلامي، تضاربت الآراء حول أفكاره ومعتقداته التي ظهرت من خلال كتاباته التي يرى البعض أنها معارضة للفكر الإسلامي السائد، صنف نفسه بأنه تابع للمعتزلة ونال هجوم كبير من المحيطين به لدرجة أنه تعرض لتهم الارتداد أو العمل لصالح دول خارجية ضد الدين الإسلامي.

وألف سيد القمني خلال مشواره العلمي عددا من الكتب والمؤلفات ناهزت 32 كتاب معظمها تناولت مرحلة حساسة في التاريخ الإسلامي، ونذكر من بينها  “أهل الدين والديمقراطية” و”الجماعات الإسلامية.. رؤية من الداخل”، و”الإسلاميات” و”قصة الخلق” و”الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية”، كما أصدر المفكر الراحل “صحوتنا لا بارك الله فيها” و”الأسطورة والتراث”، و”النبي إبراهيم والتاريخ المجهول” و”النسخ في الوحي” و”الحجاب وقمة الـ17″.

وفاز المفكر الراحل  بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، الأمر الذي لم يلق ترحاب الإسلاميين، فرفع الداعية الإسلامي يوسف البدري دعوى قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني، وشيخ الأزهر، معتبرًا أن الجائزة إهدار للمال العام، وأنها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي.

وخاض القمني معركة مع الأزهر بعد آرائه التي تناولها في كتابه الله، ما دفع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفي أول مهامه عقب توليه مشيخة الأزهر بتقديم مذكرة إلى القضاء الإداري بتفنيد آراء القمني، حيث طالبت المذكرة بمنع القمني من أي جوائز تكريم، كما طالبت بمنع تداول كتبه في أي مكتبة.

ويظل سيد محمد القمني – سواء اتفقنا أم اختلفنا معه – كاتبا كبيرا ومفكرا جريئا يطرح أراءه دون مواربة ولا لف ولا دوران.