(فرانس برس)
بعد انقطاع دام لعام كامل بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية القائمة في لبنان منذ أكتوبر 2019، وصعوبة التنظيم في ظل الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة انتشار الكوفيد القاتل، عاد مهرجان البستان الدولي في لبنان إلى إحياء نشاطه السنوي في دورته 28 يوم الأربعاء المنصرم 16 فبراير 2022 تحت عنوان “ريكونكت”، وتتواصل حتى 13 مارس القادم في بلدة بيت مري، الواقعة في قضاء المتن، شمال شرق بيروت.
وشاء منظمو المهرجان أن يكون إحياؤه في هذه السنة بمثابة مقاومة “بالفن والإبداع والفرح” للانهيار الذي تشهده لبنان، ومن هنا جاء عنوان هذه النسخة التي تُنظّم، بحسب نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود: “رغم الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة في لبنان”.
وقالت نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود خلال مؤتمر صحفي عقد في 27 يناير الماضي في “فندق البستان”، حيث تقام معظم أنشطة المهرجان، إن: “العودة لم تكن رغم الأزمة فحسب، بل لمقاومتها من خلال الموسيقى”. وأضافت: “سنعيد التواصل معكم بالثقافة والموسيقى التي تعزز الأمل بالحياة. نحن صامدون ونتفهم الوضع العام ونشعر مع الناس”.
وأكدت لحود في حديثها أن المهرجان: “يواجه هذا الانهيار الذي يتخبط به لبنان منذ 2019 بالموسيقى والفن والإبداع”. وتابعت: “نحن نقاوم ونستمر بإقامة المهرجان لأننا نرفض الاستسلام للقهر والإحباط، ونصر على الحياة”. بينما اعتبر المدير الفني للمهرجان جانلوكا مارتشانو أن إقامة المهرجان في ظل الظروف الصحية والاقتصادية الحرجة، هو بمثابة معجزة، في ظل انهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق في لبنان رجح البنك الدولي أن يكون من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850.
ويتضمن برنامج الدورة 28 من مهرجان البستان 13 عملا فنيا كلاسيكيا، أبطالها منشدو أوبرا وعازفون من مختلف أنحاء العالم، وطعّم المهرجان برنامجه بحفلتين شرقيتين.
ويفتتح المهرجان بحفلة أوبرالية تحييها السوبرانو اللبنانية الكندية جويس الخوري، ويرافقها مارتشانو على البيانو، ويختتم بحفلة “أوبرا فور بيس” مع أصوات شبابية من أيرلندا وجنوب أفريقيا وروسيا.
ومن أبرز ما في البرنامج حفلة للأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، تتولى قيادتها الفنزويلية الشابة غلاس ماركانو (27 عاماً)، وهي أول امراة ذات بشرة سوداء تقود أوركسترا فلهارمونية في فرنسا.
أيضاً، يتضمن البرنامج حفلات لمحبي موسيقى التانغو وعزف البيانو والكمان، فضلاً عن موعدين لهواة الموسيقى الشرقية، أولهما عرض بعنوان “يوم لم ينته”، يُترجم رسماً وعزفاً مشاعر لبنانيين عاشوا تجربة انفجار مرفأ بيروت، “معالجاً المأساة من خلال الفن”، بحسب لحود.
ويشتمل البرنامج أيضًا على حفلتين شرقيتين لكلٍ من علاء ميناوي وأميمة الخليل، حيث يقدّم الأول عرضًا يترجم مشاعر لبنانيين عايشوا انفجار مرفأ بيروت 4 غشت 2020، تحت عنوان “يوم لم ينته”. بينما تقدّم الثانية، برفقة عازف البيانو هاني سبليني والأوركسترا الوطنية الشرقية، أمسية موسيقية تحمل عنوان “رسائل”، ويتخللها عروض راقصة لفرقة تضم راقصين أصماء.http://علاء الميناوي
وتطل أميمة الخليل في حفلة عنوانها “رسايل”، يرافقها على البيانو هاني سبليني والأوركسترا الوطنية الشرقية، وتتخللها لوحات لفرقة تضم راقصين يعانون الصمم.