“تعزيز الذكورية الإيجابية” والمساواة بين الجنسين

- Advertisement -

في إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة، ناقشت أشغال مائدة مستديرة نظمتها منظومة الأمم المتحدة الإنمائية في المغرب، اليوم الاثنين بالرباط، سبل “تعزيز الذكورية الإيجابية لتسريع تحقيق المساواة بين الجنسين“.


ويروم اللقاء، المنظم بشراكة مع المؤسسة الدبلوماسية، تقديم مختلف المبادرات المنجزة في المغرب، لاسيما من قبل المجتمع المدني، من أجل تعزيز “الذكورية الإيجابية”، وتبادل التجارب والممارسات الفضلى في مجال انخراط الرجال والفتيان في تعزيز المساواة بين الجنسين.
يتعلق الأمر، كذلك، بالتذكير بدور الرجال والفتيان في تحقيق هذا الهدف وأهمية كسر الصور النمطية التي تربط مفهوم الذكورية بالعنف وباقي أنماط السلوك التي تشكل عائقا كبيرا أمام بناء مجتمع مدمج ومستدام، حيث ينعم الأفراد بالحقوق والفرص ذاتها.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، مختلف الاستراتيجيات والمبادرات التي أنجزها القطاع الوصي بغية النهوض بحقوق النساء ومناهضة العنف، خاصة استراتيجية القطب الاجتماعي 2021-2026 والمفهوم الجديد للخدمات الاجتماعية “جسر” بمثابة آلية للتجديد الاجتماعي الأخضر والمبتكر، متطرقة إلى الاتفاقات الـ44 المبرمة مع المجتمع المدني ومختلف الفاعلين العموميين والخواص في سياق تمكين النساء وتحقيق المساواة.
وفي معرض الحديث عن زواج القاصرات، لم يفت الوزيرة التذكير بأن الوزارة ما فتئت تضاعف البرامج والمبادرات لمعالجة الظاهرة.
وأكدت السيدة حيار، في تصريح للصحافة على هامش اللقاء، أن الرجل يجب أن يضطلع بدور إيجابي وينخرط بشكل أكبر في تكريس المساواة، داعية إلى “تغيير فوري في العقليات”.
من جهته، أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن الوزارة تعمل بتنسيق مع المجتمع المدني العامل في مجال مكافحة أشكال العنف ضد النساء.
وقال السيد بنسعيد “يتعين علينا العمل بشكل مسبق على تحقيق وعي الرجال بالحاجة للتقدم سويا، رجالا ونساء، على قدم المساواة”، مسجلا الحاجة إلى بذل مجهود موجه، من أجل التوعية والتربية المخصصة للرجال والفتيان.
من جانبه، قال رئيس المؤسسة الدبلوماسية، عبد العاطي حابك، إن المغرب حقق إنجازات في مجال المساواة بين الجنسين، مسجلا أن “الطريق نحو المساواة ما زال طويلا”، وموسوما “بنوع من الحيف” إزاء النساء، خاصة في الولوج إلى المناصب العليا للمسؤولية.
بدورها، لاحظت المنسقة المقيمة لمنظومة الأمم المتحدة الإنمائية في المغرب، سيلفيا لوبيز-إيكرا، أن “الطريق مازال طويلا” من أجل بلوغ هدف المساواة في الحقوق والواجبات.
وأعربت المسؤولة الأممية عن استعدادها مواكبة الحكومة المغربية في المبادرات الرامية إلى النهوض بحقوق النساء وتحقيق المساواة، داعية أيضا إلى العمل على إحداث تغيير في العقليات وتعبئة كافة الفاعلين من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة وتشجيع الرجال على الانخراط بشكل أكبر في هذا الإطار.
تناول برنامج هذه المائدة المستديرة العديد من المواضيع التي ناقشها باحثون وفاعلون جمعويون، انكبوا أساسا على انخراط الرجال والفتيان في النهوض بالمساواة بين الجنسين، من خلال تقديم نظرة نقدية على أسباب وعواقب “الذكورية السامة”، ورهان تعبئة الشباب والرجال بشأن هذه القضايا.
وشاركت في هذه المائدة المستديرة، على الخصوص، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، والنساء السفيرات بالمملكة، ومسؤولون رسميون ودبلوماسيون أجانب.