أكدت سفيرة المغرب بالشيلي، السيدة كنزة الغالي أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عرف كيف يحقق المنجزات ويصنع النجاحات على كافة الأصعدة والمجالات.
وقالت السيدة الغالي في كلمة لها ألقتها أمس الأربعاء بجامعة برناردو هوجينز، خلال ندوة تحت عنوان “مغرب القرن الحادي والعشرين، رؤية، إنجازات، وتطلعات”، إن المملكة تمكنت من ترسيخ دولة الحق والقانون من خلال المجلس الوطني لحقوق الإنسان وإصلاح مدونة الأسرة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وهيئة الإنصاف والمصالحة، والنموذج التنمية الجديد.
واعتبرت أن المساواة بين الجنسين تحتل مركز الصدارة في بناء الحداثة وترسيخ دولة القانون، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام نابع من إرادة سياسية حازمة وملتزمة، اتخذت زخما جديدا بفضل جلالة الملك ودينامية المجتمع المدني المغربي الذي يكرس مبدأ المساواة.
وفي المجال الديني، أبرزت السيدة الغالي أن تعيين النساء في مجالس العلماء سنة 2004 واعتماد المرشدات الدينيات بالمساجد في 2006 يعد محطة هامة ضمن عملية إعادة تنظيم الحقل الديني وتحديثه بما يعزز الإسلام المعتدل، مشيرة إلى أن المرشدات يلعبن دور الدعم والإرشاد والتوعية الدينية، مما يساهم في مكافحة الغلو والتطرف.
وتوقفت سفيرة المغرب عند دستور 2011 الذي دشن لمرحلة مهمة من التطور المستمر للنظام السياسي المغربي، الذي عرف ستة دساتير عبر تاريخه الحديث في أعوام 1962 و 1970 و 1972 و 1992 و 1996.
ومن بين المنجزات الاجتماعية توقفت سفيرة المملكة عند مشروع تعميم الحماية الاجتماعية الذي يشكل ثورة اجتماعية حقيقية، لأنه ستكون له آثار مباشرة وملموسة في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، والحفاظ على كرامة جميع المغاربة، وتحصين الفئات الهشة، لا سيما في سياق التقلبات الاقتصادية والمخاطر الصحية التي يعرفها العالم حاليا.
كما شكل النموذج التنموي الجديد أحد المحاور التي أبرزتها ضمن كلمتها في هذه الندوة، معتبرة أن هذا النموذج يمثل رؤية مستقبلية لمغرب الغد مبني على تاريخ عريق وهوية وطنية غنية بتنوع روافدها وقيمها الدينية القائمة على مبادئ الانفتاح والاعتدال والحوار. كما ترتكز هذه الرؤية على قوة وعراقة الروابط التي تجمع العرش والشعب، والتي كانت أساس التحولات الكبرى التي ميزت مسار التنمية للمغرب عبر تاريخه.
أما في المجال الاقتصادي، تضيف السيدة الغالي، فقد تحققت مشاريع هيكلية كبرى بوأت المغرب الريادة إقليميا وقاريا على مستوى البنيات التحتية الطرقية، والسياحة والموانئ والمطارات والصحة والنقل السككي (القطار فائق السرعة)، والطرق السريعة، وتحسين جودة النقل الحضري.
وخلصت السيدة الغالي في مداخلتها إلى أن المغرب، الضاربة جذوره في التاريخ، كان على الدوام أرض الانفتاح والتفاهم وبلدا يحرص في المقام الأول على الدعوة إلى تغليب كفة الحوار للتوصل إلى حلول للنزاعات.