ملاك بورعدة
تأهلت ملاك بورعدة إلى بطولة أمريكا المفتوحة للغولف، لتكون أول مغربية تخوض هذه البطولة المرموقة، متوجة بذلك مسيرة حافلة من العمل والمثابرة، جعلتها أمل رياضة الغولف في المغرب، حيث ستواجه أفضل لاعبات العالم في هذه البطولة الكبرى التي ستجري أطوارها ما بين 2 و5 يونيو المقبل في مسالك الغولف ساوثرن باينز بولاية نورث كارولينا.
وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء حول مسيرتها الرياضية، أوضحت ملاك أنها تدين باكتشافها لرياضة الغولف لوالديها اللذين كانا من عشاق الرياضة وذلك حتى قبل ولادتها.
تقول ملاك ذات الواحد وعشرين ربيعاً: “كانت لوالديَّ ميولات رياضية مختلفة، فوالدي كان يمارس كرة المضرب وكرة القدم، بينما كانت والدتي شغوفة بالكرة اللينة (سوفتبول) وكرة السلة، لكنهما قررا اكتشاف رياضة جديدة، فوقع اختيارهما على الغولف“.
وتضيف ملاك: “كنتُ أرافقهما، بشكل مستمر، إلى مسالك الغولف. وفي أحد الأيام، ضرب والدي كرة إضافية معتقدا أنني لم أنتبه إلى ذلك، لكن المفاجأة كانت كبيرة، حيث ركضت على العشب الأخضر، والتقطت الكرة ووضعتها في الحفرة“.
وأكدت الرياضية الشابة، التي حصلت مؤخرا على الإجازة من جامعة كولورادو، التي عادت إليها لنيل شهادة الماستر في التواصل المقاولاتي، أنها لا تتذكر ذلك اليوم بطبيعة الحال، “لكن والدي حدثني كثيرا عن تلك اللحظات إلى حد أنني بِتُّ أستطيع تخيل ما جرى“.
وبخصوص قرارها الانخراط كليا لممارسة لعبة الغولف، قالت ملاك، التي تعشق أيضا التصوير الفوتوغرافي والسفر والكتابة، إن “هذه الرياضة شكلت دوما جزء لا يتجزأ من حياتي“.
وأضافت: “لقد ترعرعت وأنا أمارس العديد من الأنشطة الرياضية، غير أني وجد ظالتي في رياضة الغولف، فقررت بعدها، تكريس مساري بالكامل لهذه الرياضة”، مضيفة “بدأتُ في الثالثة من عمري، ومنذئذ لم يخطر ببالي التراجع عن هذا المسار“.
وردا على سؤال عن مصدر إلهامها، قالت المغربية الأمريكية إنها تدين بذلك كثيرا لوالدتها الراحلة، التي فقدتها بشكل مأساوي خلال طفولتها.
وقالت: “فقدتُ والدتي عندما كنت في العاشرة من عمري. لقد كانت امرأة مناضلة، ومازالت قوتها، حتى اليوم، تشكل مصدر إلهام بالنسبة لي وحافزا يدفعني للمضي قدما“.
وبخصوص مكانة المغرب في حياتها كلاعبة للغولف في الولايات المتحدة، أعربت ملاك عن اعتزازها “الكبير بحمل لواء بلدي، لاسيما عندما يتعلق الأمر ببطولة مرموقة“.
وعبرت عن حماسها الكبير “لفرصة تمثيل المغرب، وآملُ أن أكون مصدر إلهام للجيل الصاعد من لاعبي الغولف“.
وفي ما يتعلق بحافزها، قالت ملاك إنها تؤمن إيمانا راسخا بقدرتها على تحقيق الأهداف التي سطرتها، مضيفة “أثق في مهاراتي، وهي أحد مصادر تحفيزي“.
وأضافت أن “لحظات الضعف التي تنتابني أحيانا عندما أتعرض للإصابة هي التي تحفزني ليس للمضي قدما فقط، وإنما لتجنب أخطاء الماضي“.
وتابعت الرياضية، التي تتمتع بمعنويات عالية والتي تحظى بدعم متواصل من والدها زكرياء، داخل وخارج الملاعب، وخاصة خلال المسابقات، “ستكون هناك دائما لحظات صعبة، لكن بفضل الروح الإيجابية، يمكننا قهر الصعاب“.
وفي ما يتعلق بموضوع المساواة في الأجور في عالم الرياضة والذي يتصدر اهتمامات الصحف حاليا في الولايات المتحدة، قالت الرياضية المغربية الأمريكية إن الأمر يكتسي أهمية بالغة بالنسبة لها.
وأضافت “أنا مسرورة كثيرا بنجاح لاعبات كرة القدم الأمريكيات في معركتهن الطويلة من أجل تحقيق المساواة في الأجور في الرياضة“.
وأكدت “أنه تم الإعلان مؤخرا أن البطولات النسائية الكبرى ستشهد بدورها زيادة في الاعتمادات المالية المخصصة للتظاهرات الرياضية المستقبلية، بدء من بطولة الولايات المتحدة المفتوحة لهذا العام“.
وفي هذا الصدد، أعربت عن سعادتها بالتقدم المحرز في هذا المجال، معربة عن الأمل في أن تستمر هذه الإصلاحات لتشمل جميع التظاهرات الرياضية وليس البطولات الكبرى فقط.
وفي معرض تطرقها للشخصيات الرياضية التي تلهمها، عبرت ملاك عن إعجابها بالرياضيين الذين يبرهنون عن تصميم وإصرار كبيرين، مشيرة، في هذا السياق، إلى تايغر وودز ونيللي كوردا في لعبة الغولف.
وبصرف النظر عن رياضة الغولف قالت ملاك إن من بين الرياضيين الذي يلهمونها كيليان مبابي وأشرف حكيمي وسيرينا ويليامز.