انطلقت بالدار البيضاء فعاليات المنتدى الإفريقي الأول للمسرح الاجتماعي تحت شعار “المسرح والمجتمع”، الرامي إلى خلق فضاء لتبادل الخبرات بين مختلف المنظمات الإفريقية التي تستخدم المسرح كأداة للتنمية الاجتماعية.
وتندرج هذه الدورة الأولى من المنتدى الذي تتواصل فعالياته على مدى خمسة أيام (من 30 يونيو إلى 4 يوليوز)، في إطار مشروع “المنتدى الإفريقي للمسرح الاجتماعي” الذي تم إطلاقه سنة 2017 في المغرب من خلال ملتقى ضم ممثلين لستة دول من شمال إفريقيا وغربها.
ويروم المنتدى الذي تنظمه “جمعية كورارة للفنون والثقافات” من المغرب، بشراكة مع جمعية الفنانون الناشطون (ليزارتيفيست) من تونس، والمدينة للفنون من مصر، ومؤسسات أخرى في السنغال وموريتانيا وبوركينافاسو، إلى خلق شبكة فنية متضامنة تعمل على نشر المسرح الاجتماعي كأداة للتعبير في الفضاء العام وتنمية المهارات الفنية وتشجيع التشبيك والتبادل الثقافي والفني على الصعيد القاري.
وفي هذا السياق، أبرز حسني المخلص المدير الفني لمشروع المنتدى الإفريقي للمسرح الاجتماعي، والمدير الفني لجمعية كورارة للفنون والثقافات، أن “المنتدى يأتي نتيجة مجموعة من اللقاءات الثنائية بين المغرب والسنغال، والمغرب وتونس، والمغرب ومصر، التي جعلتنا نفكر في طريقة لتجميع مختلف التجارب في هذه البلدان من خلال مشروع موحد بدل الاشتغال الأحادي الجانب”.
وأوضح السيد المخلص في تصريح لقناة M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المنتدى يكمل سلسلة اللقاءات الإقليمية التي عقدت في تونس العاصمة والإسكندرية بمصر، الرامية لخلق مساحة لتبادل الخبرات بين مختلف المنظمات الإفريقية التي تستخدم المسرح كأداة للتنمية الاجتماعية.
وأشار إلى أن هذا اللقاء يهتم بثلاثة محاور أساسية تتعلق بالبحث العلمي والأكاديمي للمسرح الاجتماعي، والنشر وتكوين الشباب على هذا النوع المسرحي، والإبداع الجماعي عبر تقديم عروض مسرحية عبارة عن إقامة فنية بين ثلاث دول وهي المغرب وتونس ومصر.
وأبرز السيد المخلص أن المنتدى يسعى بالأساس إلى خلق إطار تنظيمي، على شكل فيدرالية للمسرح الاجتماعي الإفريقي، لتوحيد الجهود للاستثمار في المسرح الاجتماعي وتنميته.
من جانبه، أبرز محمدو ديول، المدير الفني لمهرجان كادو ياراخ لمسرح المنتدى بالسنغال، أنه أصبح من الضروري تأسيس فيدرالية للمسرح الاجتماعي على المستوى الإفريقي، بما من شأنه خلق فضاء للنقاش والتبادل حول تجربة المسرح الاجتماعي في كل دولة، في أفق تثمين وتطوير هذا النوع المسرحي في إفريقيا.
واعتبر السيد ديول في تصريح مماثل، أن المسرح الاجتماعي يعد النوع المسرحي الأكثر استعمالا في إفريقيا، مسجلا أن إفريقيا تتوفر على طاقات شابة مهمة وأعمال كثيرة في مجال المسرح الاجتماعي، وجب العمل على تطويرها وتوثيقها.
وأشار في هذا السياق، إلى أن من شأن خلق فدرالية إفريقية للمسرح الاجتماعي، تثمين المسرح الاجتماعي وتطويره، بالإضافة إلى تشجيع الطاقات الشابة في المجال.
وتتضمن هذه الدورة تنظيم لقاءات وموائد مستديرة تجمع المهتمين بالمسرح الاجتماعي، بالإضافة إلى ورشات تدريبية حول مواضيع “التدخل العاجل باستعمال مسرح المنتدى”، من تأطير المخرج المسرحي التونسي أيوب الجوادي، و”التصنيع الحرفي للممثل” من تأطير المسرحي محمدو ديول من السنغال، و”سيكولوجية الممثل”، من تأطير المسرحي الموريتاني أمادو كاكو.
كما يشمل برنامج المنتدى تقديم مجموعة من العروض المسرحية منها “احتراق” “وحكاية النيوفة” للمخرج حسني المخلص، الأولى كنتاج للإقامة الفنية في إطار المشروع والثانية من إنتاج “فرقة مسرح المحكور”، و”طار الفريخ” للمخرج سامي سعد الله من إنتاج “فرقة الدمليج”.
الدورة الأولى من المنتدى الإفريقي للمسرح الاجتماعي بالدار البيضاء
- Advertisement -