تأسس المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة في عام 1972، بهدف تدريب اطر عليا في مجالات الفندقة والمطعمة والسياحة، قادرين على تصميم وتنظيم وتنشيط وتسويق الخدمات السياحية.
ومنذ إنشائه، كان المعهد العالي الدولي للسياحة بطنجة في قلب عملية تطوير المهارات المخصصة لقطاع السياحة في المغرب، ولكن سرعان ما طلبت بعض الدول الشقيقة حجز أماكن تعليمية لها وبالتالي المساهمة في تطوير قطاعها السياحي.
بفضل هذا البعد الدولي، تم تكليف المعهد بمهمة جديدة، وهي ليس فقط أن تكون أداة في خدمة تنمية الموارد البشرية الوطنية، ولكن أيضًا رافعة إقليمية ودولية.
يواصل المعهد تطوير عروضه التدريبية لتلبية توقعات مشغلي السياحة. فلمواجهة التغييرات التي طرأت على سوق الشغل خاصة في ظل جائحة كوفيد، يستعد هذا الأخير لإنشاء تكوينين جديدين: “الإرشاد السياحي والمسارات السياحية” و”السياحة الرقمية”.
قامت مجلة فرح بإجراء هذا الحوار مع مدير المعهد، الأستاذ عدنان أفقير.
فرح: كيف ترى تأثير كوفيد على المجال السياحي بصفة عامة؟
عدنان أفقير: أثر كوفيد بشكل كبير على القطاع، هناك مجموعة كبيرة من الأشخاص الأكفاء الذين غادروا القطاع بصفة نهائية. في يومنا هذا، يمكن للإجراءات والوسائل التي تضعها الدولة أن تسمح للمهنيين بالتغلب على هذه الأزمة. سيتعين علينا مضاعفة الجهود لدعم احتياجات المهنيين لأن الطلب بدأ في الارتفاع وبدأ القطاع يتنفس.
فرح :l’ISITT هو المعهد العالي الوحيد الذي يقوم بتكوين أطر في المجال السياحي في إفريقيا، لماذا؟ في نظرك؟
عدنان أفقير: الوحيد في المغرب وليس في افريقيا. يوجد اليوم جامعات خاصة مثل الجامعة الدولية للدار البيضاء، ويجب ألا ننسى أنه حتى الجامعة تقدم تكوينات في السياحة. ويمثل المعهد اليوم نحو خمسين بالمئة من عرض التكوين في القطاع. كما يجب أن أشير الى نقطة مهمة، ألا وهي أنه من الضروري أن يعمل المعهد مع المؤسسات الأخرى و وزارة السياحة على استراتيجية وطنية لتوفير التدريب العالي في المغرب، وذلك لتجنب ازدواجية العمل.
فرح: ما مدى ملاءمة التكوين الذي يقدمه المعهد والتغييرات التي طرأت على سوق الشغل، خاصة بعد الجائحة؟
عدنان أفقير: ليست الجائحة التي غيّرت سوق الشغل، بل أدت إلى تسريع وتيرته فحسب. إذ تعتبر الرقمنة العنصر الرئيسي في تحول المهن المتعلقة بالسياحة. وفي ظل هذا التحول، أطلقنا تكويناً جديداً في سلك الماستر بعنوان “السياحة الرقمية”. كما قمنا بمراجعة برنامج السلك العالي حيث تم إدخال “الرقمنة” في التعليم. وتعمل فرق المعهد حالياً على مراجعة برنامج السلك العادي، لأنه في غضون 10 سنوات ستختفي خمسون بالمئة من الوظائف الحالية في القطاع.
فرح : لماذا لم يتم إدماج سلك الدكتوراه حتى الآن، علما أنه كان من المفترض إطلاقه في عام 2011؟
عدنان أفقير: لأن المعهد عرف خلال السنوات الأخيرة تقاعد عدد كبير جدا من الأساتذة الباحثين، وبالتالي لم يكن هناك عدد كافٍ من الأساتذة لفتح سلك الدكتوراه. لحسن الحظ، وبفضل جهود وزارة السياحة، تمكنا من توظيف 10 أساتذة باحثين للسنة القادمة وخلال هذا العام من المخطط أيضًا تعيين 10 مدرسين آخرين مما سيمكننا من إنشاء مركز دراسات الدكتوراه.