في السادس من شهر يونيو الفارط انطلقت عملية “مرحبا 2022“، من ميناء طنجة المتوسط، في ظروف جيدة، شهدت إنشاء نظام خاص لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج، الذين سيقضون إجازتهم الصيفية في المغرب.
وتعرف فترة الصيف أكبر عملية عبور في العالم. حيث إن عملية العبور هاته لا تقتصر على المغاربة المقيمين في الخارج فقط، بل تهم أيضا عددا مهما من السياح الأجانب ممن اختاروا عبور مضيق جبل طارق أو الإبحار عبر البحر الأبيض المتوسط من أجل قضاء عطلتهم الصيفية في المغرب.
جهة طنجة تطوان الحسيمة، جهة تتميز بتوفرها على ميناء طنجة المتوسط. وميناء طنجة المتوسط هو البوابة الأولى للمغاربة من جميع أنحاء العالم إلى المملكة، إذ إن أكثر من 1.5 مليون مسافر يمرون عبر هذا الميناء خلال الصيف، وهو ما يمثل قرابة 50 ٪ من حركة الركاب بين البلدين.
ومن أجل إنجاح عملية العبور وجعلها سلسة وممتعة، تم تعزيز الأسطول البحري المنتشر للروابط البحرية بين ميناء طنجة المتوسط والموانئ الأوروبية، ليبلغ طاقة النقل اليومية أربعين ألف راكب و عشرة آلاف مركبة خلال أيام الازدحام الشديد، وفق اختصاصات مديرية البحرية التجارية. وتمت تعبئة سفن العبّارات التي تبلغ طاقتها الأسبوعية 20000 راكب و 7000 سيارة لضمان العبور لمسافات طويلة إلى إسبانيا (ميناء برشلونة) وإيطاليا (ميناء جنوة) وفرنسا (موانئ مرسيليا وسيت).
ومن بين الشركات البحرية التي عرفت حضورا وتواجدا متميزا نجد شركة “غراندي نافي فيلوتشي” GNV وهي شركة للملاحة التجارية الإيطالية.
ولقد وضعت GNV في إطار عملية “مرحبا 2022” برنامجا غنيا بالربط البحري اليومي، حيث إن سفنها التي تحمل شعار GNV ستعبر البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف وتربط الموانئ الأوروبية الرئيسية مع الموانئ المغربية “طنجة المتوسط والناضور” بخمس سفن مخصصة. وبالتالي، سيتم تعزيز الروابط بين جونة- طنجة ، سيت – طنجة ، سيت – الناظور ، برشلونة -طنجة وبرشلونة-الناظور بإدخال سفينة خامسة تخدم الخطوط المغربية برحلتين أو ثلاث رحلات في الأسبوع.
ومن المستجدات الأخرى لهذه السنة، أن GNV باتت تهدف إلى تسهيل عودة الجالية إلى المغرب من جنوب إيطاليا، عبر تقديم رحلتين ذهابًا وإيابًا من / إلى تشيفيتافيكيا (روما) إلى ميناء طنجة المتوسط (Tanger med).
وللحديث بدقة عن شركة GNV الملاحية، أجرت مجلتنا فرح حوارا مع كارول مونتارسولو مديرة العمليات لمنطقة المغرب العربي، والمسؤولة عن التسويق في شركة GNV.
[videopack id=”14427″]https://www.magfarah.com/wp-content/uploads/2022/07/9700.m4v[/videopack]
مجلة فرح : شهد عام 2008 تدشين أولى الروابط لشركة GNV مع المغرب على خط جنوة – برشلونة – طنجة ، لماذا اخترتم المغرب في هذا العام بالتحديد؟
كارول مونتارسولو : GNV هي شركة ملاحية نشأت في إيطاليا، وطورت في البداية اتصالات بعيدة المدى في السوق الوطنية الايطالية. وهذا ما أتاح لها اكتساب خبرة قوية مكنتها عام 2008 من تكريس نفسها لتطوير الأسواق الخارجية.
مجلة فرح :ماذا يمثل السوق المغربي بالنسبة لشركتكم من حيث المسافرين والعملاء المستهدفين؟ وما الذي يميزكم عن الشركات الملاحية الأخرى وما هي الإستراتيجية التي تنوون نشرها لمواكبة أضرار وقف العبور الذي فرضته جائحة كوفيد 19؟
كارول مونتارسولو : اليوم GNV تنقل كل سنة ما يقارب (400) ألف مسافر بين العائلات المغربية المقيمة بالخارج والسياح والتجار. أعتقد أنه يمكن تلخيص قوة GNV في هذه الخبرة، وفي رغبتها في التعامل يومًيا مع الاحتياجات المحددة لكل هدف من أهدافها.
بجانب ذلك ، GNV هي الشركة التي تمتلك القوارب الأنسب لخطوط المسافات الطويلة مع عدد كبير من المقصورات ومساحة كبيرة لركن السيارات، كما أن لها استراتيجية خاصة في بيع التذاكر التي يتم بيعها عادة داخل الميناء فقط، ولكن مع GNV يمكن للمسافرين حجز تذاكرهم مسبقًا عبر الشبكات الرقمية وفضاءات البيع في جميع الأراضي الأوروبية والمغربية ، حيث إننا نعطي رسوم جمركية مميزة للمسافرين الذين يحجزون مسبقا، ونمنحهم إمكانية دفع وديعة بنسبة 10 ٪ وتسوية الباقي قبل شهر واحد فقط من المغادرة.
أما بخصوص التوقف الذي تسبب فيه فيروس كوفيد -19 ، أعتقد أنه تسبب في أضرار لا يمكن تعويضها سواء بالنسبة للركاب الذين لم يتمكنوا من السفر لمدة عامين، أو من الشركة التي عانت من خسائر فادحة. ومع ذلك ، فإننا ملتزمون بمواصلة الاستثمار وتنمية مشارعنا في المغرب.
: مجلة فرح : ما هو المعيار الذي يُأخذ بعين الاعتبار من أجل إنشاء الخطوط الملاحية: بين المغرب والموانئ الأوروبية؟
كارول مونتارسولو : المعيار الذي لدينا هو بلا شك استدامة الخدمة المقدمة للركاب ولمالك السفينة وللشركة نفسها. نحن بحاجة إلى تدفقات ركاب ثابتة ومتواصلة، وسفننا تتكيف مع الطرق التي نريد تشغيلها.
مجلة فرح : في الوقت الحالي، يتم ربط أوروبا عبر ميناءين مغربيين، وذلك من خلال رحلات بحرية منتظمة. هل تعتقدين أن موانئ أخرى، لا سيما في جنوب المغرب مثل أكادير أو الداخلة، يمكن أن يكون لها مستقبلا خطوط منتظمة إلى موانئ في أوروبا؟
كارول مونتارسولو : نعمل حاليًا بخمسة قوارب في المغرب، لكننا نعتقد أن الظروف جد متاحة للمزيد من التطوير في الخطوط الجديدة، ولهذا الغرض نحن في حوار دائم مع السلطات المغربية المعنية.
مجلة فرح : كيف يمكن أن تساهم GNV في تنمية المغرب كوجهة سياحية؟
كارول مونتارسولو : تدير شركتنا الملاحيةGNV شبكة واسعة من الاتصالات على مدار العام عبر شبكة واسعة من الموزعين في جميع أنحاء أوروبا ويمكننا الاستفادة من هاته الشبكة من أجل تطوير وتسويق الوجهة السياحة للمغرب. زيادة على ذلك، فإن GNV هي جزء من المجموعة التي تشتغل في سوق الرحلات البحرية ويمكنها في المستقبل أن تدمج المغرب في وجهاتها MSC السياحية، إذا سمحت بذلك الظروف.