عربية بنت الناس

- Advertisement -

عربية بنت الناس

 

تطرح الرواية موضوع الزواج المبكر في المجتمعات العربية التقليدية وتتتبع آثاره المستقبلية على حيوات الفتيات القاصرات والأسرة والمجتمع بشكل عام بين ثقافة ذكورية مهيمنة وثقافة نسوية خاضعة، يتم فيها تقاسم الأدوار على أساس التراتبية اللامتكافئة، يبحث صخر عرب عن حق المرأة في اختيار الشريك، الذي تصادره الأسرة في معظم الحالات.

فيُرهف ذائقة القارئ بقراءة معاناة خاصة يروي فيها قصة عربية الفتاة التي انتقلت من الطفولة إلى الشيخوخة دفعة واحدة عربية التي لم تعش صباها وشبابها وأمومتها، ولا أنوثتها يوماً، ماعدا لحظات قصيرة تشبه الإثم حياة والخطيئة، وليس في اليقظة وإنما في الحلم، أو الخيال.

عربية بنت الناس

زوّجت طفلة وأنجبت عربية ستة أولاد، دفنت عمرها عند زوج يكبرها بسنوات، ولم يترك لها سوى الألم والعذاب والخوف من الناس؛ لتنتهي حياتها وكأنها لم تكن يوماً تجري أحداث الرواية في سياق تاريخي – اجتماعي يبدأ في أواخر خمسينيات القرن العشرين ويمتد إلى نهاية التسعينيات ويمتد مكانياً بين لبنان والكويت والعراق، حيث تحضر في الرواية بداية انقسامات لبنان بين من انحاز للوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة، وبين من انحاز إلى حلف بغداد، وما بينهما من حراك سياسي تحضر فيه صراعات أحزاب القوميين العرب والبعثيين والشيوعيين وغيرهم من مناصري ملوك ورؤساء من خارج حدود لبنان.

كما تحضر في الرواية أحداث الغزو العراقي للكويت في تسعينيات القرن العشرين، مما يعني أن النص الروائي هنا، يقدم وعياً للحظة التاريخية.

وفي إطار اجتماعي خاص، يلامس لحظة فشل وانهزام أحلام الناس تجاه الواقع، والذي جسدته شخصيات هذه الرواية، في تكوينها العقدي، وفي سلوكياتها، ومواقفها، وطريقة فهمها وتفسيرها لما يجري.

وهذا التوجه ربما يجعل من مقاربة هذه الرواية من الناحية الأيديولوجية عملاً مشروعاً للقارئ؛ أما بالنسبة للكاتب فإن رواية عربية بنت الناس تأتي بوصفها مشروعاً أدبياً وثقافياً لا ينفصل – بالضرورة – عن السياسي والاجتماعي؛ مما يؤكد أن الإبداع تجاوز خلّاق مستمر، لا يستقر على حال، ولن ينتهي قبل أن يُحقق مقاصده المشروعة