اليوم العالمي للزهايمر

- Advertisement -

اليوم العالمي للزهايمر

يرتبط مرض الزهايمر في غالب الأحيان بالأشخاص المسنين، ويتسبب لهم في فقدان الذاكرة بشكل تدريجي، حيث يؤدي إلى ضمور في خلايا المخ ينتج عنه تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، والذي يؤذي المهارات العقلية والاجتماعية؛ مما يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية ويزداد تدهورًا بمرور الوقت.

ويحتفي العالم اليوم الأربعاء، باليوم العالمي لمرض الزهايمر، الذي يصادف يوم 21 شتنبر من كل عام، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى زيادة الوعي الطبي حول هذا المرض في العالم، وإلى تطوير الخدمات المقدمة في جميع مراحل المرض، وتقليل خطر الإصابة من خلال تغيير نمط الحياة، واتباع أسلوب صحي مناسب، فضلا عن مساعدة هؤلاء المرضى على العيش والتكيف بشكل جيد مع الخرف، سيما أولائك المحيطين بمريض الزهايمر. اليوم العالمي للزهايمر

في هذا الحوار المفيد الذي أجرته وكالة المغرب العربي للأنباء، يجيب الطبيب والمحلل النفساني، جواد مبروكي، عن ثلاثة أسئلة حول الاعتقادات الخاطئة السائدة في المجتمع عن هذا المرض، والمقاربة العلاجية المعتمدة للتخفيف من أعراضه، موجها مجموعة من النصائح لأسر المرضى للتعامل معهم على نحو أفضل يقيهم تطور أعراض المرض.

1– كيف يمكن رفع الوعي داخل المجتمع بشأن أهمية التشخيص المبكر لمرض الزهايمر؟ 

أولا يجب أن نميز بين أمراض الشيخوخة أو الخرف عند المسن وبين الاكتئاب والزهايمر، لأن الأعراض تتشابه سواء كانت في بداية الزهايمر أو بداية الاكتئاب أو الخرف. وتتشابه أعراض الاكتئاب عند الإنسان المسن مع أعراض الخرف أو الزهايمر؛ ومن بينها أعراض الذاكرة، إذ ينسى الإنسان كثيرا، كما نلاحظ لديه نقصان الحركة، إلى جانب نقصان تعابيير الوجه الذي يبدو كما لو أنه صار مُشمّعا بدون أي حركة أو تعبير، كما ينقص التركيز، إذ يصير التعبير الشفوي عند المسن قليلا.

كما يقل لديه الاهتمام بالحياة العائلية أو اليومية أو حتى بذاته، ويحصل لديه اضطراب في النوم وفي السلوك، ويمكنه أحيانا البكاء بدون سبب، كما تنقص لديه الرغبة في الأكل، وهذه أهم الأعراض التي يلاحظها المحيط عند الشخص المسن سواء كان رجلا أو امرأة  والتي تتطور مع الوقت، وهنا لا بد من الاستشارة الطبية لنعرف أي نوع من المرض أصيب به المسن، هل هو بداية الخرف أو الاكتئاب أو الزهايمر.

فإذا تم تشخيص مرض الزهايمر بشكل مبكر بعد ملاحظة اضطراب في الذاكرة أو السلوك أو المزاج، لا يجب الاستهانة بذلك واعتباره عاديا، بل يجب طلب الاستشارة لدى الطبيب المختص لوضع برنامج خاص بمرافقة المريض.

وتكون أعراض الزهايمر قابلة للتطور، وأبرزها أن المريض قد تتغير عاداته الخاصة؛ فقد يعدل عن روتينه اليومي كاحتساء قهوة أو الاستحمام، وقد يحصل أن ينعدم اهتمامه بالمحيط، إلى جانب نقص اهتمامه بالمطالعة أو مشاهدة التلفاز دون تركيز ومن دون التفاعل أو تقديم أي رأي.

2-  ما النصائح التي يمكن تقديمها لأسر ومرافقي المصابين بمرض الزهايمر؟

مرحلة التشخيص تليها مرحلة المرافقة التي تضطلع بها العائلة من أجل تعطيل تطور مرض الزهايمر، عن طريق بروتوكولات يجب احترامها. فمثلا يجب وضع ساعة كبيرة في المنزل تمكن الشخص المسن والمصاب بالزهايمر من معرفة الوقت، ووضع جدولة زمنية يتم تعليقها حتى يتمكن من ضبط تاريخ اليوم والشهر، لتجنب سؤاله عن التاريخ والساعة.

ولا يجب طرح أسئلة محرجة من قبيل “هل تتذكر اسم هذا الشخص؟”، لأن الشخص المصاب يكون واعيا بأنه يفقد قواه العقلية، وبدلا من ذلك يمكن القول مثلا “انتبه فلان وصل”، وذلك لمساعدة المريض على التذكر.

وبخصوص السفر، يجب تفادي تنقل الشخص المريض إلى مكان آخر غير الذي اعتاد عليه، لأنه يلزمه بذل مجهود ذهني كبير لمعرفة المنزل الجديد، الشيء الذي قد يزيد من الاضطرابات لديه. كما يعطي دفعة لتطور اضطرابات مرض الزهايمر لديه.

وفي مقابل ذلك، أنصح العائلة بالقيام بجولة منتظمة رفقة المصاب بالزهايمر قرب المنزل أو الحي حيث يقطن.

3- ما هي المقاربة العلاجية المعتمدة بالنسبة لمرضى الزهايمر؟

ليست هناك أدوية خاصة تعالج مرض الزهايمر. ما نقوم به هو تقديم أدوية مضادة للاكتئاب لأنها ترفع من القوى العقلية وهي مسألة مهمة، وإعطاء أدوية على حسب اضطرابات السلوك مثل اضطراب النوم. وأود التأكيد هنا على أهمية المرافقة الأسرية لمريض الزهايمر.

غير أنه من الأفضل ألا تسهر الأسرة على تقديم خدمة المرافقة كتغيير الملابس أو الفراش للمريض، إذ من الأفضل أن يقوم بها أشخاص مختصون يأتون إلى المنزل، فيما يتكلف المحيط العائلي بالإشراف، لأن المحيط الذي يرافق المريض بالزهايمر مُعرض للتعب طيلة 24 ساعة، ومُعرض كذلك للإصابة بالاكتئاب، الذي يتسبب في شعور المريض بعدم الأمان ومن ثم شعوره بالقلق الذي يؤثر على حالته النفسية وعلى الدماغ، وبالتالي تتدهور حالته المرضية، وهو ما يجب تجنبه.