“نسيم البوسفور”  للعميد عباس الجراري في ضيافة ابن طفيل

- Advertisement -

نظمت كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بشراكة مع النادي الجراري، مؤخرا، جلسة أدبية فكرية علمية ممتعة – زاد من متعتها حضور عميد الأدب المغربي عباس الجراري كضيف شرف –  تم خلالها قراءة وتقديم كتابه “رحلة نسيم البوسفور”، الذي أعدته وتناولته بالدراسة الوافية الدكتورة بديعة لفضايلي، وسط حضور ومشاركة ثلة بهية من الأساتذة والنقاد والباحثين المغاربة، كان من بينهم دة. نورة لغزاري،  دة. ربيعة بنويس، د. محمد احميدة، د. هشام موساوي، د. جلال لمرابط، د. بوسلهام عميمر.

وكتاب “نسيم البوسفور”، هو مخطوط رحلي للعلامة الدكتور عباس الجراري عميد الأدب المغربي، تشرفت بتحمل مسؤولية نقله من ظل التواري إلى مملكة العلن، أستاذتنا الجليلة بديعة لفضايلي، فتولت إعداده ودراسته ليصبح كتابا جاهزا، إنها إحدى فوارس لغة الضاد، تأليفا و محاضرة و تدريسا وإبداعا. والشاهد على ذلك أن العلامة عباس الجراري، خصها دون سواها بمخطوطه الرحلي الغني هذا، علاوة على ذلك، إشادته وتنويهه بها في افتتاحية دراستها حينما كتب: “وقد أعدتها للنشرمع دراسة دقيقة وعميقة عنها الأستاذة الجليلة الدكتورة بديعة لفضايلي التي أعرف مدى قدرتها على البحث العلمي وكبير تمكنها من أدواته”.

والمخطوط الرحلي الذي تسلمته الأستاذة بديعة الفضايلي شخصيا من عميد الأدب المغربي عباس الجراري، إنما يوثق لرحلة تختلف اختلافا كليا عمَّا عهدناه وألفنا عليه في معظم مخطوطات الرحلات قديمها وحديثها، لأنها رحلة ارتبطت واتسمت بكل ما هو واقعي وتقريري، وخلت تماما من ضروب التخييل والمناحي العجائبية التي تزين معظم المتون الرحلية. إنه يوثق لرحلة علمية محددة في زمانها ومكانها، لا تتجاوز الثلاثين يوما، ولا يخرج بروازها عن مدينتي إسطنبول وبورصة التركيتين. حيث قدمت الرحلة البوسفورية وصفا دقيقا لهاتين المدينتين وما يعمرهما من جوامع ومتاحف ومكتبات وخزائن للمخطوطات، وبسطت لنا في الوقت عينه مادة معرفية تراثية وتاريخية مهمة للقارئ الذي يرتقي بمطالعتها إلى مقام الزائر الذي لم يزر.

وأتاحت لنا دراسة الأستاذة بديعة الفضايلي الموسومة ب “رحلة نسيم البوسفور” التقرب من شخصية العلامة عباس الجراري، والعلاقة الحميمة التي كانت تجمعه بحليلته السيدة “حميدة”، وحبه البهي لابنتيه عُلا وألوف، من خلال الرسائل التي كان يبعثها إلى المغرب لزوجته، والتي بلغت الثماني عشرة رسالة. وبهذا فرضت علينا هذه الدراسة الثرية والمستفيضة أن ندرك عن عباس الجراري الإنسان ما لم نكن نعرفه.

عـلاء البـكـري