كشفت دار كريستيز للمزادات عن أن مزادها لفنون العالمَين الإسلامي والهندي، المشتمل على البُسُط والسجّاد الشرقي، سيقام في 27 أكتوبر الجاري في مقرها الواقع في كينغ ستريت لندن. ويتضمن هذا الموسم عرض مجموعة فريدة من الأعمال الفنية واللوحات والسجاد والمخطوطات التي يعود تاريخها بداية من القرن التاسع لغاية القرن العشرين، وهي أعمال قادمة من عدة دول مثل إسبانيا غرباً وصولاً إلى الهند شرقاً. مما يؤكد قوة الطلب العالمي وتأثير الثقافة الإسلامية ومشغولاتها الفنية.
ومن بين القطع البارزة التي سيعرضها المزاد صحيفة قرآنية ملكية نادرة من الأناضول منقوشة على لفافة ومزينة بزخارف جميلة مصممة لغياث الدين سلطان محمد بن سلطان إرتنا ويعود تاريخها إلى 754 هجري 1353-54 ميلادي يبلغ طولها أكثر من 15 متراً، ويتراوح سعرها التقديري بين 200,000 – 300,000 جنيه إسترليني. ويشمل المزاد أيضاً عدداً من المجموعات الخاصة المهمة والمنسقة ذات المصادر الموثقة عبر عدد من الفئات المتنوعة.
ويضم المزاد من عالم الفنون الإيراني، مجموعة أمريكية خاصة مميزة من قطع الفخار الفارسي التي تعود إلى القرون الوسطى، مزينة بزخارف مستوحاة من رسوم الحيوانات باسم “A Lustrous Menagerie” تضم عدة قطع على رأسها بلاطة رائعة على شكل نجمة مزخرفة برسمة لجمل. كما يقدم المزاد مجموعة مميزة من اللوحات الصفوية من القرن السابع عشر تضم عملاً فنياً أعيد اكتشافه للفنان البارع رضا عباسي، تمثل بلبل ذو أذن بيضاء تقدر قيمته بـ 100,000 إلى 150,000 جنيه إسترليني.
فيما يضم قسم الفنون الهندية مجموعة من اللوحات الفنية التي تمثل أفضل إنتاجات المدارس الفنية مثل موغال وراجبوت وديكاني وباهاري من الباحث البروفيسور لودفيج هابيغورست. وتشمل الأعمال الهندية الأخرى مجموعة رائعة مرصعة بالألماس ومطلية بالمينا، والتي يُعرف عنها إنها كانت هدية من نظام حيدر أباد إلى المهراجا رانجيت سينغ يتراوح سعرها بين 250,000-350.000 جنيه إسترليني، وصحيفة من ألبوم “سانت بطرسبرغ مورقّة” تصور حفلة صيد ويقدر سعرها من 300,000 إلى 500,000 جنيه إسترليني.
ويأتي على رأس أعمال القسم التركي، مجموعة من الخزف الإزنيقي من مجموعة فيكتور أدا ، وهو جامع مقتنيات وأعمال فنية استقر في الإسكندرية في أوائل القرن العشرين اشتهر بعينه الثاقبة وتقديره للجمال والفن. يقدم القسم أيضاً عدداً من المخطوطات الجميلة والأسلحة والدروع بما في ذلك درع تومباك احتفالي عثماني كبير يقدر سعره بين 80,000 إلى 120,000 جنيه إسترليني.
وتشمل أبرز القطع الأخرى المعروضة للبيع مجموعة من المخطوطات من جميع أنحاء العالم الإسلامي، من مجموعة لجامع التحف “أبيمايور” من أهم محتوياتها قسم كبير من المصحف الكوفي يُظهر وضوح وأناقة الخط من الأيام الأولى للإسلام يقدر سعرها بين 350,000 و500,000 جنيه إسترليني، وإبريق فلمنكي رائع من القرن الرابع عشر، تم إرساله إلى مصر المملوكية أو إلى سوريا لزخرفته وإعادته يتراوح سعره بين 40,000 و60,000 جنيه إسترليني، ويعطي مثالاً رائعاً على الروابط التجارية الوثيقة بين الشرق والغرب في أواخر العصور الوسطى.
ويستعرض هذا المزاد التأثير والسمعة الدولية التي يتمتع بها العالم الإسلامي في سوق الفن والذي يواصل جذب المشترين ومحبي الأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم بسبب الحرفية المتميزة والجودة العالية ومصدر هذه الأعمال الفنية الفريدة.
كما يحتوي المزاد القادم على أكثر من 100 بساط وسجادة شرقية ويستمر في تقديم خيارات واسعة لهواة الجمع والمصممين ومصممي الديكور الداخلي والعملاء الخاصين إذ تزخر هذه الخيارات بالمنسوجات التراثية وتوفر فرصاً مهمة لمحبي جمع مثل هذه القطع الفنية. وسوف يعرض المزاد سجادة باشمينا مغولية ملكية نادرة تعود إلى القرن السابع عشر حوالي العام 1650 صنعت في شمالي الهند وسوف تُعرض في المزاد بسعر تقديري يتراوح بين 2,500,000 – 3,500,000 جنيه إسترليني. وتعتبر أحد أرقى سجاجيد الباشمينا المنسوجة على الإطلاق. كما يمكن خلال المزاد التعرف على أهم إنتاجات بلدة الواحات في خوتان ويرقند وسمرقند في تركستان الشرقية، مثل بساط مصنوع من حرير سمرقند مقسم إلى عدة صور (موضحة أدناه في الصورة). إلى جانب البسط والسجاد المنسوج في مقاطعات متعددة من إيران بداية من منسوجات مدينة تبريز الأنيقة في الشمال وصولاً إلى منسوجات قبائل قاشقاي الرحّل في الجنوب.
وفي هذا السياق، قالت لويز بوردهارست، أخصائية ورئيسة قسم البسط والسجاد العالمية في دار كريستيز: “يعرض المزاد المزمع إقامته في شهر أكتوبر مجموعة من أهم قطع البسط والسجاد الكلاسيكية والتي تمثل أفضل المنسوجات المغولية الهندية ومنسوجات تركيا العثمانية وحقبة إسبانيا هابسبورغ، ولنا كل الفخر بنجاحنا في عرض سجادة باشمينا مغولية ملكية نادرة، نُسجت خصيصاً للبلاط الإمبراطوري في عهد الإمبراطور الهندي المغولي شاه جهان أواسط القرن السابع عشر، ونحن على ثقة بأن هذه التحفة الفنية النادرة ستجذب متذوقي هذا النوع من الفنون وجامعي الأعمال الفنية كما ستجذب كل من يقدر الجمال”.
وأضافت: “كما تبرز من بين معروضات المزاد سجادة أوشاك المنسوجة بزخارف نجمية في غرب الأناضول في النصف الثاني من القرن السادس عشر وهي جزء من مجموعة أمريكية خاصة للأعمال الفنية العثمانية، إلى جانب سجادة ألكاراز إسبانية اكتشفت مؤخراً وتعود إلى القرن السادس عشر تم نسجها بشكل فني جميل بتأثير كبير للإرث الغني للمنسوجات التي انتقلت إلى إسبانيا من إيطاليا أيام عصر النهضة”.
هذا، وعن جل الأعمال المعروضة، قال مدير تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى «كريستيز»، آرن إيفروين، “تجسد هذه المجموعة المختارة بعناية من الأعمال الفنية المهمة التي تعرض في دبي، الذوق المميز لدى هواة جمع المقتنيات والأعمال الفنية في جميع أنحاء المنطقة، إذ يمكن القول إنهم يقدرون الجودة الرفيعة والحِرفية الفنية الاستثنائية الممثلة في هذه الأعمال». وأعرب إيفروين عن فخره بعرض هذه الأعمال في دبي لأول مرة، مشيراً إلى أن دار المزادات شكّلت فريقاً من الخبراء في دولة الإمارات ممن يسلطون الضوء خلال موسم مزادات «كريستيز»، الذي يتواصل حتى ديسمبر المقبل، على أصالة هذه الأعمال الفريدة وتاريخها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال المعروضة في دبي، ستطرح للبيع في مزاد «فنون العالمَين الإسلامي والهندي»، المشتمل على البُسُط والسجاد الشرقي، الذي سيقام بتاريخ 27 أكتوبر في لندن، إضافة إلى مزادات خاصة تقيمها الدار ومزاد «أولد ماسترز» لأعمال عدد من كبار الفنانين التاريخيين، ومن المقرر إقامته في الثامن من ديسمبر، إلى جانب مزاد الفنون البريطانية والأوروبية (الجزء الأول)، المزمع تنظيمه في 15 ديسمبر المقبل.
ويشار إلى أن مزاد فنون العالمَين الإسلامي والهندي بما يشمل السجاد والبسط الشرقية المعروضة في دبي، سيفتح أبوابه للجمهور ابتداءً من يوم السبت 22 أكتوبر لغاية يوم الأربعاء 26 أكتوبر وذلك في مقر دار كريستيز الرئيسي الواقع في كينغ ستريت لندن، مع الافتتاح لوقت متأخر حتى الساعة 8:00 مساءً يوم الثلاثاء 25 أكتوبر.